ما هو الاكتئاب الجزئي

الاكتئاب الجزئي، المشار إليه أيضا بالاكتئاب المزمن، هو نوع من الاكتئاب ذو شدة أقل من الاكتئاب العام. عند تعرض الشخص للاكتئاب الجزئي، قد تستمر أعراض الاكتئاب لفترة طويلة، ومن الممكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب الجزئي أيضا من نوبات من الاكتئاب العام، ويشار إلى هذه الحالة بالاكتئاب المزدوج في أنظمة التصنيف التشخيصية الحديثة. يتم الآن الإشارة إلى الاكتئاب الجزئي والاكتئاب المزمن بوصفهما اضطراب الاكتئاب المستمر.

ما هو الاكتئاب المزدوج

قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الخفيف ويستوفون معايير التشخيص للاضطراب الاكتئابي المستمر من نوبات اكتئاب كبيرة. وبعد انتهاء النوبة الكبرى للاكتئاب، يعود المريض إلى حالة الاكتئاب المزمن السابقة. يشار إلى هذا التواجد المشترك للاضطراب الاكتئابي الجزئي والاضطراب الاكتئابي العام بأنه اضطراب مزدوج.

مع مرور الوقت، يزداد تفاقم الأعراض لدى أكثر من نصف الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الجزئي، مما يؤدي إلى ظهور الاكتئاب العام بشكل كامل، بالإضافة إلى الاكتئاب الجزئي.

ما الذي يسبب الاكتئاب الجزئي

يجهل الباحثون السبب الرئيسي وراء الإصابة بالاكتئاب الجزئي أو الاكتئاب بشكل عام، وقد يكون الاكتئاب وراثيا، ولكن العديد من المصابين ليس لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بالاكتئاب، وقد لا يعاني المصابون بتاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب من أي اضطرابات اكتئابية، ويمكن أن تلعب الوظائف الطبيعية في الدماغ ومسارات الخلايا العصبية التي تربط مناطق الدماغ المختلفة التي تتحكم بالمزاج دورا في ظهور الاكتئاب، كما يمكن أن تزيد ضغوطات الحياة الرئيسية والأمراض المزمنة والأدوية والاضطرابات في العلاقات أو العمل من خطر الإصابة بالاكتئاب الجزئي لدى الأشخاص الذين يتعرضون بيولوجيا للإصابة بالاكتئاب.

أعراض الاكتئاب الجزئي

تتشابه أعراض الاكتئاب الجزئي مع أعراض الاكتئاب العام، ولكنها يمكن أن تكون أخف في الشدة، وتتضمن عددًا من الأعراض المماثلة

• الشعور بالحزن أو سوء المزاج في معظم الأيام أو تقريبا كل يوم.
• فقدان الاهتمام بالأمور التي كانت في السابق تثير الاهتمام
• يشمل ذلك تغييرات كبيرة في الوزن (زيادة أو نقصان أكثر من 5% من الوزن فيالشهر) أو تغييرات في الشهية
• الأرق أو النوم الزائد يحدثان تقريباً كل يوم.
• يظهر الاضطراب الجسدي بوضوح ويمكن للآخرين ملاحظته
• التعب أو فقدان الطاقة بشكل يومي
• الإحساس باليأس أو فقدان الشعور بالقيمة أو الشعور بالذنب المفرط كل يوم.
• صعوبة التركيز أو اتخاذ القرار يوميًا
• أفكار متكررة عن الموت أو الانتحار، خطة للانتحار، أو محاولات للانتحار.

غالبا ما تبدأ أعراض اضطراب الاكتئاب المستمر في الظهور خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة. قد يظهر الأطفال والمراهقون المصابون بالاكتئاب المستمر بشكل عصبي أو متقلب المزاج أو متشائم لفترة طويلة. قد يواجهون أيضا مشاكل في السلوك وتدهور الأداء الدراسي وصعوبة التفاعل مع الأطفال الآخرين في الأحداث والمواقف الاجتماعية. قد تظهر الأعراض لدى الأطفال والمراهقين وتختفي على مدى عدة سنوات، وقد تختلف شدتها بمرور الوقت.

تشخيص الاكتئاب الجزئي

من أجل إجراء تشخيص دقيق، يمكن أن يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي. قد يقوم الطبيب أيضًا بطلب بعض الفحوصات الدموية أو الاختبارات المخبرية من أجل استقصاء بعض الاضطرابات الطبية التي يمكن أن تسبب هذه الأعراض. في حال عدم وجود أي تفسير جسدي لهذه الأعراض، يمكن أن يبدأ الطبيب بالشك بوجود مرض نفسي.

يمكن للطبيب طرح بعض الأسئلة لتقييم الحالة العقلية والنفسية للمريض، ويجب أن يكون المريض صادقًا في الإجابة عن الأعراض التي يعاني منها، وقد تساعد إجاباته في تحديد ما إذا كان يعاني من الاكتئاب الجزئي أو أي اضطراب نفسي آخر.

