منوعات

ما قصة لوسي التي يحتفل جوجل بذكراها ال41 ؟

– يحتفل جوجل كل عام في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر بذكرى اسم مستحاثة هيكل عظمي من صنف أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس، والتي تم اكتشافها في منطقة عفر بأثيوبيا عام 1974، وهي عبارة عن مستحاثة عاشت وماتت منذ 3.2 مليون سنة وعثر عليها على يد العلماء دونالد جونسون، موريس تاييب، وتوم جاري .

تاريخ اكتشاف لوسي :
تم اكتشاف 40% من الهيكل العظمي للمستحاثة لوسي وعندها قرر العلماء تصنيفها بشبيه الإنسان الذي يعرف بنوع أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس نسبة لمنطقة عفر الأثيوبية ، يبلغ طول لوسي 1.1 متر ، ووزنها 29 كيلوجرام ، وقد استنتج العلماء أن لوسي هيكل يعود لأنثى وقد اطلقوا عليها هذا الإسم نسبة لأغنية فريق البيتلز البريطاني الذي كانت اغنيته الشهيرة لوسي في السماء مع الماسات في معسكر التنقيب .

يشبه التركيب التشريحي للمستحاثة لوسي الشمبانزي بدرجة كبيرة ، أما عظام الحوض والأطراف السفلية فهي تتشابه في وظيفتها مع عظام الإنسان بالرغم من صغر حجمها ، ويوضح هذا التشريح المشية القائمة التي كانت تمشيها ، كما اكتشف العلماء في عام 1975 13 هيكل آخر من نفس الجنس ، مما يرجح حدوث كارثة طبيعية مثل الفيضانات أو الزلازل في ذلك المكان ، أدت هذه الاكتشافات إلى معرفة كثير من المعلومات عن هذا الجنس الشبيه بالبشر وطريقة حياته .

عظام لوسي المكتشفة :
يظهر الهيكل المكتشف وجود عظام الذراعين الأيمن واليسر، وعظام الساعدين، بالإضافة إلى بعض عظام اليد اليسرى وبعض فقرات الأصابع والترقوة اليمنى. تتكون عظام الأطراف السفلى من عظام العجز وعظمة الحوض اليسرى والفخذ الأيسر والساق اليمنى، بالإضافة إلى وجود عظام مفصل القدم اليمنى وبعض الأضلاع والفقرات. أما الجمجمة فتحتوي على أجزاء متفرقة .

أبحاث تم اجراءها على هيكل لوسي :
بعد عام من الأبحاث، تم نشر النتائج التي أكدت أن حوض المستحاثة لوسي يشبه إلى حد ما الإنسان. في العام التالي، تم تأكيد التشابه بين العظام الفخذية والرضفة وعظمة الركبة وخصائص الحركة للإنسان الحديث. كما ساعد توجيه المفصل في المشي بوضعية مستقيمة مثل الإنسان. وفي دراسة أخرى في العام التالي، توصل العلماء إلى أن قدرة عظمة القصبة على الدوران تزيد بثلاث أو أربع مرات عن تلك لدى القردة .

بعد سلسلة من الأبحاث، نشر العالمان جونسون وإيدي كتابهما بعنوان “لوسي، بدايات الجنس البشري”، حيث أشارا إلى أنه كانت تتسلق الأشجار بكفاءة، وأن نسبة طول أصابعها وانحناءات رسغها تشبه بشدة عظام القرود. وهذا يعني أنها كانت مرحلة وسطية بين الإنسان والقرود، وأن حركتها تطابق حركة الإنسان الحديث .

نتائج أبحاث متعددة :
يعتقد العلماء أن أن المستحاثة لوسي تشكل إحدى الحلقات الانتقالية بين القردة العليا والإنسان، وأن صفاتها التشريحية تعد مزيجًا من صفات التشريح الإنساني والقردة العليا، وتتمثل هذه الصفات المكتشفة في النقاط التالية:
تركيب عظام الحوض والساقين والساعدين مما ساعدها للمشي بطريقة قائمة على القدمين فقط .
بالرغم من تشابه الصفات التشريحية للإنسان مع لوسي ، لكنها لا تصل لقدرة الإنسان وكفاءته ومعدل استهلاكه للطاقة .
تشابهت لوسي مع القردة باحتفاظها لتسلقها الأشجار .
كان حجم المخ في جمجمة لوسي كبيرا نسبيا عن حجم مخ القرود ، ولكنه يعتبر صغير نسبيا بالنسبة لحجم مخ الإنسان .

اعتبر كثيرون أن المستحاثة لوسي أو الأوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس أحد أسلاف البشر طبقا للتصنيف الشائع ، نظرا لأنها كانت تمشي على القدمين وتمتلك وجها مسطحا وهو ما تمتلكه قرود أورنتاغان الياباني ، لكنها تفتقد لحجم الدماغ البشري المميز للإنسان ، مما يعني أنها ليس سوى قردة منقرضة نالت حظا وافرا من الشهرة الإعلامية ، ولا يمكننا أن ننهي مقالنا إلا بذكر الله تعالى “وقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى