ما معنى السراري في الإسلام
المقصود بـ السراري في الإسلام
تعني كلمة `سراري` الجمع من `سرية`، وتعني المرأة التي تملكها أو تمتلكها في حالة تسريها مالكها لغرض الجماع. وقد ذكر في كتاب `تاج العروس من جواهر القاموس` أن `السرية` بالضم تعني `الأمة التي تتبوأ بيتا واتخذت للملك والجماع`، كما أنها منسوبة إلى `السر` بالكسر والجماع؛ لأن الإنسان كثيرا ما يحتفظ بها كسرية ويستخدمها للجماع، أو تكون منسوبة للسرور؛ ولذلك سميت المرأة الجارية `سرية` لأنها تسبب سرورا للرجل. وقد ذكر بعض أهل العلم أن حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) عن `أمارات الساعة` في معناه يشير إلى كثرة السراري وأولادهن، فإذا ولدت الجارية لسيدها فإنها تكون من جملة رعيته ويكون هو سيدها وسيد غيرها من رعيته .
حكم التسري في الإسلام
يُعد التسري في اللغة العربية لفظ مُعبر عن السرور، بمعنى أن يقوم السيد بأخذ السرية أو أمته الرقيقة للجماع ولا يقوم بجماعها غيره،التسري في اللغة العربية من السرور، أو أن يتخذ السرية وهي الأمة المملوكة، وفي اصطلاح الفقهاء هو أن يتخذ سيد أمته الرقيقة للجماع ولا يجامعها غيره ،والتسري في الإسلام جائز بالكتاب والسنة، وذلك عند اتمام جميع شروط، حيث يقول الله عز وجل: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين) (الآيتان 5 و6 من سورة المؤمنون).
وقد تم إثبات أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تسرّى بمارية القبطية التي أهداها إليه عظيم مصر، وقد ولدت له إبراهيم عليه السلام، لكنه لم يعش، وبهذا تكون مارية جاريته وليست من أمهات المؤمنين، ولكي نكون منصفين لدين الإسلام، يجب أن نعلم أن التسري لم يبتدعها الدين الإسلامي ، بل كان موجوداً عند الأمم السابقة، ففي كتاب التوراة تم ذكر أن نبي الله سليمان عليه السلام كانت له ثلاثمئة سرية، وكذلك كان لملك مصر جوار منهن مارية القطبية، وكذلك كان للعرب الجاهليين جوار.
يعد نظام استرقاق الجوار نظاما قديما، والفرق هو أن استرقاق الأمم السابقة كان لأغراض محظورة، حيث كان الجارية أو العبد يتعرضون للظلم من قبل أسيادهم الذين كانوا يبيعونهم كما يبيعون الحيوانات والأثاث. وكان البغاء مشتملا على ذلك. عند ظهور الإسلام، لم يتم إلغاء التسليب في البداية، ولكن تم تنظيمه وفرض بعض القيود التي تحقق مصلحة الإماء والمجتمع. وتتمثل هذه القيود أو الشروط فيما يلي
- لا يجوز استرقاق جواري الحروب إلا إذا كانت الحرب نفسها مشروعة.
- لا يجوز لأي مسلم أن يمارس الجنس مع أي جارية، إلا إذا حكم الحاكم باسترقاق الجواري في الحرب المشروعة شرعًا.
- لا يحل امتلاك الجارية له، ولا يحق لها أن تصبح ملكًا يمينًا، إلا إذا كانت ضمن غنائم الحرب المشروعة، أو إذا اشتراها وكانت مملوكة بشكل شرعي.
- لا يجوز للمسلم أن يجامع المرأة الحائض، إلا إذا تم استبراؤها بحيضة، وذلك لأنها قد تكون حامل.
- لا يُسمح لمالك الجارية أو الأمة باستغلالها للبغاء والاستمتاع بها جنسيًا، وذلك لأن هدف الإسلام من جواز التسري هو حفظ الأسيرات في الحروب من الوقوع في أي فاحشة.
- علي سيد الأمة أو الجارية إحسان المعاملة معها، ففي النهاية هي إنسان وله حق، حتى لو أن حقها نصف حق الحرة، ومن حسن معاملة الدين الإسلامي الإحسان إليها وذلك بعتقها كلما أمكن، وإذا جامعها الانسان بحكم ملك اليمين وقد ولدت له ولدا،فإنها تصبح حرة بعد وفاته وذلك إكراما لها، وأولاده منها أيضاً أحرار.