عادةً ما يتم تشخيص الاكتئاب الجزئي من قبل الأطباء بناءً على الأعراض المدرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5). وتتضمن الأعراض المدرجة للاكتئاب الجزئي في هذا الدليل:

• الاضطراب المزاجي الذي يستمر طوال اليوم
• نقص الشهية أو الإفراط في تناول الطعام
• صعوبة في النوم أو البقاء نائمًا
• التعب أو انخفاض الطاقة
• انخفاض التقدير الذاتي
• انخفاض التركيز أو صعوبة في اتخاذ القرار
• الشعور باليأس

يجب أن يعاني البالغون الذين يتم تشخيصهم بالاكتئاب الجزئي من المزاج المكتئب طوال اليوم، وتقريبًا كل يوم لمدة سنتين أو أكثر، في حين يجب أن يعاني الأطفال والمراهقون الذين يتم تشخيصهم بهذا الاضطراب من المزاج المكتئب طوال اليوم، وتقريبًا بشكل يومي لمدة سنة على الأقل.

علاج الاكتئاب الجزئي

يشمل علاج الاكتئاب الجزئي استخدام الأدوية والعلاج النفسي. ويُعتقد أن الأدوية تكون أكثر فعالية من العلاج النفسي عند استخدامها بمفردها، ومع ذلك، يكون العلاج النفسي والأدوية معًا هو الحل الأمثل لعلاج الاكتئاب الجزئي.

الأدوية

يمكن علاج الاكتئاب الجزئي باستخدام مضادات الاكتئاب، والتي تشمل:

• مضادات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل فلوكستين (بروزاك) وسيرترالين (زولوفت)
• تشمل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل أميتريبتيلين (إيلافيل) وأموكسابين (أسيندين)
• مثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين (SNRIs)، مثل الديسفينلافاكسين (بريستيك) والدولوكستين (سيمبالتا)

يمكن تجربة العديد من الأدوية المختلفة لمعرفة العلاج الأكثر فعالية، ويتطلب هذا الأمر الصبر، حيث قد يستغرق بعض الأدوية عدة أسابيع حتى تظهر فعاليتها.

يجب التحدث إلى الطبيب في حال كان المريض قلقًا بشأن الأدوية التي يتناولها. قد يقترح الطبيب إجراء تغيير في الجرعة أو الدواء. لا يجب التوقف أبدًا عن تناول الدواء وفقًا للتوجيهات دون التحدث إلى الطبيب أولاً. قد يتسبب التوقف عن العلاج فجأة أو تفويت عدة جرعات في ظهور أعراض شبيهة بالانسحاب ويزيد أعراض الاكتئاب سوءًا.

العلاج بالكلام

يعتبر العلاج بالكلام خيارًا علاجيًا فعالًا للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الجزئي، ويمكن لرؤية معالج نفسي مساعدة الشخص في تعلم كيفية:

• التعبير عن أفكاره ومشاعره بطرق صحية
• التعامل مع عواطفه
• التكيف مع التغييرات الحياتية أو الأزمات التي يواجهها الشخص.
• يتعلق الأمر بمعرفة الأفكار أو السلوكيات أو العواطف التي يمكن أن تثير العواطف.
• استبدال الأفكار والمعتقدات السلبية بأفكار إيجابية.
• الحصول على الرضا والقدرة على السيطرة على تطورات الحياة
• تحديد أهداف واقعية في الحياة.

يمكن علاج الاضطرابات النفسية بالكلام إما بشكل فردي أو في مجموعات، وتعد مجموعات الدعم خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يرغبون في مشاركة مشاعرهم مع أشخاص آخرين يعانوا من نفس الاضطرابات.

التغيرات الحياتية

الاكتئاب الجزئي هو اضطراب طويل الأمد، وبالتالي فإن الانخراط الفعال في خطة العلاج ضروري. يمكن إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة للمساعدة في تقدم الخطة العلاجية وتعزيز فعالية الأدوية وتخفيف الأعراض. تشمل هذه العلاجات:

• يجب ممارسة التمارين الرياضية على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع
• تناول حمية تحتوي على كمية كبيرة من الأطعمة الطبيعية، مثل الفواكه والخضروات.
• تجنب الكحول
• تناول بعض المكملات، مثل عشبة سانت جون وزيت السمك
• ممارسة اليوغا والتأمل
• كتابة المشاعر والأفكار

إنذار الاكتئاب الجزئي

بما أن الاكتئاب الجزئي مرضًا مزمنًا، بعض الأشخاص يمكن ألا يتعافوا مطلقًا بالشكل التام. يمكن أن يساعد العلاج العديد من الأشخاص على إدارة أعراضهم، لكن هذا الأمر لا ينجح من أجل جميع الأشخاص. بعض الأشخاص يستمروا في المعاناة من الأعراض الشديدة التي يمكن أن تؤثر على حياتهم الشخصية أو العملية.