ما هو أصل التدخين ؟ ” ومن اخترعه
من الذي اخترع التدخين
إنه عادة أو ممارسة ضارة بالصحة تتم عادة باستخدام السجائر، والتي تعد الوسيلة الأكثر شيوعا للتدخين. يتم وضع مادة التبغ على ورق السجائر، ويتم لفها يدويا أو بواسطة آلة، ثم يتم حرقها واستنشاق الدخان الناتج عنها، والذي يحتوي على النيكوتين ومواد كيميائية أخرى. يتم امتصاص هذا الدخان من قبل الرئتين ويؤثر على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى شعور الشخص بالمتعة والارتياح. غالبا ما يلجأ الأشخاص إلى التدخين للترويج عن أنفسهم، وهناك وسائل أخرى للتدخين مثل الغليون والسيجار وغيرها.
اخترع سكان الهنود الحمر في أمريكا الشمالية التدخين، وكانوا يزرعون أعدادًاكبيرة من شجيرات التبغ ثم يقطفون ورقها ويحشونه كالسجائر ويدخنونه، ومن المعروف أن الشعوب المايا قد سبقوا الهنود الحمر في هذه العملية.
أصل التدخين وتاريخه
التدخين عادة قديمة جدًا، حيث يرجع أصلها إلى سنة 5000 قبل الميلاد، وبالتالي فأصولها قديمة للغاية،
كان يستخدم الزئبق في السابق في الاحتفالات والطقوس الدينية في حضارات مثل البابلية والهندية والصينية وغيرها، ثم ازداد انتشار هذه المادة واستخدامها كوسيلة للمتعة والتواصل الاجتماعي.
في نهاية القرن الخامس عشر، اكتشف المستكشف كريستوف كولومبوس أمريكا ورصد وجود التدخين بين الهنود الحمر، وساهم في انتشارها في جميع أنحاء العالم. استورد بحار فرنسي مادة التدخين “النيكوت” وأدخلها إلى أوروبا، ولهذا يسمى المادة الكيميائية الأساسية في التدخين بالنيكوتين.
اكتشف الأطباء خطورة التدخين وبدأوا في التحذير منه في بداية القرن الثامن عشر الميلادي، حيث وجدوا أن التدخين يسبب الأمراض في القلب والفم والأنف، على الرغم من أن التدخين كان من العادات النادرة والمحدودة في ذلك الوقت.
فقبل عام ١٨٨٠ كانت السجائر تلف يدوياً رغم اختراع أول آلة للف السجائر وهي سينسيني قبل تلك الفترة، لكن تعقيد هذه الآلة وصعوبة استخدامها جعل أنتشارها محدود ،ولكن بحلول عام ١٨٨٠ بدأ انتشار السجائر والتدخين على نطاق أوسع، حيث تم اختراع آلة بونساك للف السجائر تستطيع لف ما يعادل ٢٠ الف سيجارة خلال ١٠ ساعات.
زادت شركات لف السجائر بشكل كبير، وتطورت آلات صناعة السجائر في السرعة والتقنية المستخدمة. اجتاحت السجائر الأسواق، وارتفعت معدلات التدخين في العديد من دول العالم على الرغم من حملات التوعية الصحية حول أضرار التدخين والقيود التي فرضتها العديد من الدول والحكومات. حتى ضرائب التدخين في بلدان مثل إنجلترا أسهمت في زيادة ميزانية الدولة، ولم يتم توقيف هذه العادة الضارة.
واستمر انتشار التدخين وأصبح عادة دارجة لدى جميع طبقات المجتمع الراقية والفقيرة، وانتشر بين النساء والرجال والمراهقين والمشاهير ،ولم تفلح الدراسات والأبحاث والإحصائيات التي بينت الأثار السلبية للتدخين على الصحة والعمر في وقف انتشاره، ليصبح عادة منتشرة في القرن العشرين وأصبح مردود بيع السجائر وضرائب التدخين جزء هام من اقتصاد الدول.
يجدر بالذكر هنا أن الأمة الإسلامية لم تكن تتبع عادة التدخين، ولكنها تبنت هذه العادة خلال فترة الاستعمار في بداية القرن العشرين.
ما زال التدخين مستمرًا حتى اليوم على الرغم من أنه يشكل عادة ضارة تؤثر على الصحة، ولكنه شائع بين الناس ويبدو أنه لا يمكن إيقافه.
وفي القرن الثامن عشر ربط الأطباء التدخين بأمراض القلب و الأوعية الدموية و أوضحوا أضراره على الصحة ، وفي القرن التاسع عشر بدأت الأبحاث العلمية تنتشر عن علاقة التدخين بزيادة عدد الوفيات و الأمراض القاتلة ،لتكشف الجمعية الطبية لمكافحة السرطان عام ١٩٤٨ أن التدخين سبب لسرطان الرئة.
على الرغم من أن بعض المحاولات الهادفة إلى وقف التدخين حققت نسباً جيدة في انخفاض معدل التدخين، خاصةً في البلدان المتقدمة، إلا أن أغلبها باءت بالفشل، وكانت هذه الانخفاضات ذات فترات قصيرة قبل أن يعود عدد المدخنين والسجائر المصنعة والمباعة إلى الزيادة.