وقد حمى الإسلام النساء الأسيرات من السبي من الوقوع في الفجور والرذيلة بهذه الطريقة، وكذلك حمى المجتمع من انتشار الفوضى الجنسية فيه، وقد حل أيضا مشكلة الشخص الذي لا يستطيع الزواج، فأذن له بالزواج من الأمة في حالة عدم قدرته على تحمل نفقات الزواج، مع تسمح للشخص القادر أن يمتلك عددا غير محدد من النساء للاستمتاع بهن، في حالة عدم كفاية الزوجات الأربع لتلبية احتياجاته الجنسية.
يمكن للرجل أن يمتلك عددا من الجواري، وهؤلاء الجواري يمكن أن يتم تحريرهم، إما عن طريق العتق، أو يصبحن حرائر إذا كانت له ولادة. الإسلام جعل تحرير العبيد خيارا أولا في كل خطية، بهدف تشجيع المجتمع على تحرير العبيد والجواري من عبوديتهم للبشر إلى عبوديتهم لله، رب العباد. وقد روى عن رسول الله في الحديث قوله: (أي رجل لديه أمة وعلمها وأحسن تعليمها وأدبها، ثم أعتقها وتزوجها، فله أجران). وقد تزوج الرسول صفية وجويرية بعد تحريرهما. في يومنا هذا، حيث أن الحروب غير مشروعة، فإن أسرى الحروب محظور على الجنود التقرب منهم، ولا يجوز استرقاقهم، لأن الحرب لا تتفق مع قواعد الإسلام. وبالتالي، ما يحدث اليوم من استعباد غير مقبول شرعا.
إباحة الإسلام التمتع بالسراري
أذن الإسلام للمسلمين استرقاق أسرى الحرب، وذلك لضرورة ملحة، ومع ذلك، قد أقر القوانين والأنظمة التي دعا إليها المسلمون للتعامل مع الأسرى بأفضل الطرق وأسمى القيم، حيث كانت هذه الأسباب والمبادئ من العوامل التي جذبتهم إلى الإسلام وجعلتهم جزءا منه. وهذا هو المقصود الذي أباح الإسلام تمتعهم بالحقوق الأسرية.
على سبيل المثال، دعنا نعود بالنظر إلى ما قبل بضعة قرون، ولنفترض أن هناك حربا تدور بين المسلمين وأمة أجنبية، ويصيب المسلمين في تلك الحرب الآلاف من نساء هذه الأمة، ومن بينهن عدد كبير من النساء الجميلات. العدو لا يفكر في إطلاق سراحهن مقابل دفع فدية لنساء المسلمين الذين أسروهم، وبالمثل، المسلمون لا يستطيعون تحرير النساء المأسورات عندهم لأنهم لا يأملون بأي حال من الأحوال أن يطلق العدو سراح نساءهم. ولذلك، يجدون أنفسهم مضطرون للاحتفاظ بهن.
فماذا يفعل المسلمون بهذا العدد الكبير من نساء العدو الداخلين على دار الإسلام؟ هل يجب حبسهم باستمرار وهذا يعتبر ظلما بينما إطلاق سراحهم يعني نشر الفسق والفجور والخلاعة في الدولة. فالأضرار التي يمكن أن تنشأ منهم لابد أن تؤثر في المجتمع وتلوث سمعتهن إلى الأبد. إنها مشكلة كبيرة يمكن أن يعالجها الدين الإسلامي بتوزيعهن بين أفراد الأمة، شرط أن لا يتحولن للعاهرات أو يتورطن في الحرام أو يكتسبن الثروة بطرق محرمة. يجب أن يتمتعن بهن فقط لأنفسهن أو يتزوجن من غيرهن لكي لا يقعن في الزنا ويتحملن العواقب في هذا المجتمع.
وتكرر هذا البيان في أماكن مختلفة في القرآن، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: `ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا` [النور: 33]، وبهذا الحكم، أغلق الإسلام تماما باب البغاء للنساء الرقيقات، إلا أن هذا الحكم ينطبق على النساء الرقيقات اللواتي يسعين للحفاظ على أنفسهن، أما النساء اللواتي يميلن للفجور، فقد قيل فيما يتعلق بهن: `فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب` [النساء: 25]، وبهذه الطريقة، أغلق الإسلام الطريق أمام النساء الرقيقات لممارسة البغاء والفجور سواء كان ذلك رغبة منهن أو كراهة.