ما هو العقد الخامس من العمر ومميزاته
يبدأ العقد الخامس من العمر
تطلق تسمية `عقود العمر` على فترات العمر التي تستند إلى ترتيبها من يوم الميلاد، سواء في مراحل نمو لكل فترة تظهر فيها خصائص خاصة بها، أو فيما يتعلق بالفترات العمرية المحددة. ويعتمد حساب العمر على التواريخ الميلادية والهجرية، وتتبع كل دولة طريقة معينة لحساب العمر. ومع ذلك، تعد مراحل العمر من وجهة نظر الإنسانية واحدة تقريبا للجميع، في كل مكان، بغض النظر عن طريقة حساب العمر. فمنذ اليوم الأول للميلاد، حيث يكون العمر حتى تسع سنوات، يسمى هذه الفترة بالعقد الأول. ومن عمر عشر سنوات حتى تسعة عشر سنة، يسمى هذا الفترة بالعقد الثاني. ومن عمر العشرين حتى التاسعة والعشرين، يسمى هذا الفترة بالعقد الثالث من العمر. ومن الثلاثين حتى التاسعة والثلاثين، يسمى هذا الفترة بالعقد الرابع من الأربعين حتى التاسعة والأربعين
في العادة، يكون العقد الخامس من العمر هو الفترة التي تنتهي فيها الثلاثينيات وتبدأ فيها الأربعينيات، وبالتالي يمكن القول إن مدة العقد تساوي عشر سنوات. وبشكل عام، يتراوح متوسط عمر البشر بين ستين وثمانين عاما تقريبا، وبالتالي، تعد هذه المرحلة نصف العمر. وعلى الرغم من أن الشخص قد لا يشعر بالشيخوخة في تلك الفترة، إلا أن بعض المشاكل النفسية والصحية التي تظهر وتؤثر عليه تضفي بعض علامات الشيخوخة على هذه المرحلة، وعادة ما يرتبط هذا الوقت بزيادة الثروة وتوافر الوقت وزيادة فرص الإصابة بالأمراض، وهو عكس المراحل السابقة من نمو الإنسان التي تختلف فيها فترة النمو في جوانب كثيرة، وتتميز هذه المرحلة بالآتي
- توفر القدرة المادية المعقولة الرفاهية اللازمة.
- الاستقرار العائلي ، والأسري.
- الاستقرار المهني والمادي.
- لا يزال الشباب حاضرًا ويمكن الحفاظ على المظهر والصحة بشكل أفضل.
- النضج العقلي والانفعالي.
- تعتمد المهارات الحياتية المختلفة والانضباط في التعامل العام على الخبرات السابقة.
مميزات العقد الخامس من العمر
ويتميز العقد الخامس من العمر بالنضج العقلي ، والاجتماعي و العاطفي والانفعالي والنفسي، يكون الفرد في معتمد على ركائز ودعائم أقوى ، فقد استقر بالفعل في عمل ، وأنشأ أسرة ، ولازالت قوته البدنية والصحية على قدر معقول ، يتمتع بنتاج ما فات ، مع السعي في التزود بما هو أزيد ، على جميع الأشكال ، سواء مهني أو مالي ، أو أسري.
من مميزات تلك الفترة فيما يتعلق بالطعام، على سبيل المثال، هو أن الشخص يكون في حالة استقرار تجاه العادات الغذائية التي اعتاد عليها، ولكنه يهتم بالحفاظ على لياقته بشكل أكبر، ويمارس الرياضة ويتبع نظاما غذائيا صحيا، ويحاول تغيير أسلوبه في الطعام وأنواع الطعام فقط إذا كان مصابا بمرض يستدعي اهتماما طبيا مختلفا. وفي هذه الفترة من العمر، من المهم أن يقوم الشخص بضبط سلوكه الغذائي بناء على الحالة الصحية، وبشكل خاص، يجب الحرص على تجنب بعض الأمراض الغير واضحة والصعبة التشخيص مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
من فوائد الوصول إلى العقد الخامس من العمر أيضا الوصول إلى مرحلة النضج في العلاقات الاجتماعية وتطور الناحية الاجتماعية والنفسية والعقلية، وكذلك الناحية الانفعالية. إذا حدث أي خلل في الماضي، فقد يؤثر ذلك في نمو الفرد اجتماعيا، ويميل الفرد خلال تلك الفترة إلى إقامة علاقات في محيط العمل والأسرة والأقارب، ويتأثر بشكل كبير بالعادات الاجتماعية والتقاليد والأخلاق وغيرها من قيود المجتمع.
تتميز أيضا هذه الفترة بالرغبة في الحفاظ على مستوى معيشي من الناحية الاقتصادية يتناسب مع ما وصل إليه الفرد ويكون مستوى مستقر ، وكذلك القيام بالحقوق المدنية و طلب تلك الحقوق أيضا، ومراعاة المسؤولية تجاه الوطن والمجتمع وعمل روابط اجتماعية، وهي من شأنها أن تتناسب مع التغيرات الحياتية، مع تنمية الهوايات المتناسبة مع تلك الفترة، ومراعاة الأب والأم مع تقبل تصرفاتهم وكذلك الشيوخ من الأقارب والتعامل معهم معاملة جيدة مع مراعاة طريقة حياتهم ، وإنشاء فلسفة خاصة وعملية في الحياة.
