ما عمل كان و أخواتها إذا دخلت على الجملة الاسمية
عمل كان وأخواتها إذا دخلت على الجملة الاسمية
عندما يدخل عمل وأشباهه في الجملة الاسمية، يرفع المبتدأ وينصب الخبر
ترفع كان وأخواتها المبتدأ تشبيهًا له بالفاعل، فيصبح المبتدأ : (اسم كان)، وتنصب الخبر تشبيهًا له بالمفعول به، ويطلق عليه: (خبر كان)، فعلى سبيل المثال : غيث قائم، جملة اسمية مبتدئها : (غيث)، وهو مرفوع بالضمة لأنه مبتدأ، وخبرها : (قائم)، وهو خبر مرفوع بالضمة، فإذا دخل العامل اللفظي (كان) على الجملة الاسمية، تقول كان غيثٌ قائمًا، فتُعرب بهذه الطريقة: (كان) : فعل ماضِ ناسخ مبني على الفتح، لعدم اتصاله بواو جماعة، ولا ضمير رفع متحرك، (غيث) : اسم كان مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، (قائمًا) : خبر كان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
يقول ابن مالك رحمه الله في ألفيته، يصف عمل كان من رفع المبتدأ، ونصب الخبر عند دخولها على الجملة الاسمية :(تَرْفَعُ (كان) المُبْتَدَا اسْمًا والخبَرْ، تَنْصِبُهُ ككانَ سيِّدًا عُمَرْ)، وإعراب البيت : (كان) : فعل ماضٍ، (سيدًا) : خبر كان مقدم، (عمر) : اسم كان المؤخر، وضبط آخره بالسكون للحفاظ على وزن البيت، وقافيته.
تعتبر كلمة `كان` وأخواتها أفعالا ناسخة، حيث تغير وتنسخ المبتدأ والخبر بعد دخول `كان` في الجملة الاسمية. فيصبح المبتدأ اسم “كان” والخبر خبر “كان.” وكما تغيرت أسماؤها، تغير إعرابها أيضا، في الجملة الاسمية يرفع المبتدأ بالابتداء، ويرفع الخبر بالمبتدأ، بعد دخول `كان` أو أحد أخواتها، يرفع المبتدأ بـ”كان” وينصب الخبر بـ”كان” أو أحد أخواتها.
الأفعال الناسخة
- الأفعال الناسخة ترفع المبتدأ وتنصب الخبر بلا شرط.
- ترفع الأفعال الناسخة المبتدأ وتنصب الخبر، إذا تقدم الفعل نفيًا أو شبه نفيًا.
- ترفع الأفعال الناسخة المبتدأ وتنصب الخبر، شريطة أن يسبق الفعل الظرف أو الفعلية.
ينقسم فعل “كان” وأخواته إلى ثلاثة أقسام وفقًا لشروط عملها (رفع المبتدأ ونصب الخبر).
القسم الأول : يتعلق الأمر بثمانية أفعال ناسخة، حيث ترفع المبتدأ وتنصب الخبر بدون شرط
- كان.
- أمسى.
- أصبح.
- أضحى.
- ظل.
- بات.
- صار.
- ليس.
- ما زال.
- ما انفك.
- ما برح.
- ما فتئ.
- ما دام.
مثال على القسم الأول : قوله تعالى: ( زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ، كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ).
القسم الثاني : أفعال الاستمرار” هي الأفعال الناسخة التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر، شريطة أن يسبق الفعل نفيا أو شبه نفيا، وهي أربعة أفعال يستخدمها النحاة لتعبيرها عن استمرارية صفة الخبر، وتشمل هذه الأفعال: “يبقى، يدوم، يمضي، يلين
- برح.
- فتئ.
- زال.
- انفك.
مثال على القسم الثاني : قال تعالى : (وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).
القسم الثالث : الفعل الناسخ الذي يرفع المبتدأ وينصب الخبر هو فعل واحد، شرط أن يسبقه ما الظرفية أو ما الفعلية
- دام.
مثال على القسم الثالث : يشمل قوله تعالى: `وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًا.
أمثلة على كان وأخواتها
- مثال على الفعل (كان) : كان الحليب ساخنًا.
- مثال على الفعل (أمسى) : أمسى الجو باردًا.
- مثال على الفعل (أصبح) : قوله تعالى : (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا).
- مثال على الفعل (أضحى) : يقول الشاعر: `أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا، وناب عن طيب لقيانا تجافينا`.
