ما هو حكم الاستماع إلى الأغاني ؟
الإستماع إلى الأغاني تعتبر هواية ملايين الشباب هذه الأونة دون علم منهم أن قد سبب في انشغالهم عن طاعة الله عزوجل ،و الوقوع في الكثير من المعاصي ،و السؤال الآن ما هو حكم الإستماع إلى الأغاني ..؟ الإجابة عزيزي القارئ ستجدها خلال السطور التالية لهذه المقالة فقط تفضل بالمتابعة .
يعود انتشار الغناء إلى زمن بعيد، وقد برع العرب فيه نتيجة براعتهم في الشعر بمختلف ألوانه، وانتشرت العديد من الأغاني في العصر الجاهلي التي تعبر عن الجو الذي يعيش فيه العرب، وكثرة ترحالهم وأجواء البيئة المحيطة بهم. وتختلف الآراء حول حرمة الغناء، حيث يرى بعض الناس أن الأغنية عبارة عن مجموعة من الكلمات التي يتم سردها على هيئة قصة تمس الواقع الذي نعيشه، وتأتي مصحوبة بدندنة، ويمكن تعريف الأغنية بأنها مجموعة من الكلمات المتناسقة مع الموسيقى التي تأخذ السامع إلى جو مختلف تماما عن الذي يعيش فيه، ولكن تأثيرها على الإنسان مثير للغاية، حيث تثير عواطفه ومشاعره وتشعل قلبه وتؤثر فيه بشكل قوي .
ما هو حكم الاستماع إلى الأغاني؟ أوضح الشيخ ابن باز – رحمه الله – أن حرمة الاستماع إلى الأغاني تكمن في أنها تدفع الإنسان للوقوع في المعاصي والذنوب التي تحول بينه وبين رضا الله تعالى. وليس هذا فحسب، بل إنها تقودنا لارتكاب الفواحش وتكون البداية لارتكاب مزيد من المعاصي .
ويجب علينا لمزيد من الفهم أن نتذكر قول الله سبحانه وتعالى في بداية سورة اللجن، وهو: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا ۚ أولٰئك لهم عذاب مهين * وإذا تتلىٰ عليه آياتنا ولىٰ مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا ۖ فبشره بعذاب أليم)، وهو صادق الله العظيم .
في تفسير هذه الآية يعبر عن المقصود بالحديث هو الاستماع إلى الأغاني التي تسبب الضلالة للإنسان، والسبب وراء ذلك هو أنها تزرع في قلبه قساوة تدفعه للوقوع في المعاصي بسهولة، وبالتالي يبدأ في التخلي عن أداء الصلاة في جماعة كما كان يفعل في السابق. وأيضا التخلي عن بر والديه وتلبية رغباتهما والعمل على راحتهما. وأوضح أهل العلم لنا أن المقصود من كلمة “لهو” في هذه الآية هو الغناء، بينما يعتقد مجموعة أخرى من أهل العلم أن “لهو الحديث” يشمل جميع الأصوات التي يمكن أن نسمعها في الملاهي، سواء كانت آلات الموسيقى بأنواعها المختلفة. وأكدوا لنا أيضا أن مثل هذه الأدوات تؤدي إلى ابتعادنا عن ذكر الله تعالى وتوجهنا نحو الضلالة. وفي تفسير بقية الآية، “لهو الحديث”، والذي يعني الغناء كما أوضحه أهل العلم، يجعل الفرد مثل شارب الخمر في حالة سكر، وذلك لأن الغناء يسكر القلب ويملأه بالهوى والانجذاب للباطل. ومع مرور الوقت وتعاود الفرد الاستماع إلى الأغاني، لم يعد يشتاق للاستماع إلى القرآن الكريم. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الأحاديث التي تحثنا على تجنب الاستماع إلى الأغاني، نظرا لتأثيراتها السلبية .
بالإضافة إلى كون الأغاني محرمة، فإنها تسبب زيادة في المعاصي والذنوب، وتؤدي إلى عدم الراحة وضياع الوقت وزيادة الحزن والهم في النفس، لذا نطلب من الله العلي العظيم أن يهدينا جميعا إلى الصواب .