ما هو الوقف في الإسلام
الشريعة الإسلامية دائما ما تسعى لسد حاجة الفقراء والمحتاجين بكل الطرق والوسائل، لذلك فإن الله عز وجل قد شرع الوقف ليكون باب من أبواب سد حوائج الناس، والوقف يأخذ شكلين من الأشكال وهما الشكل الثابت كالمباني والمزارع وغيرها من أشكال الوقف الثابتة، وهناك أيضا الوقف المتنقل والذي يتمثل في كالآلات وغيرها.
أنواع الوقف
هناك ثلاثة أنواع من الوقف؛ وهي الوقف الخيري، والوقف الأهلي، والوقف المشترك
1- الوقف الأهلي
يتم تخصيص هذا الوقف للأقارب أو الأهل، ويتم تخصيصه لجميع أفراد العائلة أو لأشخاص محددين داخل العائلة، ولهؤلاء الأشخاص الحق في الاستفادة من هذا الوقف دون غيرهم.
2- الوقف الخيري
يخصص هذا الوقف لفئة محددة من الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة، مثل الأيتام والفقراء، والغرض منه هو الاقتراب من الله وتقديم الصدقة المستمرة.
3- الوقف المشترك
يجمع هذا النوع من الوقف بين الوقف الخيري والوقف الأهلي، حيث يتم استخدام الأموال لصالح الأقارب والفقراء، حيث يتم توزيع المال على الأقارب أولاً، ثم يتبقى ما تم جمعه لصالح الفقراء.
تطبيقات للوقف الخيري
يجب إقامة المساجد ليصلي فيها المسلمون، فإن هذا من أكثر الأعمال التقرب إلى الله عز وجل، وفي كل ركعة أو سجدة يؤديها المسلم، يعود ثوابها على صاحب الوقف حتى يقوم الساعة.
يتضمن الوقف إنشاء دور للأيتام والأطفال المشردين الذين ليس لديهم مأوى، وهذا يعود بالثواب على صاحب الوقف الذي يكون سببًا في توفير مكان آمن لهؤلاء الأيتام الذين فقدوا أهلهم ودفء بيوتهم.
من بين الطرق الأخرى للمساهمة في وقف الفقر التعليمي هو بناء المدارس المجانية، حيث يتم توفير التعليم للمسلمين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الدراسة. وهذا من الأعمال العظيمة التي يتم الثواب عليها، والتي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم.
يهدف بناء المكتبات التي تساعد على نشر الثقافة والمعرفة بين المسلمين إلى بناء مجتمع ذو عقل سليم وصاحب للوعي الفكري.
يمكن أيضًا الوقوف في الجهاد في سبيل الله عز وجل، حيث يساعد ذلك على نصرة الإسلام ورفع راية الدين، وهو أمر جلل عند الخالق سبحانه.
يتضمن الوقف أيضا توزيع الملابس والمؤن على المساكين والفقراء والأيتام، لأن كل شيء يجلب السعادة لقلب المؤمن ويسد حاجته له أمر يجلب ثوابا كبيرا من الخالق سبحانه.
أسباب إقرار الوقف في الشريعة الإسلامية
هناك عدة فوائد تعود على المجتمع من الوقف وهي:
– عندما يقدم الأثرياء على وقف شيء من أملاكهم لأخوانهم من الفقراء، فإن ذلك الفعل يعمل على زرع أواصر الحب والود بين الفقراء وأقربائهم من الأغنياء، كما ينزع من قلوب الفقراء الغيرة والحقد على أقربائهم الأثرياء، مما يحسن من العلاقات الاجتماعية بين الجميع، ويوجد القرب بين العائلات.
يحصل الشخص الذي يقوم بهذا الفعل على البركة في ماله وأملاكه، ويقترب من الله عز وجل، ويحظى برضاه، ويتم مسح الذنوب الكثيرة عنه ويحصل على حسنات، ويترتب على ذلك نجاحٌ وفلاحٌ عظيمٌ في حياته، ويحصل على ثوابٍ وأجرٍ كبيرٍ في الآخرة.
هذا الوقف لا يعود بالفائدة على الفقير فحسب، وإنما يعود أيضا بالكثير من الفائدة المعنوية على صاحب الوقف. فإنه يزرع في قلبه الشعور بالآخرين ويجعله يتصرف بلطف ورحمة، ويجعله يدرك نعم الله التي وهبها له. وهذا يساهم في تقليل الحقد والبغضاء بين الناس وتعزيز الأخوة والتعاطف بين الجميع.
عندما يلتقي الإنسان بربه، فإن عمله ينتهي مع وفاته، ويبقى له فقط الصدقة الجارية التي تؤثر على حياته بالإضافة إلى أنه يحصد ثوابها بعد وفاته، مما يجعله يكتسب الكثير من الحسنات، مثل بناء مستشفى أو مسجد وتخصيصله لله تعالى.
يتضمن تعزيز القيم والروح المساعدة بين الناس عدم العيش للذات فقط، وهذا يساعد على خلق روح العطاء بين الأفراد والعمل معًا كمجتمع مترابط ومتعاون يدعم بعضه البعض.