- مثال على الفعل (ظل) : قوله تعالى : (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا).
- مثال على الفعل (بات) : قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا).
- مثال على الفعل (صار) : قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل النار: `حتى إذا صاروا فحمًا`.
- مثال على الفعل (ليس) : يقول الله تعالى: (ويقول الذين كفروا: لست مرسلاً).
- مثال على الأفعال الأربعة : تتم استخدام الأفعال (زال، وانفك، وفتئ، وبرح) في حالة أن اسمها يصف خبرها اتصافًا لا ينقطع، على سبيل المثال: الله ما زال غفوراً رحيماً، وقوته لم تتوقف براحة، وحلمه لم يتوقف عن السابقة لغضبه، والقرآن لم ينفك عن أن يكون معجزة.
- مثال على الأفعال الأربعة : في حالة أن اسم يحمل معنى خبر يصف حالة مستمرة حتى وقت الكلام، ثم ينقطع بعده بوقتٍ طويل أو قصير، يمكن استخدام أفعال الزال والانفك والفتئ والبرح للدلالة على ذلك، على سبيل المثال: ما زال المجاهد واقفًا وعينه لم تنام، وما فتئ سلاحه مستعدًا، وما انفك استعداده لمواجهة الكفار.
- مثال على الفعل (دام) : نحو قوله تعالى : (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا).
ليس فعل أم حرف
تختلف آراء النحاة حول الفعل (ليس)، على الرغم من اتفاقهم فيما يتعلق بالأفعال الأخرى مثل (كان) وأخواتها. وقد انقسم النحاة حول طبيعة (ليس)، حيث يعتبر بعضهم أنه فعلا، بينما يرون آخرون أنه حرف. ومع ذلك، يعتقد الأغلبية الناجحة أن (ليس) هو فعل ماضٍ، وذلك لسببين رئيسيين
- قبولها تاء التأنيث الساكنة.
- قبولها تاء الفاعل.
وإليك بعض الأمثلة على الفعل الماضِ (ليس) :
مثال على قبولها تاء التأنيث الساكنة : كما جاء في قوله تعالى: (وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء)، وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله؟).
مثال على قبولها تاء الفاعل : يمكن أن نجد أمثلة على الاتباع في الآيات القرآنية المثلية، مثل قوله تعالى: (قل ليس عليكم بوكيل)، وقوله عز وجل: (لست منهم في شيء)، وقوله تبارك وتعالى: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء)، وقوله سبحانه: (قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة).
أقسام كان وأخواتها من حيث التصريف
- ما يتصرف تصرفًا مطلقًا.
- ما يتصرف تصرفًا ناقصًا.
- مالا يتصرف أصلًا.
تنقسم كان، وأخواتها من حيث التصرف، وعدمه، إلى ثلاثة أقسام :
ما يتصرف تصرفًا مطلقًا : هذا الجزء من الأفعال يمكن تصريفه إلى الماضي والمضارع والأمر، وهي سبعة أفعال من أخوتها الناسخة، وهي: كان وظل وأمسى وبات وأصبح وصار وأضحى، وهناك أمثلة على تصريف الفعل كان
- بتصريفه لفعل ماضي : يقول الله تعالى: (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا).
- بتصريفه لفعل المضارع : قال الله عز وجل: `والدين لله`.
- بتصريفه لفعل الأمر : قال الله سبحانه: `قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا`.
ما يتصرف تصرفًا ناقصًا : يمكن تصريف هذا القسم من الأفعال في الماضي والمضارع فقط، وهناك أربعة أفعال وهمية من أخوات كان وهي: زال، وفتئ، وانفك، وبرح، وهذه أمثلة على تصريف الفعل زال
- تصريف الفعل زال إلى الماضي : يقول الله تعالى: `فما زالت تلك دعواهم`.
- تصريف الفعل زال إلى المضارع : يقول الله تبارك وتعالى: (وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).
مالا يتصرف أصلًا : هذا القسم من الأفعال لا يتصرف أبدا، بل يبقى في حالته كفعل ماض. اتفق جمهور النحاة على أنهما لا يتصرفان في المضارع أو الأمر. يشمل هذا القسم فعلين: (دام، وليس). وإليك مثالا على كل منهما في حالة الماضي
- مثال على الفعل الماضِ الناسخ (ليس) : (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا).
- مثال على الفعل الماضِ الناسخ (دام) : (وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا).