ما موطن أبي هريرة
أبو هريرة، الصحابي الذي ولد في موطنه عام 19 قبل الهجرة وتوفي عام 59 من الهجرة، أسلم عام 7 هجرية وكان يرافق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل مكان، وحفظ الحديث عنه وروايته بشكل كبير، وكان أحد أشهر الصحابة في قراءة القرآن الكريم في الحجاز.
لقبه ونسبه
هو عبد الرحمن بن صخر، ويعود لقبه لوجود هرة برية بكمه، فكني بها. وقيل أنه كان يرعى غنما لأهله، وكانت له هريرة يلعب بها، فلقبه أهله بها. وفيما يتعلق بنسبه، فهو أبو هريرة عبد نهم بن عامر بن عبد شمس بن عبد الساطع بن قيس بن مالك بن ذي الأسلم بن الأحمس بن معاوية بن المسلم بن الحارث بن دهمان بن سليم بن فهم بن عامر بن دوس. وكانت أمه ميمونة بنت صبيح بن الحارث بن سابي بن أبي صعب بن هنية الدوسية.
موطن أبي هريرة
ولد الصحابي الجليل أبو هريرة في اليمن في قبيلة دوس بن عدنان، وتنسب قبيلته إلى الأزد بن الغوث بن نبت بن كهلان من العرب القحطانية، ونشأ بالبادية، وكان يعرف في الجاهلية باسم “عبد شمس”، أما في الإسلام فأطلق عليه اسم “عبد الرحمن”، وكان يرعى الأغنام لأسرته، وأسلم على يد الصحابي الطفيل بن عمرو الدوسي وهو في سن السادسة عشر، ويعد أول من أسلم في قبيلته وأول من أسلم على يد الطفيل، ولم يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ إسلامه، وتأثر بأخلاقه في نشأته وتربيته، وأخذ عنه العلم الوفير، وكان الرسول يقول لأبو هريرة “يا أبا هريرة، كن ورعا تكن أعبد الناس.
هاجر أبو هريرة إلى المدينة وهو في سن الثامنة والعشرين مع مجموعة من قومه، وفي ذلك الوقت كان الرسول متواجد في خيبر، فذهب أبو هريرة وشارك في معركة خيبر مع الرسول، وقال بن البر: `أسلم أبو هريرة في معركة خيبر وشهد ذلك مع الرسول صلى الله عليه وسلم`.
معروف عن أبي هريرة أنه عاش يتيما بعد وفاة والده وهو صغير وكان فقيرا يخدم قومه ويرعى لهم الغنم. تعرض للكثير من القسوة حتى جاء الإسلام وأعتنى به وأنقذه من المعاناة ورفع مكانته بين الناس، خاصة بعد اكتسابه الكثير من المعرفة وحفظه للأحاديث النبوية الشريفة؛ لأنه كان يرافق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
سمات أبي هريرة
قال عن نفسه `لم يكن أحد يحفظ حديث النبي أكثر مني إلا عبد الله بن عمرو، فإنه كان يأخذه بقلبه ويأخذني بقلبي، وكنت لا أكتب، ولقد استأذنت النبي في ذلك فأذن له.` ومن هذا نفهم أنه كان يتفهم ويحفظ الأحاديث النبوية دون الحاجة إلى الكتابة، وروى عنه العديد من الصحابة مثل ابن عمر وابن العباس وأنس بن مالك، ووصل عدد الأحاديث التي رواها عن النبي 5300 حديث، وقد حفظها البعض ورواها مباشرة عنه، ورواها البعض عن طريق أحد الصحابة.
صرح رجل من قبيلة الطفاوة بكرم أبي هريرة، حيث قالى أنه نزل في بيته بالمدينة لمدة ستة أشهر ولم ير من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أحداً أكثر ترحيباً وكرماً منه، ويدل هذا الحديث على شدة الكرم التي كان يتميز بها أبو هريرة.
قال أبي عثمان النهدي ” زرت أبا هريرة سبعاً وكان هو وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثاً، يصلي هذا ثم يوقظ هذا، ويصلي هذا ثم يوقظ هذا “، وقال عنه عكرمة ” إن أبا هريرة كان يسبح في اليوم الواحد 12 ألف تسبيحه ” حيث كان يقول إنه يسبح مقدار ذنبه، ويدل هذا الكلام أنه كان متعبد ورع.
كان متواضعا يسعى للعلم ويهتم به أينما كان، وكان يتقي الله ويتعبد بتقوى وخشية، وشهد مع المسلمين غزوة مؤتة.
وفاة أبي هريرة
توفي أبو هريرة عن عمر 78 عاما، وقد خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم لمدة أربع سنوات، وبعد وفاة الرسول الكريم، استمر أبو هريرة في الدعوة للإسلام وتعليم القرآن الكريم والسنة الشريفة لمدة 47 عاما، وكان يحافظ على الصيام والصلاة وقيام الليل.