ما هو الزواج السياحي ؟ .. وشروطه .. وحكمه في الاسلام
حكمة الزواج في الاسلام
ضرورة الاجتماع بين الرجل والمرأة تقضي بها الحكمة الإلهية لتكوين ذرية صالحة تعمر الأرض وتعبد الله عز وجل وتستغل الثروات الأرضية وتبنيها، حتى ينتهي أجل الإنسان.
وكرم الله الانسان، فلم يترك الذكر والمرأة يتزاوجان بدون وثيقة زواج رسمية، ورتب على هذا الامر حقوق وواجبات من اجل صيانة الزوجين والاولاد، وكي تتحقق المودة والرحمة بين الاثنين وتنشأ ذرية طيبة تعبد الله عز وجل، ولو تُرك الانسان على هواه، لاضل السبيل ولاتبع الشهوات وتعددت الازواج وضاعت الانساب وما ينتج عن ذلك العديد من المفاسد التي لا يمكن حصرها، لذلك فإن الزواج هو وسيلة من اجل تنظيم الفطرة الانسانية التي اودعها الله في الانسان، ولو هذا التنظيم لتشابه الانسان مع الحيوان، لذلك انتشار اشكال الزنا او الزواج العرفي او الزواج السياحي يبتعد كل البعد عن الغاية من الزواج، وهو الاحصان والعفة، ويكون الهدف من العلاقات خارج اطار الزواج هو اللذة فقط.
اهداف الزواج في الاسلام
تتلخص حكمة الزواج في الحفاظ على النسل والحفاظ على الزواج البشري بأفضل صورة، وتعتبر من بين الأهداف الرئيسية للزواج
- حفظ الانساب وصيانتها من الضياع والاختلاط
- ايجاد وتكوين بيئة مناسبة للكائن الانساني
- يحمي صيانة المجتمع من الانحلال والفساد والفجور والزنا الذي يضر بالأمة بشكل كبير
- المودة والرحمة هما الحب بين الزوجين، والرحمة التي يكتمل بها الأمر مع الأطفال والعواطف الأمومية، وهي أساس بناء أسرة سعيدة ومتكاملة
ما هو زواج مدني؟ إن زواج المدني هو الزواج الذي يتم تأكيده في القانون، ويعتبر وسيلة فعالة لضمان نسل نقي وتربية الأطفال بشكل صالح بعيدا عن الأخلاق السيئة والضياع الأخلاقي. أما الزنا والفسوق وزواج المتعة، فإنها تؤدي في النهاية إلى إنجاب أطفال غير شرعيين واللقطاء.
ما هو الزواج السياحي
الزواج السياحي هو عبارة عن زواج الرجل من امرأة أو اثنتين أو ثلاثة خلال رحلته، ويتم الطلاق بعد انتهاء الرحلة، ويحدث هذا الزواج بعد عرض صور النساء بأشكالهن وأحجامهن وأطوالهن، ويتنافس الرجال على الزواج من النساء الأكثر جاذبية ورشاقة وغير ذلك.
بلا شك، الزواج المؤقت يتعارض مع فطرة الإنسان ومبدأ الزواج في الإنسان، فإن الهدف الأساسي للزواج هو الاستمرار والاستقرار والثبات. لذلك، أي علاقة زواجية تفتقر إلى هذه العناصر تعتبر باطلة. على سبيل المثال، يقوم الشخص بالنزول إلى بلد آخر ويقضي هناك أسبوعا أو أسبوعين أو شهرا، ثم يتزوج فتاة جميلة في تلك الفترة، وقبل انتهاء إجازته، يطلق زوجته. ويعتبر هذا الأمر نوعا من زواج المتعة.
شروط الزواج السياحي
إذا كان الزواج السياحي في نية الرجل فقط، أي أنه لم يخبر والد الفتاة أو أهلها بذلك، بل حفظه في نفسه فقط أنه سيطلقها بعد انتهاء الإجازة، وخدع أهل الزوجة بأن هذا الزواج مستقر ودائم، فإن عقد الزواج هذا يعتبر صحيحا من وجهة نظر الزوجة، ويثم الزوج لأنه قام بخداعهم.
