ما هو تأثير الرضاعة على الجنس
مقدمة حول الجماع بعد الولادة
ليس هناك حاجة للانتظار لفترة من الوقت قبل ممارسة الجنس بعد الولادة، على الرغم من أن معظم خبراء الصحة يقترحون الانتظار من 4 إلى 6 أسابيع. هذا يمنح المرأة وقتًا للتعافي بعد الولادة أو الجراحة.
بين تغيير حفاضات الرضيع وإرضاعه في الليل، قد يكون الجماع هو آخر ماتخطر ببال المرأة. يتعرض الجسم للعديد من التغيرات في هذا الوقت، بما في ذلك التغيرات الناجمة عن الرضاعة.
قد يشعر بعض النساء بأنفسهن أقل جاذبية بسبب تغير حجم الثدي، بينما يشعر البعض الآخر بأنفسهن أكثر جاذبية. كل هذه الأمور طبيعية، ويجب أخذها في الاعتبار عندما تشعر المرأة بالجاهزية للعودة إلى العلاقة الزوجية بعد الولادة.
متى يمكن ممارسة الجنس بعد الولادة
عندما تكون الولادة الطبيعية بدون مضاعفات، يمكن للمرأة ممارسة العلاقة الزوجية بعد 4 إلى 6 أسابيع من الولادة. يجب أن تستشير الطبيب في البداية وأن يعطي موافقته على ذلك. إذا خضعت المرأة لتمزق قليل أو للولادة القيصرية، فقد يستغرق الأمر أكثر من 6 أسابيع حتى تتعافى المرأة وتشعر بالاستعداد لممارسة الجنس مرة أخرى.
لتجنب حدوث المضاعفات، يجب تجنب ممارسة الجنس قبل زيارة الطبيب، حتى في حالة توقف النزيف واختفاء الألم. ولا يجب وضع أي شيء في المهبل أو ممارسة الجنس قبل أن يتعافى الجسم، لأن ذلك يزيد من خطر الإصابة بالعدوى أو حدوث مضاعفات أخرى.
هل تؤثر الرضاعة على الرغبة الجنسية
نعم، يمكن أن تؤثر الرضاعة على الرغبة الجنسية. النتائج من دراسة أجريت عام 2005 وجدت أن النساء الذين يقومون بإرضاع أولادهن أكثر عرضة لتأخير ممارسة العلاقة الزوجية مع شريكهنَ مقارنةً مع النساء اللواتي لا يقمن بذلك. بعد الولادة، تنخفض مستويات الإستروجين، وترتفع مستويات هرمون البرولاكتين والأوكسيتوسين. هذه الهرمونات لها تأثيرات مختلفة على الجسم، وكل واحدة منها يمكن أن تؤثر على الرغبة الجنسية.
يمكن لمزيج ارتفاع البرولاكتين والأوكسيتوسين أن يجعل المرأة تشعر بسعادة كبيرة من الرضاعة الطبيعية، ومن خلال الإرضاع، يمكن تلبية الاحتياجات العاطفية والجسدية الحميمة للمرأة، وقد ينخفض الدافع الجنسي لديها، وربما لا تشعر بالحاجة أو الرغبة في ممارسة العلاقة الجنسية مع زوجها.
من الممكن أيضا أن يحدث العكس. يمكن أن يؤدي هذا الارتفاع في الهرمونات إلى زيادة الرغبة الجنسية. حيث تعتبر الثديين في الجسم منطقة مثيرة للرغبات الجنسية، ويمكن للمرأة أن تثار جنسيا بفضل ارتفاع هذه الهرمونات في الجسم.
إذا لاحظت المرأة أن الإرضاع يؤثر على رغبتها الجنسية، فهذا أمر طبيعي بسبب التغيرات الهرمونية والتغيرات الحياتية التي تحدث بعد ولادة الطفل، ويمكن أن تزيد أو تنخفض الرغبة الجنسية لفترة زمنية، ومع الوقت يجب أن تعود الرغبة الجنسية إلى ما كانت عليه قبل ولادة الطفل.
هل يعد الإرضاع وسيلة لمنع الحمل
يمكن استخدام الإرضاع كوسيلة طبيعية لمنع الحمل، ويسمى هذا النوع من الإرضاع انقطاع الحيض الإرضاعي، وإذا تم استخدامه بشكل صحيح، يمكن أن يصل إلى 98٪ من الفعالية في الوقاية من الحمل في الأشهر الستة الأولى بعد ولادة الطفل.
على أية حال، ليست هذه الطريقة سهلة كما يظهر. تتطلب طريقة انقطاع الحيض الإرضاعي دقة شديدة. أولا، يجب أن يكون الطفل أصغر من 6 أشهر. ثانيا، يجب على المرأة أن ترضع طفلها من الثدي فقط، مع تغذيته كل 4 أو 6 ساعات على الأقل. إذا تم استخدام الحليب الصناعي أو الأطعمة الصلبة بالإضافة إلى الرضاعة الطبيعية، فلن تكون هذه الطريقة ناجحة. في النهاية، إذا عادت الدورة الشهرية بعد الولادة، فإن هذه الطريقة لن تكون فعالة.
