ما هو التمني في الاسلام
التمني في الإسلام
التمني هو طلب شيء يصعب أو يستحيل تحقيقه، والرغبة في التمني تتطلب أن يحدث الشيء المرغوب فيه بطريقة محببة، والشيء المطلوب دائما غير متوقع. ويتبع ذلك تحقيق الشيء المطلوب، والطموح هو أمر مطلوب، بينما لا يوجد أمل في تحقيق المستحيل. ويأتي التمني في القرآن الكريم في قوله تعالى: “يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم”. وحرف التمني هو “ليت”، وهناك فرق بين “ليت” و”لعل”، لكن كلاهما من أدوات التمني.
الأمنيات في القرآن
إن الأمنيات التي لا يمكن تحقيقها أو التي تحقيقها مستحيل، فلا قيمة لها في ذلك الوقت، ولنراجع اليوم أمثلة على الأمنيات التي ورد ذكرها في القرآن، وهي كما يلي
- حيث جاء في قول الله تعالى بسورة النبأ (آية: في الآية الرابعين من سورة النَّازِعات الكافرون يعبرون عن تمنيهم أن يكونوا تُرَابًا، ويظهرون حسرتهم على ما فاتهم وما عملوه في الدنيا .
- وجاء في قول الله تعالى في سورة الحاقة (آية: وأما الذين يعطون كتابهم بيمينهم فيقولون يا ليتني لم أعط كتابي، وكما تم توضيحه في شرح هذه الآية، فإن هؤلاء الأشخاص
- يؤخذ كتابهم بيسارهم لأن أعمالهم سيئة، فيشعر بالهم والحزن عندما يقولون `ليتني لم أُعْطَ كِتابِيَهْ`، وهذا يدل على شدة حسرتهم.
- وفي قوله عز وجل في سورة النساء (آية: 73): { وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
- وقد ورد في قول الله تعالى في سورة الأحزاب (آية: آية (66) تتمنى من الكفار أن يطيعوا الله ورسوله، وذلك في يوم تقلب فيه وجوههم في النار، لكن هذا التمني لا يجدي مع الكفار.
أدوات التمني
- تعد عبارة “ليت” من الأدوات الأكثر استخداما في اللغة العربية، كما هو مذكور في القرآن الكريم: (يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول) سورة الأحزاب 66.
- هل من بين أدوات التمني، كما ذكر في القرآن الكريم: `فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا؟` [الأعراف: 53].
- لو كانت لنا فرصة أخرى، لكنا من المؤمنين، كما ورد في قول الله تعالى في سورة الشعراء، الآية 102
- ربما تكون أيضا من أدوات الأماني، كما ذكر في شعر يتحدث عن الأماني: “أسرب القطاهل من يعيرجناحه *** لعلي إلى من قد هويت أطي
التمني في حياة الإنسان
التمني هو نوع من الأساليب اللغوية، ويتميز برغبة واحدة وطموح واحد، ويسعى الإنسان دائما وحسب طموحه المستمر، فالمرضى يتمنون الشفاء والفقراء يتمنون الثروة، إذا يسعى الجميع لتحقيق ما يتمناه، وكما قالت الحديث: “لو كان لابن آدم واديا من ذهب، لتمنى مثله، ثم مثله، حتى يتمنى الأودية، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب” (رواه الإمام أحمد، وصححه ابن حبان).
هناك فرق بين التمني والترجي، فالتمني يكون مزدوج الحدين، ولكن التمني بالخير والمعروف هو عمل حسن، بينما تمني الشر يمكن أن يؤدي بصاحبه إلى الهلاك. وقد صح عن أبي كبشة الأنماري في حديث رواه الإمام أحمد والترمذي، أن الدنيا لأربعة أنواع من الناس، ومنهم العبد الذي لم يرزقه الله مالا فيقول: “لو كان لي مال لفعلت كذا وكذا”، فإن قال ذلك لبنيته، وسواء كان الأمر بينه وبين البنيان.
آيات الأمنيات في القرآن
وردت الأمنيات في القرآنالكريم، وفيما يلي بعض الآيات التي ذُكر فيها الأمنيات في كتاب الله عز وجل:
- في قول الله تعالى { قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِفَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
- وفي قول الله عز وجل {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ }﴿١١١ البقرة).
- وفي قول الله تعالي { وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ }﴿١٤ الحديد﴾
- وفي قول الله تعالى {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ }﴿١١٩ النساء﴾
- ورد في ذكر الله تعالى: `وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنىٰ ألقى الشيطان في أمنيته` (سورة الحج، الآية ٥٢)
- وفي قول الله تعالى {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ }﴿٨٢ القصص﴾
- وفي قول الله تعالى{ إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ }﴿٦ الجمعة﴾.
- وفي قول الله تعالى {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }﴿٧ الجمعة﴾.
أحاديث عن التمني
- بعض الأحاديث تتحدث عن رغبتي القوية. سمعت من سعيد بن عفير الذي سمعه من الليث الذي سمعه من عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب. قال أبو هريرة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “والذي نفسي بيده، لو لم يكن هناك أشخاص يخافون من التخلف بعدي ولا أجد ما يحملونه عني، لوددت أن أقاتل في سبيل الله، ثم أحيا، ثم أقاتل، ثم أحيا، ثم أقاتل، ثم أحيا، ثم أقاتل
- وقد وردت عن إسحاق بن نصر، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، سمعت من أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: إذا كان عندي أحد ذهبا، لأحببت أن لا يأتي ثلاثا وعندي منه دينار، فلا يوجد شيء أرصده في دين على أحد يقبله
- أخبرنا خالد بن مخلد، أخبرنا سليمان بن بلال، حدثني يحيى بن سعيد، سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول قالت عائشة: “قام النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة وقال: `أتمنى لو كان لي رجل صالح من أصحابي ليحرسني هذه الليلة`. عندما سمعنا صوت الأسلحة، سأل: `من هذا؟` فقيل: `سعد يا رسول الله، جئت لأحرسك`. فنام النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا غطيطه.” وقال أبو عبد الله وقالت عائشة: “قال بلال: `أتمنى لو علمت هل سأقضي الليلة في واد محاط بالتلال والجبال، لأبلغ النبي صلى الله عليه وسلم`.
- عَنْ أَنَسٍ، رضى الله عنه قَالَ وَاصَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم آخِرَ الشَّهْرِ، وَوَاصَلَ أُنَاسٌ، مِنَ النَّاسِ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ” لَوْ مُدَّ بِيَ الشَّهْرُ لَوَاصَلْتُ وِصَالاً يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ، إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ ”. تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مُغِيرَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
- حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `لولا الهجرة لكنت أحد الأنصار، ولو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا – أو شعبا – لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار`