ما هو المذهب الاباضي
الدين الإسلامي هو الدين الحنيف الذي حفظه المولى عز وجل من فوق سبعة سماوات، ولكن تعرض الإسلام منذ ظهوره لبعض الاختلاف في وجهات النظر من أفراد وجماعات، مما أدى إلى تشكل الفروق والمذاهب، بعضها تطرف بما يفسد عقيدته وبعضها اختلف بقدر بسيط بما لا يفسد عليه دينه، وفي هذه السطور سنوضح المذهب الأباضي بما له وما عليه.
تاريخ المذهب الاباضي
عبد الله بن أباض التميمي هو شخص مرتبط بالخوارج في عهد الملك عبد الله بن مروان الخليفة الأموي، والذي انفصل عن الدولة الأموية والمذهب السني بسبب بعض المواقف السياسية والكلامية، وأسس مذهب الإباضية، وكان يعرف في الأصل بأهل الدعوة أو جماعة المسلمين، وفي نهاية القرن الثالث الهجري، انتشر اسم مذهب الإباضية
ومع ذلك، يشار إلى أن المؤسس الحقيقي للمذهب الإباضي كان جابر بن زيد التابعي، وكان من تلاميذ ابن عباس والسيدة عائشة، وكان من بين أشهر تلاميذه أبو بلال مرداس بن حدير، والربيع بن حبيب، وعبد الله بن يحيى الكندي، وأبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة.
مهما كان مؤسس المذهب الإباضي، فهو مذهب منتشر في جنوب الجزيرة العربية وصولا إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وامتد إلى شمال أفريقيا وحكموا هناك لمدة لا تقل عن 130 عاما، وكانت دولتهم تدعى الدولة الرستمية وكانت عاصمتهم تاهرت، ولكن الدولة الفاطمية انتهت بحكمهم في شمال أفريقيا، وظلوا حتى اليوم في الجزائر (وادي مزاب) وتونس (جربة) وليبيا (بجبل نفوسة وفي زوارة) وتنزانيا وزنجبار، ويمثل المذهب في عمان حوالي 70% من السكان.
عندما حدث خلاف بين علي بن أبي طالب وأمية بن خلف حول خلافة المسلمين، اتبع مذهب الإباضية أمية بن خلف ودعموا الحكم الإسلامي المعروف قبل نشوب الخلاف. وعندما تولى أمية حكم المسلمين، شكلوا دولة وجيشا قويا للتمرد عليه، وبدأوا في محاربته وحصاره في بلاد الشام، وتم التوصل إلى هدنة بينهم.
معتقدات المذهب الاباضي
من معتقدات المذهب الاباضي أن المولى عز وجل لم يظهر في يوم الحساب وهذا يتعارض مع معتقدات أهل السنة، حيث يرون أن القرآن الكريم هو من خلق المولى عز وجل في وقت محدد. وقد اتفق أصحاب المذهب المعتزلة معهم في ذلك، وهذا يتعارض مع معتقدات أهل السنة الذين يرون أن القرآن الكريم هو كلام الله بلا تجسيد أو تحريف. المذهب الاباضي يجسد الصفات الربانية التي جاءت في القرآن الكريم، وهذا هو ما يتبعه الشيعة وأصحاب المذهب المعتزلة. أما أهل السنة فيرون الصفات كما هي دون تجسيد أو تعطيل.
ولكنهم يؤمنون بالقدر مثلما يؤمن به أهل السنة، ويرون أن ليس بالضرورة وجود الخليفة مثلما يرى أهل السنة وليس بالضرورة وجود الإمام كما هو معروف عند الشيعة، ولكنهم يرون أن المجتمع الإسلامي قادر على يحكم نفسه بنفسه، ويرون أن بعض المسائل التي تحدث عنها المولى ورسوله من مشاهد يوم القيامة ما هي إلا مجاز كالصراط والميزان،