ما هو الشرك الخفي
هو الشرك في النية والإرادة والقصد
- شرك النية.
- شرك القصد.
- شرك الإرادة.
الشرك الخفي هو الشرك في النية والإرادة والقصد، وهو من نوعين: الشرك الأصغر (الرياء) الذي يحدث في القلب، وشرك النفاق الذي يكون الناس على غير الإسلام ويخفون كفرهم ويكذبون على الله ورسوله، ويصنف هذا الأخير كشرك خفي أكبر لأن الشخص يبدو في الظاهر مسلما وموحدا لله ومؤمنا بكتاب الله ورسله وبما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن في الباطن يكون كافرا، ويكن في قلبه العقائد الخبيثة، وهؤلاء الناس الذين وصفهم الله عز وجل في كتابه الكريم بأنهم لديهم مرض في قلوبهم وزادهم الله في هذا المرض، ولذلك أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإخلاص في العمل، فمن يرجو مقابلة ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا، وقال سبحانه وتعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) [البينة: 5]. والإخلاص هو شرط للتوحيد، ولذلك يجب التنويه عن الشرك الخفي وما يتعلق به
شرك النية: يقول القرافي رحمه الله في شرح النية إنها ما يريده الإنسان بقلبه وينوي فعله، وأوضح النووي تعريف النية بأنها إقبال القلب على العمل، وقد ذكر القرافي أن النية والقصد يتقاربان جدا في التعريف، ولهذا تم تعريف النية بالقصد، ولكن هناك بعض الاختلافات البسيطة بينهما والتي عرفها ابن القيم رحمه الله، فقال: (فالنية هي القصد بعينه، ولكن بينهما فرقان وهو أن القصد معلق بفعل الفاعل نفسه وبفعل غيره، والنية لا تتعلق إلا بفعل الفاعل نفسه، فلا يمكن أن ينوي الرجل فعل غيره، وينوي القصد والإرادة له)، وقد أطلق بعض العلماء تعريف النية على أساس التمييز بين العبادات المختلفة التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى، مثل التمييز بين صلاة الفجر والظهر والعصر وغيرها، أو التمييز في العادات مثل التمييز بين غسل الجنابة وغسل التنظيف والتبرد، وهناك تفسير آخر للشرك في النية والإرادة والقصد تم ذكره في القرآن الكريم في أكثر من موضع وهو التمييز بالعمل والمقصود هنا هو عبادة الله وحده لا شريك له، وأن يكون الإنسان مؤمنا بهذا النية والقصد والإرادة منه تسليما لأمر الله عز وجل في الانفراد بعبادته وحده لا شريك له سبحانه، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في كلامه مرة بلفظ النية ومرة بلفظ الإرادة.
شرك القصد: في هذا السياق ، يشير المقصود بالقصد إلى العزم على فعل شيء ما. وإذا أعطينا مثالا يتعلق بالشركة، فإنه إذا وجدنا شخصا يحمل المصحف، ثم عزم على رميه من يديه بقصد، فإنه يعتبر مشركا لأنه ألقى كتاب الله عمدا. والتعريف الآخر للقصد هو أنه لا يحدث إلا عندما يكون هناك فعل مقصود يعزم عليه من قبل الفاعل. والفرق بينه وبين النية هو أن النية هي القصد المعلن وقد يتعذر على الإنسان تنفيذها. ولهذا السبب أوردنا من حديث أبي كبشة الأنماري عن أحمد والترمذي وغيرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “إنما الدنيا لأربعة أنواع من الناس: العبد الذي رزقه الله مالا وعلما، فيتقي في ثروته ربه، ويصل رحمه، ويعلم حق الله فيه، فهؤلاء هم في أعلى المنازل عند الله. والعبد الذي رزقه الله علما ولم يرزقه مالا، فيقول: لو كان لي مال لعملت به مثل فلان. فهو مشترك في الأجر مع الذي قام بالعمل. والعبد الذي رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، فهو في مرتبة أدنى عند الله. ثم قال: والعبد الذي لم يرزقه الله مالا ولا علما، فيقول: لو كان لي مال لعملت به مثل فلان. فهو مشترك في الإثم مع الذي قام بالعمل
شرك الإرادة: أما الإرادة فهي ما تجتمع عليه كلًا من النية والقصد وهو الإرادة في فعل الشئ سواء كان التوحيد والإيمان بالله عز وجل أو الشرك والكفر به والعياذ بالله، ولهذا نجد أن التضاد لشرك النية والإرادة والقصد معًا هو الإخلاص، وهو كما نعرف درجات فقال ابن رجب رحمه الله في درجات الإخلاص: ( واعلم أنَّ العمل لغير الله أقسام: فتارة يكون رياءً محضاً بحيث لا يُراد سوى مراءاة المخلوقين لغرضٍ دنيوي، كحال المنافقين في صلاتهم)، وذكر الله تعالى في كتابه الكريم في تضاد الإخلاص وهو الرياء وهو أصل الشرك الخفي وأصل شرك النية والقصد والإرادة فقال: ( وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء:142].