– إذا تزوج الرجل المرأة في بلد يخشى فيه الزنا بها، وكان الهدف والنية في نفسه الإستمرار في العشرة، وإذا كان بإمكانه التوصل لاتفاق معها، وليس الهدف قطع العشرة بمدة محددة، وفي حال حدوث مشاكل قام بطلاقها، فإن هذا الزواج مقبول. ولكن إذا تزوجها بنية الطلاق، سواء كانت المدة طويلة أو قصيرة، ولم تكن المرأة تعلم بنية الرجل الخبيثة، فإن عقد الزواج صحيح، ولكن الزوج آثم لأنه كذب وغش وخدع زوجته، وقال النبي عليه الصلاة والسلام “المكر والخديعة في النار
حكم الزواج السياحي في الاسلام
الزواج المؤقت او السياحي ان تم الاتفاق على مدته، فهو زواج محرم بوحي من الله عز وجل، اي ينتهي الزواج بانتهاء سفرة الرجل، وهذا التحريم نزل في عهد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فنكاح المتعة يعتبر زنا، وإذا كان الاتفاق على المدة غير معلن، لكن الرجل ينويه، والمرأة تعرف ان وليها سيطلقها في اخر الزواج بالعادة كما جرت عليه، فهذا يعد نكاح متهة، وهو حرام شرعًا
توصلت الزواج السياحي إلى ما يعرف اليوم بزواج الويك اند، أو نهاية الأسبوع، وأطلق عليه العديد من التسميات الأخرى مثل زواج سفرة العمل السريع، وأصبح تبديل الزوجة مشابها لتبديل السيارة، حيث يختار الرجل ما يرغب به، وهذا يعتبر تلاعبا بالشرع الذي أحله الله عز وجل، واستخفافا بالزواج الذي عظمه الله عز وجل ونبيه، وذلك ليكون للإستقرار والمودة وبناء الأسرة، وتعزيز الروابط العائلية، وليس فقط من أجل الشهوة والتسلية العابرة.
هذا النوع من الزواج يظهر استهانة كبيرة بالمرأة، ولا يختلف كثيرا عن الاتجار بالنساء. يتسبب في ضياع النسل، حيث يمكن حدوث حمل بعد هذا الزواج المؤقت، ولكن الزوج يرفض الاعتراف به وينكر أن الطفل هو ابنه. قد ينكر أيضا أنه تزوجها في الأصل بعد عودته إلى بلده، لأن الزواج لا يتمتع بأدلة قوية. في بعض الأحيان، يكون الزواج غير رسمي وليس له أي توثيق، مما يؤدي إلى ضياع مستقبل الطفل ونفقته، وضياع نفقة الأم وضياع الإنسان. يفتح هذا الأمر بابا للدعارة والزنا. بالتالي، تمضي الوقت مع شخص ما، ثم ينتقل الزواج للسياحة مع شخص آخر بدون عقود واضحة أو طلاق أو زواج رسمي، دون أن تكمل الفتاة عدتها. وأصبح هذا الأمر أيضا تجارة، يشارك فيها الأشخاص الضعفاء الإيمان الذين يزوجون بناتهم على وعي تام بأن هذا الزواج له مدة محددة وسينتهي. وبالتالي، يتم التهاون في عقد الزواج الشرعي الذي أحله الله بأهداف نبيلة.
قد يتوفر الزواج على جميع شروطه، ولكن يكون لغرض المتعة والسفر، ويتم الاتفاق بين الطرفين والمقصود من الزواج هو المتعة والفسوق والفجور، وهذا يعتبر زواجًا فاسدًا حتى لو تم الإعلان عنه.
حكم الزواج بنية الطلاق وزواج المتعة
اختلف العلماء فيما يتعلق بالزواج بنية الطلاق، واستنكروا هذا النوع من الزواج لأنه يشبه زواج المتعة إلى حد كبير. ومع ذلك، يعتقد بعض المفسرين أنه إذا كان الشخص يخشى الوقوع في الزنا وتزوج فتاة مع النية الثابتة على الطلاق، فإن هذا يعتبر جائزا بالنسبة لبعض العلماء، لأن النية بين العبد وبين الله وليس فيها أي اتفاق أو شراكة. ومع ذلك، الأولى للشخص هي ترك هذه النية السيئة حفاظا على دينه وحقوق المرأة التي يرغب في الزواج منها، ولا يعتبر وجود نية أمرا ضروريا، لأن من الممكن الطلاق حتى إذا لم يتفق الزوجان أو إذا كانت المصلحة تقتضي ذلك.
الزواج المؤقت هو تعاقد بين الزوجين أو بين الرجل وعائلة الزوجة، ويسمى هذا النوع من النكاح نكاح المتعة وهو محرم بإجماع العلماء، ويسبب ضررا كبيرا واهانة للزوجة ويؤدي إلى فقدان حقوقها، وقد كرم الإسلام المرأة ورفع منزلتها، وفي هذا النوع من الزواج تتدنى قيمة الزوجة.