وفقًا للأبحاث، يلتزم فقط 26% من النساء اللاتي يستخدمن انقطاع الحيض الإرضاعي كوسيلة لمنع الحمل بمعايير الاستخدام الآمن. وإذا كانت المرأة تستخدم الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل، فيجب عليها التحدث إلى الطبيب حول وسائل الوقاية الإضافية لتجنب الحمل.
تأثير الجنس على حليب الثدي
يجب على المرأة أن تكون مستعدة لحدوث تسرب الحليب خلال فترة الإرضاع وممارسة الجنس. فبعد أيام من الولادة، يمتلئ الثديان بالحليب، ويمكن أن يؤدي لمس أو فرك أو مص الثديين خلال ممارسة الجنس إلى إطلاق حليب الثدي. كما يمكن حدوث تسرب للحليب أثناء النشوة الجنسية.
هناك تقنيات تساعد على إدارة ذلك:
- ضخ الحليب في وقت مبكر: إذا كانت المرأة تمتلك الوقت، يمكن أن تقلل من كمية الحليب في ثدييها قبل ممارسة الجنس، مما يخفض من خطر التسريب
- ارتداء حمالة صدر مع ضمادات للرضاعة: إذا كان الزوجان متفقين على إخفاء الثدي أثناء ممارسة الجنس، يمكن لحمالة الصدر المزودة بحشوات الرضاعة أن تمتص أي تسريب.
- التحدث حول هذا الأمر مع الزوج: يمكن التحدث مع الزوج حول إمكانية حدوث ذلك خلال ممارسة الجنس. إذا لم يسبب ذلك إزعاجا، فلا داعي للقلق، فهذا أمر طبيعي.
الجنس المؤلم والإرضاع
عند الرضاعة، قد ينتج الجسم كمية أقل من هرمون الاستروجين. الاستروجين هو الهرمون الرئيسي للانزلاق الجنسي وتشحم المهبل الطبيعي. عند انخفاض مستويات الهرمون، قد تواجه المرأة صعوبة في الانزعاج الجنسي وقد يكون المهبل جافا للغاية لتسهيل عملية الدخول أثناء العلاقة الزوجية. يمكن وضع مادة مزلقة مائية بالقرب منك لتسهيل هذه الأمور.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تعاني المرأة من ألم في حلمة الثدي بسبب الإرضاع. إطعام الرضيع وقيامه بمص حلمة الثدي يمكن أن يؤدي لزيادة حساسية الجسم. في حال كانت المرأة تعاني من انعدام الراحة عندما يقوم شريكها بلمس ثدييها، يجب التحدث حول هذا الأمر قبل ممارسة العلاقة. يجب أن تكون المرأة صريحة حيال هذا الأمر.
تغيرات العلاقة مع الزوج
قد يكون الزوج مهتمًا بالعلاقة الجنسية، وقد لا يدرك أن المرأة بحاجة لفترة للتعافي جسديًا وعقليًا حتى تكون جاهزة لممارسة الجنس مرة أخرى. إذا لم يدرك الزوج ما تشعر به المرأة، فإنه قد يشعر بالإهمال أو الهجران، وقد يقلق بشأن فقدان اهتمام زوجته به.
يمكن أن تتحول المشاعر المنكسرة في بعض الأحيان إلى قلق وكره. لذلك يجب التأكد من إخبار الزوج بأنك لا زلتي تحبينه ولا زلتي تنجذبي إليه، وأنك تريدين عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل ولادة الطفل. إنما يجب التأكيد على حاجة المرأة إلى مزيد من الوقت، وأنها أيضًا بحاجة للفهم والصبر.
هناك بعض الخطوات التي يمكن للزوج اتباعها لتسهيل تقبل زوجته للأمور التي تمر بها
- يجب أن يصحب الزوج في زيارات الطبيب خلال الحمل ويجب مناقشة الأمور الجنسية بعد الولادة. يمكن للطبيب شرح الأسباب التي تستدعي الانتظار لفترة معينة بعد ولادة الطفل والتغييرات التي قد تحدث للمرأة.
- التواصل بصراحة مع الزوج
- مشاركة الحب والعاطفة بطرق أخرى تتضمن قضاء وقت أطول معا، التقبيل، العناق، مسك الأيدي والتحدث.
- يعتبر تحديد موعد لممارسة العلاقة ضروريا، حيث أنه في ظل المسؤوليات التي تقع على عاتق المرأة، قد لا تكون الأمور عفوية كما كانت في السابق، وفي حال عدم التخطيط لهذه الأمور، فقد لا تحدث.