من أمثلة الشرك الخفي
- الرياء.
- الحلف بغير الله.
- التمائم.
الشرك ينقسم إلى نوعين: الأكبر والأصغر. قال شيخ الإسلام بن تيمية: `من خلص من الشرك الأكبر والأصغر فسيدخل الجنة، ومن مات وهو على الشرك الأكبر سيدخل النار، ومن خلص من الأكبر وحصل على بعض الأصغر مع حسنات راجحة على ذنوبه فسيدخل الجنة، فإن تلك الحسنات توحيد كثير مع يسير من الشرك الأصغر، ومن خلص من الأكبر ولكن كثر الأصغر حتى رجحت به سيئاته فسيدخل النار. فإن الشرك يؤاخذ به العبد إذا كان الشرك الأكبر أو كان الشرك الأصغر كثيرا، ولكن الأصغر القليل في جانب الإخلاص الكثير لا يؤاخذ به`. لذلك، نستنتج أن الشرك الخفي هو نوع من أنواع الشرك الأصغر، وسوف نوضح بعض الأمثلة على ذلك فيما يلي
الرياء: الرياء من الشرك الخفي فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم في الرياء: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء) والرياء هو فعل الشئ لغير وجه الله سبحانه وتعالى كالذي يُصلي حتى يراه الناس مؤمن ويُذكي حتى يمدحه الناس ويقرأ القرآن حتى يثني الناس على ترتيله.
الحلف بغير الله: كثير من الناس من يحلف بغير الله كالذي يحلف بالمصحف والنبي وحياة الأولاد وغيرهما من الأيمانات الباطلة، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (من حلف بغير الله، فقد كفر أو أشرك) رواه الترمذي وأبو داود.
التمائم: تعتبر التمائم من الأشياء التي يلجأ إليها الناس لجلب النفع، ويعتقدون أنها تجلب الحظ وتحمي من الضرر، وهذا يعد شركًا أصغر، حيث لا ينبغي الانتساب إلى غير الله سبحانه وتعالى. وقد صرح الرسول صلى اللهعليه وسلم بأن من علق تميمة فقد أشرك، وهذا ما رواه أحمد.
كيف نحمي أنفسنا من الوقوع في الشرك
يعتبر الشرك بالله من أعظم الذنوب، سواء كان شركًا أصغر أو شركًا أكبر، ولذلك فإن الإيمان بالله وحده والابتعاد عن المحرمات والتقرب إلى الله هي الطريقة التي تزيد في حب الله في قلوبنا وتحمينا من الشرك، وسنتحدث عن كيفية حماية أنفسنا من الوقوع في الشرك
- يعد الدعاء والإكثار منه من أهم الأسباب التي تثبتنا على دين الله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء قائلاً “يا مُثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك”، فالدعاء هو مفتاح الحلول لأي مشكلة مهما كانت.
- ينبغي على المؤمن أن يدرك دائماً قبح الشرك وآثاره السيئة في الدنيا والآخرة.
- من يتأمل في خلق الله ومخلوقاته، فإنه لا يمكن أن يشرك بالله، لأنه يدرك أن الله هو الإله الوحيد الذي خلق كل شيء ولا يوجد شريك له سبحانه.
- الاقتراب من الله من خلال الصلاة والذكر والطاعات التي أمر بها.
- ألا يسمح للشكوك بالتسلل وأن يحصن نفسه دائما بذكر الله.