ما هو النذر في الإسلام ؟
تعريف النذر
النذر يعرف طبقا للكتاب والسنة وعموم الإجماع على أنه هو فعل الإيجاب لقول معين مقصود منه نية معينة، حيث أن تلك صاحبها تكليفا، حتى يجبها بإخراجها بالمثل، حيث أن من المعروف أن الإنسان طبقا لفطرته السليمة التي فطر عليها، وهي فطرة حب الخير، وذلك دون التكلف بما هو شحيح، وهنا يتضح مشروعية النذر أنه مكروه وغير مستحب، وأما في حالة نذر الإنسان القيام لطاعة ما فعليه الوفاء بها، حيث قد أكدت السنة النبوية مشروعية النذر والأخص في طاعة الله تعالى، أما في المعصية فهو ذنب، حيث يجب أن يكون لدى الإنسان النية الخالصة والصافية لوجه الله عز وجل، حيث أن النذر يوجب المكلف على نفسه شيئا لم يلزمه به لبمشرع، حيث أن النذر هو عادة وعبادة اشتهر بها الناس منذ القدم، حيث أنها ما زالت قائمة إلى يومنا هذا، حيث أن النذر مادام في طاعة الله عز وجل، فإنه واجب التنفيذ، وأما إذا كان في معصية فلا يجب الوفاء به .
أنواع النذر
:هناك نوعان رئيسيان للنذر، النوع الأول هو النذر الذي يلتزم فيه صاحبه بالحصول على طلبه دون استخراج مال، أو يأخذ شكل ذبيحة مثلا، وهذا النوع من النذور مكروه بالطبع وصل إلى حد تحريمه من قبل بعض العلماء، حيث أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنه “لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل”. وينص الإسلام على تحريم هذا النوع من النذور لأن استخراج المال بهذا الأسلوب يعتبر إضاعة وهدرا للمال .
النوع الثاني من النذور :- – النوع الذي يتعلق بالعبادات مثل الصلاة والحج والعمرة وغيرها من الطاعات لله عز وجل، مثلما يقول شخص “سأصوم يومين لله”، هذا النوع من النذور ليس ممنوعا بل هو من الأنواع المحببة لله ورسوله، وذلك كما قال الله تعالى في القرآن الكريم “يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا”، وبالتالي يجب على الفرد الوفاء بالنذر وإلا فإنه يعتبر محرما إلا إذا كان النذر يتعلق بمعصية لله ورسوله. ويجب على المسلم تصييغ نذره لله تعالى، وأن يكون الشر الذي يتعهد به قابلا للوفاء، ويجب تجنب الالتزام بنذر يتعلق بشيء لا يستطيع الوفاء به .
أهم الشروط الواجب توافرها في الشخص الناذر :- – أولا: يجب أن يكون الفرد المؤذن مسلما .
ثانياً :- يتمتع بالحرية في الاختيار، حيث يختار بمحض إرادته إذا ما ينبغي عليه أن يحذر من شيء ما، ولا يكون هذا الاختيار مفروضًا عليه من قبل أي شخص آخر .
ثالثاً :- يتعلق النذر بشخص ناضج ذو عقل رشيد وعاقل، ولا يجوز لشخص يعاني من الجنون النذر .
رابعاً :- يجب أن يتم النذر بصوت مسموع، ولا يجوز النذر عن طريق الإشارة أو بالصمت .
خامساً :- يجب أن يكون لديك النية الصادقة والخالصة لله تعالى عند النذر، وأن يكون النذر لأداء العبادات لله وليس للحصول على مكافأة مالية أو شيء آخر .
كفارة النذر
:- – في الحالة التي يتراجع فيها الشخص عن نذره أو يخنثه ، فإنه يجب عليه دفع كفارة النذر ، وهذه الكفارة هي نفسها الكفارة التي يدفعها الشخص عندما يقسم باليمين ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (كفارة النذر كفارة اليمين) ، وبالتالي يمكن للشخص في هذه الحالة أن يختار إحدى الخيارات الثلاثة لدفع كفارة النذر التي لم يتمكن من الوفاء بها ، وهي
أولاً :- يتم إطعام عشرة مساكين ويكون طعامهم من الوسط الذي يتناوله ويطعمهم من أهلهم كجزء من هذه الصدقة .
ثانياً :- – شراء ملابس لعشرة مساكين لتلبية حاجاتهم الضرورية .
ثالثاً :- عتق رقبة :- وهي تحرير عبداً وعتقه أي جعله حراً ، حيث أن لم يستطيع الناذر فعل أي كفارة من تلك الكفارات لنذره فإن عليه أن يصوم ثلاثة أيام ككفارة لنذره .