زد معلوماتكمعلومات

ما هو حمض هيبوكلوروس .. ؟ ولماذا يجب استخدامه

حمض HOCl أو الهيبوكلوروس

حمض الهيبوكلوروس هو حمض ضعيف بالرمز الكيميائي HOCl، ومع ذلك فهو مطهر فعّال للغاية ويمتلك قوة مضادة للميكروبات عند خفض درجة حموضته إلى المستوى المناسب. وهو حليف المواد المبيضة في المحافظة على نظافة الأسطح. ويعتبر هذا الحمض آمناً بنسبة 100% للإنسان، وطبيعي تماماً وغير سام.

لماذا يجب أن نستخدم حمض هيبوكلوروس

في الواقع نستخدم حمض الهيبوكلوروس بشكل غير مقصود، حيث يتم تكوينه داخل أجسامنا عن طريق خلايا الدم البيضاء التي تعمل كنظام دفاعي لحماية الجسم من العدوى والبكتيريا والأمراض، ويتم إنتاجه كجزء من الاستجابة الطبيعية للجسم لمهاجمة البكتيريا التي تدخل إليه.

تتمثل عملية الدفاع الطبيعي لجسم الإنسان في الالتصاق الخلايا البيضاء بالأجسام الدخيلة التي تهاجم الجسم وإفراز حمض يؤدي إلى تحطيم جدران هذه الأجسام وتدميرها، ويعتبر هذا الحمض المضاد للميكروبات فعالية عالية في تنفيذ دوره الوقائي، ولذلك يعتبر بعض الناس أقدم مطهر موجود في الطبيعة.

استخدامات حمض هيبوكلوروس

يتم تصنيف حمض الهيبوكلوروس بأنه أقوى بنسبة 100 مرة من أنواع المبيضات الأخرى، وقد وجدت إحدى الدراسات أن الحمض في خلال 20 دقيقة ساعد في تقليل المكورات العنقودية بنسبة 99%، وقد تم استخدام هذا الحمض كمطهر لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى لمداواة جروح الجنود من إصابات الحرب.

يساعد هذا الحمض في شفاء الجروح ويمنع أي تلوث لسطح الجلد، ولذلك فإنه له استخدامات عديدة في مجال الرعاية الصحية والطب، وتمت الموافقة عليه من قبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) للاستخدام في التئام الجروح والعناية بالجروح ومنتجات العناية بالعيون، كما أنه شائع في منتجات العناية البيطرية، حيث يستخدم حتى للقضاء على الأغشية الحيوية.

يتم استخدام هذا الحمض بكثرة في المستشفيات للتطهير، وعلى الرغم من أن أحماض ومواد تطهيرية قوية أخرى غير حمض الهيبوكلوروس تستخدم أيضا في المستشفيات وتنتمي لنفس عائلة الكلور، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن مواد التبييض الأخرى تسبب تهيجا شديدا للعينين والجلد والرئتين، كما أنها تسبب ضررا صحيا على المدى الطويل، بينما يحتوي حمض الهيبوكلوروس على رائحة كلور مؤقتة وخفيفة تتلاشى بسرعة، وهو غير سام ولا يسبب أي آثار جانبية أو رد فعل تحسسي.

يستخدم أيضا هذا الحمض لحفظ المنتجات الطازجة، حيث لا يترك أي آثار ضارة في الطعام. وقد تم اعتماده من قبل وزارة الزراعة الأمريكية كمكون يمكن استخدامه في إنتاج المحاصيل العضوية.

يستخدم الحمض أيضا في أجهزة تحليل الكهرباء للمياه الصناعية، وحاليا حازت الشركات على حقوق اختراع لأجهزة تحليل كهربائية صغيرة للمنازل، حيث يتم تمرير ماء الصنبور عبر الجهاز بالإضافة إلى كبسولة تحتوي على الملح والماء والخل، وذلك لتنقية المياه والتخلص من الروائح والبكتيريا الموجودة فيها .

يمكن أيضًا استخدامه كبديل لمواد التبييض ومزيلات الروائح ومنظفات المطبخ والحمام والزجاج وحتى منظفات السجاد.

أظهرت الدراسات أن حمض الهيبوكلوروس يمكن استخدامه كمعقم لليدين دون أن يسبب أي آثار جانبية مزعجة، مثل تلك التي قد تحدث عند استخدام الكحول الإيثيلي للتطهير، كما أنه يتميز بالدخول إلى خلايا البكتيريا بشكل أسرع ولا يسبب الالتهاب في الجلد.