تتميز كذلك تلك الفترة على صعيد الحياة العملية بالاستقرار الوظيفي، والمهني، والذي يتناسب بشكل مباشر مع باقي الاتجاهات الشخصية، من الناحية الجسمانية ، والعقلية ، والانفعالية، و يدخل في مفهوم النضج من الناحية الاجتماعية ، الاستقرار مع الرضا، و ظهور شكل اجتماعي أسري واضح و محدد.
مميزات العقد الخامس الجسدية
فترة بداية العقد الخامس تتميز عن نهايتها فيما يتعلق بالقوة والحالة الصحية. في بداية هذه الفترة، يكون الجسد أقرب لمرحلة الرشد في القوة والصحة. ومع مرور السنوات، تبدأ المشاكل الصحية بالظهور بهدوء، مثل أمراض الضغط والكوليسترول والسكر. وإذا كان الشخص غير رياضي ومدخنا، فإن مشاكل القلب والجلطات قد تزداد بنهاية هذا العقد. كما تتميز هذه الفترة بزيادة تراكم الدهون في الجسم وصعوبة التخلص منها، مما يؤثر على العظام. وتبدأ الشعرات البيضاء تدريجيا في الظهور، وتظهر الخطوط والتجاعيد على الوجه، خاصة على الجبهة.
مميزات العقد الخامس الاجتماعية
يتميز العقد الخامس من العمر عن باقي المراحل العمرية من الناحية الاجتماعية، بالاستقرار النسبي إلى حد ما، الذي يمكن الإحساس به في العلاقة مع الأباء والأجداد، حيث يكون الفرد أقرب إلى والديه ويحترم مشاعرهم ويقدرهم ويعتني بهم، ويتسامح معهم على ما قد يكونوا قد فعلوه في الصغر، ويبني علاقة أفضل مع الأب والأم والجد، وعلى المستوى الأدنى يتفهم الفرد مشاعر أبنائه وأفكارهم واختلافاتهم وآرائهم، حتى لو كانت تختلف عن ذوقه واختياراته، ويبني علاقات جيدة مع المحيطين، سواء كانوا جيرانا أو أهلا أو أقاربا
مميزات العقد الخامس النفسية
يتميز فترة العمرية هذه بتحقيق الاستقرار النفسي الأكبر للفرد، حيث تكون هناك قلة في الضغوط والتوتر، ويمتلك الفرد القدرة على التعامل بشكل جيد مع المشاكل النفسية، وذلك نتيجة لتراكم الخبرات السابقة التي اكتسبها خلال مراحل النمو السابقة، بما في ذلك المشاكل النفسية والتربوية، مثل مشكلات الإدمان وغيرها، وعلى هذا الأساس، يميل الفرد في هذه المرحلة للاستقرار والحياة السوية والهدوء، وقد يشعر بالرغبة في الانعزال في بعض الأحيان، ويعتمد على عوامل الاستقرار النفسي المختلفة
مميزات العقد الخامس المهنية
تعد الاستقرار المهني من أبرز ميزات العقد الخامس المهني، حيث يتم الانتهاء من مرحلة السعي والانتقال من مجال إلى مجال ومن وظيفة إلى وظيفة التي تكون عادة مصاحبة للعقد الثالث والرابع. يصبح الجانب المهني والعملي في هذه الفترة أكثر استقرارا، ويصعب على الفرد تغيير مجاله المهني والعملي. وفي هذه المرحلة يبدأ الفرد في جني ثمار الاستقرار المادي السابق، وامتلاك بعض الأصول والرفاهيات، والتمتع ببعض الإجازات التي كان من الصعب الحصول عليها في العقود السابقة، حيث كان من المطلوب من الشخص أن يسعى ويعمل بشكل مستمر دون توقف عجلة العمل.
مميزات العقد الخامس الانفعالية
تتميز مرحلة العقد الخامس من العمر من الناحية العاطفية بالاستقرار العاطفي بشكل أكبر، وتعتبر فترة نضج في النمو البشري وفقا للإسلام. يلي ذلك الجانب العاطفي الذي يكتسب فيه الفرد مهارات أكبر في التحكم في مشاعره وسلوكياته، نتيجة للتجارب المتكررة التي يتعلم منها آثار أفعاله واستجاباته. وهذا يجعله أكثر هدوءا وأقل توترا، نظرا لانخفاض معدلات المؤثرات العاطفية والتوتر في الحياة، التي عادة ما تنتج عن ضغوط العمل ورغبة النجاح وبناء حياة اجتماعية وأسرية وتحقيق الطموحات والآمال والأحلام. ويجعل النجاح والفشل الفرد في حالة تفاعل وتأثر مستمر مع الحياة