ما قضية التحرش الجماعي التي هزت ألمانيا ليلة رأس السنة و اتهم فيها العرب ؟
هزت قضية التحرش الجماعي في ليلة رأس السنة الميلادية الأخيرة دولا من أوروبا و على رأسها ألمانيا و أثارت القضية الجدل في البداية في مدينة كولونيا الألمانية. و تعود القضية إلى مئات الأشخاص الذين كانوا غير واعين بسبب تناول الكحول، فقاموا بإطلاق الألعاب النارية على المارة و اعتدوا جنسيا على العشرات من النساء في شوارع المدينة، حتى أن بعضهن تعرضن للإغتصاب، و ارتكب البعض منهم مخالفات و عمليات سرقة في ظل حالة من الفوضى العارمة.
و تلقت شرطة المدينة نحو 90 شكوى قضائية من الفتيات و النساء اللواتي قلن أنهن تعرضن للإعتداء في نواحي منطقة محطة القطار الرئيسية في كولن قرب الكاتدرائية المعروفة في المدينة التي توجد غرب البلاد من ليلة الخميس و حتى يوم الجمعة. و صرح شاهد عيان أفغاني أنه رأى بعينه في ليلة رأس السنة بعض الشبان الذين وصفهم بالعرب يقومون بسرقة حاجيات و هواتف من الفتيات و كانوا يصرخون بشكل هستيري و كأنهم قد عاقروا الخمر و أضاف بأنهم كانوا يتعاركون أحيانا فيما بينهم و أنهم جميعهم من العرب السوريين.
متى انتشر الموضوع؟
بدأت الفضيحة بالخروج إلى العلن عندما أتت مجموعة من الفتيات ليقدمن شكوى تخص التحرش الجنسي و الإغتصاب. من بين هؤلاء الضحايا كانت “إيفلين مالتشيرزيك” التي تعرضت للتحرش الجنسي و في حديثها عن ما وقع تقول إيفلين بأن التحرش كان في البداية من خلال لمسها في مختلف أجزاء جسمها مما اضطرها لمحاولة الدفاع عن نفسها لكنهم أحكموا امساكهم بها و حاولت الهروب مرة أخرى فسقطت في الدرج، تقول بأنهم كانوا عدد كبير من الأشخاص لذلك لم تستطع أن تقوم بأي شيء.
من المتهم الرئيسي في الفضيحة؟
بمجرد أن عرفت القضية جدلا واسعا حتى توجهت الأعين و التهم من طرف شهود عيان و ضباط الشرطة إلى المهاجرين في ألمانيا و ركز الجميع على أًصولهم. حيث قال فولفغانغ ألبرز و هو قائد للشرطة في مدينة كولون بأن ما تعرفه السلطات هو أن مجموعة من الجرائم ارتكبت من طرف مجموعة من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عاما و يبدو أنهم من أصول عربية أو من شمال افريقيا .
من ناحية أخرى، دعا وزير العدل الألماني هيكو ماس في إحدى المؤتمرات الصحفية إلى ضرورة توخي الحذر فيما يتعلق بالاتهامات الموجهة للمجرمين. وأكد الوزير أن التحقيقات التي تم فتحها ستحدد هوية الجناة الذين شاركوا في هذه الجرائم، ولكنه اعتبر أن ربط القضية باللاجئين هو استخدام خاطئ للنقاش. يجب تحديد الأحداث واستنتاج النتائج الحقيقية اللازمة.
لماذا تشكل الاعتداءات مصدر قلق للسلطات الألمانية؟
أثارت الهجمات التي شهدتها مدينة كولونيا الألمانية مخاوف السلطات الألمانية بسبب تزامنها مع قرب استقبال مئات الآلاف من الزوار في بداية شهر فبراير القادم للمشاركة في الكرنفال التقليدي. لذلك، تلقت الحادثة ردود فعل منددة من قبل مدير الشرطة وعمدة المدينة ومسؤول الشرطة الفيدرالية، مما أدى إلى اتخاذ تدابير جديدة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث.
ما هي التدابير الأمنية المتخذة ؟
بعد وقوع الحادثة، استدعت عمدة مدينة كولونيا `هنرييت ريكر` قوات الشرطة لمناقشة الواقعة، وأعلنت بعد الاجتماع أن السلطات اتخذت مجموعة من التدابير الأمنية الجديدة لمنع تخريب احتفالات الألمان، وسيتم تنفيذها في أقرب وقت ممكن. من بين هذه التدابير، سيتم تعيين عناصر أمنية ملمة بعدة لغات لضمان الأمن في الأماكن العامة وساحات الاحتفالات، وزيادة عدد الكاميرات في الشوارع. وحتى الآن، لا توجد أدلة لدى السلطات الألمانية حول الاعتداءات الجنسية، ولكن قائد الشرطة يعبر عن قلقه الحقيقي تجاه هذا السلوك، خاصة مع اقتراب المهرجان. ودعت إلى عدم التسرع في توجيه الاتهامات للمهاجرين.
و قد تم الإعلان عن إقالة رئيس شرطة كولونيا من منصبه بسبب الحادثة التي وقعت ، كما أثارت القضية جدلا كبير حول سياسة ألمانيا وفتحها الباب أمام اللاجئين، حيث من المتوقع أن يتجمع أكثر من 1000 شخص في مظاهرة حركة بيغيدا المناهضة للاجئين خارج محطة القطار وفق ما نشرته مصادر أمنية.