ما هو السن الطبيعي للكلام عند الأطفال
سن الكلام عند الأطفال الذكور
يختلف تطور الأطفال في جميع الجوانب بأشكال متنوعة، بدءا من خطواتهم الأولى وحتى إدراكهم لاحتمال وجود رؤى مختلفة لديهم عن الآخرين، وهذا ينطبق أيضا على اللغة والكلام لدى الأطفال، لذلك لا يوجد عمر محدد لبدء تعلم الطفل للتحدث.
عند بلوغ الأطفال سنًا معينة، يتحقق لديهم العديد من المعالم اللازمة للتواصل، وقد يكون هذا الوقت صعبًا على الآباء الذين يرون أطفال أصدقائهم يتحدثون بينما لا يزال أطفالهم لم يبدأوا.
لمعظم الأطفال، من المحتمل أن يكون هذا الاختلاف طبيعيا في الوقت الذي يحققون فيه إنجازاتهم الخاصة، أما بالنسبة للآخرين، فقد يكون هذا تأخيرا مؤقتا في اللغة، ولكن في النهاية، سيصلون إلى نفس مستوى الآخرين دون أي تدخل.
قد يشير التأخر في مراحل اللغة المبكرة لدى بعض الأطفال إلى وجود اضطراب طويل الأمد في تطور اللغة.
بشكل عام يبدأ الأطفال في التحدث والتكلم حوالي سن ستة أشهر، وينطقون كلماتهم الأولى بين 10 و 15 شهرا، ولكن يبدأ معظمهم في الكلام حوالي 12 شهرا، ثم يبدأون في التقاط أعداد متزايدة من الكلمات والبدء في دمجها في جمل بسيطة بعد حوالي 18 شهرا.
يجب علينا ملاحظة أن اللغة ليست مجرد الأصوات التي ننطقها، فالفكرة الخاطئة الكبيرة هي أن اللغة تقتصر على الكلام فقط، ونحن نعتبر هذا الأمر حقيقة مقبولة، ولكن فهم اللغة التي يستخدمها الأشخاص من حولنا أمر مهم ومعقد للغاية.
نحتاج إلى معرفة الكلمات المستخدمة، ولدينا مفهوم لما تعنيه هذه الكلمات في سياقات مختلفة وفهم معنى الجملة بناءً على ترتيب الكلمات، وتسمى هذه المهارات اللغوية الاستيعابية.
كيفية معرفة تأخير الكلام عند الأطفال
ربما يوجد الآلاف من حالات الأطفال التي يلجأ الآباء فيها للاستشارة حول طفلهم الذي يُعاني من تأخر في الكلام.
يقول العديد من الآباء الذين يبدو أن أطفالهم ينمون بشكل طبيعي من جميع النواحي، أنه قيل لهم أن لا يقلقوا وأن أحد أفراد الأسرة لم يتحدث حتى بعد أن بلغ سنه الثالثة أو أن الأطفال يتحدثون متأخرا.
يقول بعض الآباء إن طبيبهم نصحهم بالانتظار حتى يبلغ طفلهم عمر العامين على الأقل قبل طلب المساعدة، وعلى الرغم من أن غريزة الوالدين هي طلب المساعدة، فإن البعض الآخر ينصحهم بالانتظار والترقب.
يعود نهج الانتظار والترقب لدى الأطفال الذين يتحدثون ببطء إلى انتشار مفاهيم خاطئة حول تطور اللغة النموذجي، وعلى الرغم من ذلك، فإن جميع الأطفال يتطورون وفقًا لسرعتهم الخاصة.
على الرغم من أن التطور الذي يخضع له الأطفال يختلف من طفل لآخر، إلا أن هناك بعض المعالم التي يجب الوصول إليها في سن معينة، وعندما لا يتم الوصول إليها، فإن ذلك يشكل سببًا للقلق.
ولمعرفة أنّ الأطفال بالفعل لديهم مشكلة في تأخر الكلام، ولا تشمل هذه المشكلة الأطفال الذين يعانون من تأخر جسدي أو تأخر في النمو مثل الشلل الدماغي أو متلازمة داون أو التوحد، أو أولئك الذين يعانون من تعذر الأداء في الطفولة، أو صعوبة تنسيق العضلات المستخدمة لإنتاج الكلام، أو الأطفال الذين يعانون من صعوبة محددة في الفهم و إنتاج لغة، تُعرف باسم تأخر اللغة أو اضطرابها.
يمكن التعرف على الطفل الذي تتحدث عنه بسنه، حيث يتراوح بين 18 و 30 شهرًا، ولديه فهم جيد للغة، وعادة ما يتطور في مهارات اللعب والحركة والتفكير والتفاعل الاجتماعي، ولكنه لديه مفردات محدودة لعمره.
لم يتفق الباحثون حتى الآن على تفسير هذا التأخير المحدد، وقرروا، على الرغم من ذلك، أن الأشخاص الذين يعانون من تأخر في اللغة في سن متأخرة يجب أن يكون لديهم تاريخ عائلي لتأخر اللغة المبكر، وأن يكونوا ذكورا، وأن يكون وزنهم عند الولادة أقل من 85٪ من الوزن المثالي، أو أن يكون موعد ولادتهم قبل 37 أسبوعا، وتم تحديد أن حوالي 13٪ من الأطفال الذين يبلغون سن العامين يتأخرون في التحدث.