وحتى الآن، يتعامل المدخنون مع خطر التدخين وآثاره بشيء من الاستخفاف والاستهتار دون إدراك الخطر الكبير الذي ينتج عن هذه العادة السيئة، حيث أشارت دراسة حديثة إلى أن نصف المدخنين سيكون التدخين هو سبب وفاتهم، وأن كل سيجارة تقلل من عمر المدخن بمقدار ١١ دقيقة.
محاولات وقف التدخين على مر العصور
بدأت محاولات انتقاد التدخين وتوعية الناس بأضراره والحد من انتشاره منذ فترة طويلة، ويمكننا ذِكر بعض تلك المحاولات:
- قام أحد السلاطين العثمانيين في القرن السادس عشر بمنع التدخين لأنه يضر بالصحة ويتعارض مع الأخلاق.
- أصدر الإمبراطور الصيني شونجزين أمرًا يمنع التدخين، واستمر في تطبيق هذا القانون حتى وفاته بعد عامين.
- في عام ١٦٠٤، قام الملك الإنجليزي جيمس الأول بزيادة ضريبة التدخين بنسبة ٤٠٠٠بالمئة، وكتب كتابًا بعنوان `إدانة التبغ`.
- في عام 1634، قام بطريك موسكو بمنع بيع التبغ وأصدر أحكامًا قاسية على من يخالف هذا القرار.
- في عهد الإمبراطور أيدو، قامت القوات المسلحة اليابانية بتدمير مزارع التبغ لأنها كانت تسبب إهدارًا في الأراضي الزراعية.
التدخين و اثره على المجتمع
التدخين يعد عادة شائعة في العالم وممارسة شبه ثلث سكان العالم لها، ولبنان يحتل المرتبة الأولى في عدد المدخنين، ويختلف تقبل المجتمع ونظرته للمدخن حسب البلد والثقافة، ولكن بشكل عام، التدخين أصبح عادة اجتماعية يمارسها الناس لتعزيز العلاقات الاجتماعية، وتستخدم في العديد من الطقوس والمناسبات الثقافية أو الدينية.
يصبح التدخين وتبادل السجائر شائعًا في المجالس والاجتماعات وأماكن العمل والشوارع والسيارات كوسيلة لبدء الحديث والتواصل بين الأشخاص.
غالبًا ما يتجه المراهقون إلى التدخين للتعبير عن بلوغهم مرحلة الشباب ومحاولة التمرد على أهلهم وفرض عاداتهم الشخصية. وكثيرًا ما نرى الأشخاص في الحياة اليومية وحتى في المسلسلات يستغلون أوقات فراغهم في التدخين.
يتجه بعض الأشخاص إلى التدخين كوسيلة للتخفيف من الضغط وتهدئة الأعصاب، كما يحدث مع الجنود في ساحات القتال حيث تدعي نظرية معينة أن تدخينهم بانتظام يساعد على تهدئة أعصابهم وزيادة قدرتهم على مواجهة التحديات.
لا يعتبر المجتمع اليوم المدخن شخصا منبوذا أو منطويا، بل هو شخص عادي يمارس هواية أو عادة يحبها، ويدرك المجتمع خطورة التدخين ولكنه يتقبل وجود المدخنين، ويعتبر بيع السجائر وصناعتها وزراعة التبغ مهمة اقتصاديا في العديد من البلدان، ولبنان مثالا بسيطا على ذلك
التدخين وأثره على الصحة
توضّح تأثيرات التدخين الضارة التي تتضمن إمكانية إصابة المدخن بأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب، بسبب ترسب المواد الكيميائية المسرطنة في الجهاز التنفسي، والتي تؤدي إلى ضعف وخلل في وظيفته.
مع ارتفاع معدلات التدخين في جميع أنحاء العالم، أصبح التدخين واحدة من أكثر العادات الصحية السيئة التي تؤدي إلى الوفاة المبكرة، ويوجد العديد من الأمراض التي يمكن أن تتسبب فيها التدخين
أهم التأثيرات الصحية للتدخين تشمل النوبات القلبية وسرطان الرئة وانسداد وجلطة الأوعية الدموية، ولا يقتصر الأثر الضار للتدخين على المدخن نفسه، بل يمتد أيضا للأشخاص المحيطين به. يطلق على هؤلاء الأشخاص لقب `المدخن السلبي`، وهم الذين يكونون بجوار المدخن أثناء تدخينهم، حيث يتعرضون لامتصاص السموم والدخان كما لو كانوا يدخنون أنفسهم. وبناء على ذلك، قامت العديد من الحكومات بفرض قوانين تحظر التدخين في الأماكن المغلقة والعامة، كجهود للحد من التدخين وأضراره على المجتمع وتشجيع الناس على تجنب هذه العادة السيئة.
أثبتت العديد من الدراسات أن الإدمان يحدث عند استمرار التدخين لفترة من الزمن، ويصعب الإقلاع عنه أحيانا، ويتسبب في ضرر للجهاز العصبي للإنسان. يجب على الأشخاص معرفة أفضل طريقة لترك التدخين، وكيفية الإقلاع عنه، ومراحل الإقلاع عنه