ينصح بعض الأطباء حاليًا باستخدام الحمض كجزء من روتين العناية بالبشرة، وخاصةً البشرة الحساسة، لأنه لا يسبب جفافًا أو تهيجًا أو حرقًا للبشرة مثل المنتجات الأخرى التي تحتوي على الكحول، ويمكن استخدام هذا الحمض في الحالات التالية:

  • محاربة البكتيريا التي تسبب انسداد المسام وتسبب حب الشباب.
  • يساعد في تسريع عملية شفاء الجروح وإصلاح الأضرار التي تعرضت لها الجلد.
  • يحارب الالتهابات والأمراض الجلدية مثل الأكزيما والصدفية.

يستخدم الحمض في منتجات تنظيف العين والرموش بشكل آمن وفعال، حيث تم إضافته إلى مناديل تنظيف الرموش وبخاخات تنظيف الجفون والرموش، وذلك لأن الحمض يساعد في تقليل البكتيريا بشكل كبير حول العين.

كيف يتم تصنيع حمض الهيبوكلوروز

يتم إنتاج الحمض خارج الجسم بكميات كبيرة من خلال عمليات كيميائية، ويستخدم هذا الحمض في التعقيم والتصنيع، وحمض الهيبوكلوروس هو حمض يتم إنتاجه من خلال عملية كيميائية.

حيث يمكن صنع هذا الحمض من خلال عملية بسيطة للغاية هذه العملية تتكون من خلط نسب متساوية من الملح والماء والخل، وجزيء الملح يتكون من عنصري الصوديوم والكلوريد (NaCl) بينما يتكون جزيء الماء من الهيدروجين والأكسجين (H2O)، عندما يتم تطبيق تيار كهربائي على المحلول، تتفكك الجزيئات وتشكل العناصر جزيئين جديدين هما:

  • حمض هيبوكلوروس (HOCI).
  • هيدروكسيد الصوديوم (هيدروكسيد الصوديوم).

هناك أيضا طريقتان لتصنيع وإنتاج الحمض صناعيا، وأسهل هذه الطرق هو تحميض الهيبوكلوريت (HCl)، وهي مادة كيميائية تستخدم أيضا في تصنيع مواد التبييض ومتاحة تجاريا بسهولة.

أما الطريقة الثالثة فهي الأصعب، وتتمثل في إضافة الكلور الغازي لتحفيز تحلل المادة، ولكن هذه الطريقة تتطلب استخدام غاز الكلور، وهو مادة كيميائية شديدة السمية يصعب التعامل معها.

لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن إذا كان حمض الهيبوكلوروز فعالا وآمنا وقويا ضد الجراثيم، فلماذا لا يتم استخدامه بدلا من المبيضات الأخرى الضارة؟ وفي الواقع، هناك سببان لذلك

  • كانت تكلفة إنتاج هذا الحمض مرتفعة للغاية مقارنةً بالمواد الأخرى حتى وقت قريب.
  • السبب الآخر هو أن حمض الهيدروكلوريك المصنع يبقى مستقرا لفترة قصيرة جدا ثم يتحول بعد ذلك إلى ماء مالح.

ولمنع تفكك الحمض يجب الحفاظ على الرقم الهيدروجيني له بين نطاق من 3 إلى 6، لكن  عندما يكون الرقم الهيدروجيني خارج هذا النطاق يحدث التفكك، فعندما يزيد الرقم الهيدروجيني عن الحد الأحد الأقصى المطلوب تزيد كمية الهيبوكلوريت (OCl-) في المحلول، بينما ينتج عن انخفاض الرقم الهيدروجيني على زيادة تركيز الكلور (Cl2)، وفي كلا الحالتين يصبح المحلول غير فعال في القضاء على البكتريا والجراثيم.

من خلال التقنيات التصنيعية الحديثة، تمكنا من جعل الحمض يدوم لفترة أطول، ومع ذلك، يعمل المصنعون حاليا على إيجاد طريقة للتغلب على مشكلة تفكك الحمض السريع. يوصى حاليا باستخدام معظم الحمض التجاري المتوفر في غضون شهر واحد من فتح العبوة، ويفضل تخزينه في زجاجات غير شفافة مصنوعة من الزجاج، حيث يفقد الحمض استقراره عند تعرضه للأشعة فوق البنفسجية والحرارة العالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى