ما هو الفرح المنهي عنه
معنى الفرح
: الفرح هو شعور مؤقت بالسعادة والسرور العابر، مثل المتع الحالية في هذه الدنيا، ويعد لذة في القلب تنبع من الشعور والمشاعر، ويعد الفرح من أعلى أنواع سعادة القلب ويتجاوز الرضا، كما أنه صفة من صفات الكمال، ولذلك يتم وصف الله تعالى به.
الفرح في القرآن الكريم
يمكن تفسير معنى الفرح في القرآن الكريم بثلاثة معانٍ وهي:
الفرح هو السرور الذي يملأ القلب بالانشراح، ويتجلى ذلك في قوله تعالى: `هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم على السفينة وجرت بهم برحمته طوفانًا جميلًا وفرحوا به`
الفرح هو الشعور بالدهشة الناتج عن صعوبة تحمّل النعمة وقلة إنفاقها بالشكل المناسب، والتحويلات الزائدة لاستخدامها في ما لا ينبغي. ومن هنا قول الله تعالى: “إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ.
الفرح هو الشعور بالرضا، وينقسم إلى رضا الله عن العبد، الذي يعني أن يرضى الله عنه ويقبل أمره ونهيه، ورضا العبد عن الله تعالى، الذي يعني أن العبد لا يكره ما يجري به من قضاء الله.
الفرح المنهي عنه
توجد نوعين من الفرح؛ الفرح المحمود والمستحسن، والفرح المذموم والمنكر. وأمرنا الله تعالى بالاعتدال في مشاعرنا حتى لا يسيطر أحدهما على الآخر، وإلا فإن العبد يمكن أن يكفر بربه ونعمته، أو يهتم بالدنيا وينسى الآخرة.
والفرح المنهي عنه يمكننا تقسيمه إلى ثلاثة أقسام كما يلي :
- الفرح بالدنيا وزينتها
- الفرح بمصائب الغير – الشماتة
- الفرح بكتمان العلم وتحريفه
الفرح بالدنیا وزینتها
الفرح الزائد والمتجاوز للحدود المسموح بها في الدين، ينبغي تجنبه وهو مذموم في آيات القرآن الكريم، ويشمل معاني الكبر والبطر والقنوط والغرور بالنعم.
الفرح بمصائب الغير – الشماتة
وهو فرح الإنسان بالمصائب ، والابتلاءات ، والمرب التي تصيب غيره ، وقد نهانا ديننا الإسلامي الحنيف عن هذه الأمور ، وفي القرآن الكريم ، حيث يقول الله تعالى : ” إِنْ تَمْسَسكُم حَسنةٌ تسؤهم ، واِن تُصيبكُم سيئةٌ يفرحوا بها وإِن تَصْبروا وتَتَقوا لا يَضرُكُم مَكرهُم شيئا إِن الله بما يعملون مُحيط “.
الفرح بكتمان العلم وتحریفه
في الآيات القرآنية ، ذكر الله تعالى نوعًا من الرضى ، حيث يكون كل فرد في الدين راضٍ وسعيدٍ، وهناك قول الله تعالى: “من الذين غرقوا دينهم وكانوا شيعًا، كل حزب بما لديهم فرحون.
أسباب الفرح المنهي عنه
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الفرح المذموم وتجنبه، ومن بينها الالتزامات الدينية، وتتمثل هذه الأسباب فيما يلي:
سعة الرزق
النعمة هي هبة من الله تعالى لعباده، ويمكن أن تتحول إلى نقمة وشقاء إذا تم استخدامها بطريقة خاطئة، بحيث ينغمر الشخص في الرغبة غير المشروعة للحصول عليها، ويعتاد الوصول إليها بطرق غير مشروعة، مما يجعل المعصية عادة ويؤدي إلى الكفر.
قلة الدین وسوء فهمه
ويؤدي هذا السبب المؤلم للفرح إلى عدة نتائج، منها الأهم:
- تؤدي الغريزة الدينية إلى الوقوع في المحظور وارتكاب الكبائر في جميع جوانب الحياة، وذلك لتحقيق الهدف المرغوب فيه مهما كانت الطريقة.
- إذا ترافقت قلة الدين مع سعة الرزق والانغماس في الدنيا، فإن ذلك يؤدي إلى البطر والتكبر، والفرح في الأرض بغير الحق.