الكلام عند الأطفال سنة ونصف
يمكن أن تساعدك التوجيهات التالية في تحديد ما إذا كانت مفردات طفلك مناسبة لعمره، أو إذا لم يصل طفلك بعد إلى هذه الملاحظات، فينبغي عليك مراجعة اختصاصي أمراض النطق واللغة:
- يتعين على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهرًا وما فوق استخدام 20 كلمة على الأقل، بما في ذلك أنواع مختلفة من الكلمات مثل الأسماء والأفعال مثل “أكل” و “اذهب”، إضافةً إلى معرفة حروف الجر مثل “لأعلى” و “أسفل”، والتمييز بين الصفات مثل “ساخن” و “نعسان”، بجانب بعض الكلمات الاجتماعية مثل “مرحبا” و “إلى اللقاء.
- يجب على الأطفال الذين يبلغون من العمر 24 شهرًا استخدام 100 كلمة على الأقل وجمع كلمتين معًا، كما يجب أن يتم إنشاء هذه المجموعات من الكلمات بواسطة الطفل نفسه، وليست مجموعات متكونة من أجزاء محفوظة من اللغة مثل “شكرًا لك” أو “وداعًا” أو “ذهب كل شيء” أو “ما هذا؟
- نظرا لأن هذه المجموعة من الأطفال يتقدمون بشكل جيد في مجالات أخرى من النمو، فقد يفترض الآباء والآخرون أنهم سوف يجدون حلا لمشكلة النطق بأنفسهم، ولكن في الواقع فإن العديد من المتحدثين الذين يتأخرون في النطق يحدث لهم ذلك ولا يحتاجون للجوء إلى أي متخصص لحل المشكلة، ولكن هناك الكثير منهم الذين لا يحدث لهم ذلك، ومن الصعب التنبؤ بالأطفال الذين لن يلحقوا بأقرانهم.
تم تحديد قائمة من عوامل الخطر التي تشير إلى أن الطفل أكثر عرضة للاستمرار في الصعوبات اللغوية، وتشمل ذلك:
- صعوبة اللعب مع الأقران.
- سجل عائلي لتأخير الاتصال أو الاضطرابات التعلمية أو الصعوبات الأكاديمية.
- تأخر بسيط في الفهم لعمره.
- يستخدم القليل من الإيماءات للتواصل
إذا كانت مفردات الطفل الصغير محدودة لعمره وكانت لديه أيا من عوامل الخطر المذكورة أعلاه، فيجب استشارة أخصائي أمراض النطق واللغة. ويعتبر الأطفال الذين يتوفرون على العوامل الثلاثة الأخيرة هم الأكثر عرضة لتأخر اللغة المستمر، وبدلا من الانتظار والمراقبة، يوصى بالحصول على المساعدة للأطفال الصغار الذين يتأخرون في التحدث في أقرب وقت ممكن.
متى يبدأ الطفل بالنطق بابا وماما
يعرف أن معظم الأطفال يتعلمون نطق كلمة `ماما` و`بابا` في بداية تطويرهم اللغوي، وذلك لأنهما الكلمات الأسهل، ويتعلم الطفل نطق كلمة `ماما` أولاً بسبب سهولة مخرج الحرف `م` مقارنة بحرف الباء.
بعد أن يتعرف الطفل على الكلمات مثل `ماما` و `بابا` ويبدأ في نطقها، يتمكن بعدها من فهم الكثير من الكلمات والمعاني والجمل دون أن ينطقها، ويكون فهمه لهذه الكلمات من السياق الذي تم ذكر الكلمة فيه، وبعدها ينتقل الطفل إلى مرحلة تكوين الحروف ومحاولة نطق الكلمات الأصعب، ومن ثم ينتقل إلى الجمل والكلمات المركبة.
يجب على الآباء أن يدركوا أن الأطفال يفهمون أكثر مما يمكنهم التواصل به منذ المراحل الأولى لتطور اللغة. وفي الواقع، يتعلم الأطفال مهاراتهم اللغوية الخاصة من خلال فهمهم للغة المحيطة بهم وما يقوله الآباء والأشقاء ومقدمو الرعاية الأخرى.
قد تكون بعض الحالات التي تؤثر على الكلام، مثل التلعثم، واضحة للغاية، بينما يمكن أحيانًا إخفاء المشاكل التي يواجهها الأطفال عندما لا يتطوروا في اللغة بالطريقة النموذجية.
يمكن في بعض الأحيان فهم التعليمات التي تبدو معقدة بسهولة، وذلك بسبب السياق العام الذي يحيط بها. على سبيل المثال، يمكن للأهل فهم تعليمات إخبار طفلهم بالذهاب وارتداء معطفه وحذائه قبل مغادرة المنزل، بسبب سياق الاستعداد للخروج، وفهم معنى الكلمات “معطف” و “حذاء.