- تتضمن الأمراض التي تؤثر على القلب النفاق والرياء والانحراف في قضايا الولاء للدين وأهله، حيث يتمنى بعض الأشخاص هزيمة المسلمين وتعريضهم للمصائب، مما يؤدي إلى انحراف الدين وسوء النهاية.
- يؤدي انتشار البغضاء والفرح بإيذاء الآخرين والتشمت بهم إلى انهيار المجتمع وتفكك العلاقات الاجتماعية وضعف روابطها.
- إذا استمر الإنسان في الغفلة ولم يتعظ من تنبيه الله له، فإنه ينتقل إلى مرحلة الإغراء ويخرج من رحمة الله تعالى.
علاج الفرح المذموم
وهو علاج واحد ، الا وهو الرجوع لله تعالى ، والتوبة إلى الله ، وقراءة آياته القرآنية ، والاتعاظ ممن سبقونا ، والعمل بنصح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعدم الفرح لما يأتينا ، ولا الحزن لما يذهب عنا ، فكل ما يصيب الإنسان ، هو خير من عند الله تعالى ، وان كرهه الإنسان ، فكما يقول الله تعالى في كتابه العزيز : ” عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم “.
ماهو الفرح المحمود أو المحبب
الفرح المحمود هو كل ما يتميز بسبب صحيح شرعي، سواء كان عملاً أو قولاً ظاهراً أو باطناً، ويمكن تقسيم الفرح المحمود إلى قسمين كما يلي:
الفرح المحمود في الدنیا
حرصت الشريعة الإسلامية على تربية النفس وتهذيبها حتى تسعد وتفرح بمايرضي الله تعالى؛ ومن ذلك
- يُعبر عن الفرح بنصر الله تعالى في سورة الروم، حيث يذكر الله تعالى فرح المؤمنين بهذا النصر.
- السعادة بالقرآن والإسلام والعلم، حيث إن السعادة بنعمة الإسلام والقرآن الكريم يرجع إلى أنهما هما السبيل للنجاة والفوز في الدنيا والآخرة.
الفرح المحمود في الآخرة
أعظم أنواع الفرح هي فرح الآخرة والفرح برضا الله الأبدي وجنته، ويعد الكثير من الآيات دليلًا على ذلك
يشعر الشهداء الأبرار بالفرح برضا الله سبحانه وتعالى عنهم، وبدخولهم جنة الخلد، ولا يوجد أي فرح أكبر من هذا الفرح، الذي يتمثل في الفوز بالجنة، وهو غاية كل مؤمن في هذه الدنيا، والسعي لتحقيق هذا الأمر العظيم في الآخرة.
من شروط الفرح وضوابطه: الشكر لله عز وجل على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، والاعتدال في التعبير عن الفرح.
من انواع الفرح
الفرح نوعين وهما:
- فرح محمود
- فرح مذموم
الفرح الممدوح: هو الفرح بالأمور العظيمة التي فيها مرضاة الله عز وجل والدار الآخرة
اما الفرح المذموم: الفرح بالشرك والمعاصي والفرح بالدنيا والاطمئنان إليها ونسيان الآخرة هو (5499)” “هو الفرح بالشرك والمعاصي، والفرح بالدنيا والاطمئنان إليها ونسيان الآخرة، قال تعالى: : ﴿ وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ﴾ [الرعد: 26]
مقارنة بين الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح المحمود: هو السعادة المنضبطة بضوابط الشريعة، والإنسان المعتدل الذي يتصف بالاعتدال، حيث لا يحزن أو يكتئب، ويقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أكثر الناس ابتساما
والفرحُ المحمودُ هو الفرحُ بنعمِ اللهِ وعونهِ على أداءِ الطاعاتِ والتقربِ إلى اللهِ.
اما الفرح المذموم: الفرح الذي لا يرضي به الله عز وجل هو مثل الذي يحدث في الأفراح والأعراس، حيث يتجاوز الفرحون فيه حدود الله ويقومون بالمعاصي والاسراف.
من أمثلة الفرح المذموم هو الفرح بأعمال الخير والتباهي بها، أو الفرح بالدنيا والتباهي بالتقصير في الطاعات، أو الفرح بالمصائب التي تحل بالمسلمين.