ما علاقة التنمية الاقتصادية بالتنمية الاجتماعية
بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية علاقة وثيقة
يعتبر دور علماء الاجتماع في الإدارة المالية هو الجانب الرئيس والحاسم في تحقيق هدف التنمية الاقتصادية، وتعتبر كل من التنمية الاقتصادية والاجتماعية متكاملتين ومتلازمتين .
ترتبط التنمية الاجتماعية والهياكل الاجتماعية معًا، حيث تجعل التنمية الاجتماعية المؤسسات تضع الناس داخل الأنشطة التنموية، وتساعد هذه الهياكل الاجتماعية على تفاعل الناس والتأثير على بعضهم البعض .
عند تحقيق الأنشطة التنموية الاجتماعية، يتحقق معها التنمية الاقتصادية والإدارة المالية، ولكن يجب أن ندرك الفرق بين التنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية .
تدور إدارة المال حول إدارة الأموال لتحقيق هدف التنمية، حيث يعتمد نجاح أي مجتمع على نمو متوازن في القطاعين الاجتماعي والاقتصادي .
تواجه القطاعات غير المتوازنة بعض الضغوط أثناء العمل عليها، وعلى سبيل المثال، يُعد الاستكشاف السكاني هو السبب الرئيس الذي يتم الاعتماد عليه في توزيع الموارد .
على الرغم من تجاوز معدل الإنتاج الغذائي في العالم معدل النمو السكاني في السنوات الأخيرة، إلا أننا لا نزال نشهد أشخاصًا يعيشون في فقر مدقع في البلدان النامية، ويتعلق ذلك بالإنتاج الغذائي. وعلى الرغم من ذلك، نرى زيادة الفجوة بين العرض والطلب في هذا المجال كل عام، وهناك بطء في إنتاج الغذاء .
يتعين علينا أن ندرك أن النهج الاقتصادي يجب أن يكون ذو معنى، من خلال الاعتراف بأن هدف التنمية الاقتصادية هو في الأساس تحقيق رفاهية الفرد وإشباع رغباته وتحقيق حريته .
وتحتاج التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم إلى الاهتمام بالتخطيط الدقيق ، وتتبع البلدان المتقدمة هذا النهج لتحقيق التنمية المطلوبة، ومع تزايد الطلب على الإنتاج يزداد أيضا عدد السكان ، لذا يلزم التخطيط السليم والتي يعتبر العامل البشري جهة فعالة ونقطة رئيسية في التنمية الاقتصادية .
اهمية التنمية الاجتماعية
تهدف النمو الاجتماعي إلى تحقيق رفاهية جميع الأفراد في المجتمع، حيث يرتبط نجاح أي مجتمع بمدى رفاهية مواطنيه .
تعني التنمية الاجتماعية الاستثمار في الإنسان كعنصر بشري، وهذا يتطلب إزالة الحواجز بين المواطنين وبين أسس المجتمع وتسهيل الإمكانيات التي تساعد الجميع على تحقيق أحلامهم بكرامة وثقة .
تتعلق هذه الخدمة بمساعدة الأفراد على تحقيق ما يريدون، مما يجعلهم يحققون الاكتفاء الذاتي .
يجب أن يتاح لكل فرد في أي مجتمع ووطن فرصة النمو وتطوير مهاراتهم الخاصة حتى يتمكنوا من المساهمة في مجتمعاتهم بشكل فعال .
إذا كان جميع الأفراد يتمتعون بصحة جيدة وتلقوا تعليمًا جيدًا وتم تدريبهم بشكل كافٍ لتمكينهم من الانضمام إلى القوى العاملة وتحقيق أجر لائق وكافٍ، فسيكونون أكثر استعدادًا لتلبية احتياجاتهم الأساسية وتحقيق النجاح، والذي يعمل بالتبعية على نجاح المجتمع بأسره .
لذلك ينبغي أن يبدأ التعلم في وقت مبكر من العمر، عبر الاستثمار في مبادرات التعلم المبكر، وهذا سيؤدي إلى نجاح أكبر بين المواطنين في المجتمع.
يوجد دائما حاجة لنظام رعاية الأطفال بأسعار معقولة وذات جودة عالية حتى ينجح المجتمع، حيث يشعر الآباء بالارتياح عندما يعلمون أن أطفالهم يتلقون كل الرعاية الجيدة والكاملة، ويجب على الجميع أن يدركوا دور الشباب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
يمكن أن يزيد ذلك من إنتاجية الموظفين في وظائفهم، وعندما يكون لدى الموظفين مهارات جيدة، سيتمكنون من تحقيق نجاح في أعمالهم الذي سيؤدي بدوره إلى تحسين الوضع الاقتصادي للمجتمع .
ومن هذا نرى أن الاستثمار في رعاية الأطفال سيعود على المجتمع بفوائد اقتصادية عديدة وطويلة الأجل، وبالإضافة إلى ذلك يعد توفير مكان آمن ودخل ثابت أمرا هاما في مساعدة الناس على تحقيق الاكتفاء الذاتي .
لا يمكن لأي فرد في المجتمع أن يصبح عضوًا فعالًا في مجتمعه إذا لم يتم توفير مكان لائق للعيش وحياة كريمة تسمح له بالعيش بسلام مع أفراد عائلته .
من بين الاستثمارات الأخرى يمكن استثمارها في الأشخاص الذين لهم دور في ازدهار المجتمع الاقتصادي، من خلال البرامج والخدمات الشبابية والتعليم الجامعي، وكذلك إنشاء فرص عمل للجميع وتوفير حياة صحية ومجتمع آمن .
للحد من الفقر، يتعين على المجتمع اتباع خطة تنموية اجتماعية شاملة، وذلك عن طريق الاستثمار في العامل البشري، حيث يحتاج الجميع إلى تجاوز النظر إلى الحكومات لإيجاد سبل تطوير المجتمع وموارده .
يحتاج أي مجتمع سليم إلى تقاسم المسؤولية بين الحكومة والشعب والمنظمات المجتمعية والشركات، وهذا التكاتف هو ما يرفع من شأن المجتمعات ويحقق التنمية المجتمعية والاقتصادية
مفهوم التنمية الاقتصادية
تعد التنمية الاقتصادية مفهوما أوسع وأشمل من النمو الاقتصادي. فالتنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية تتطلبان النمو الاقتصادي، ويعد النمو الاقتصادي شرطا حيويا وضروريا للتنمية. ومع ذلك، فإن النمو الاقتصادي وحده لا يكفي، حيث أنه لا يضمن التنمية الاقتصادية .
تتعلق التنمية الاقتصادية بخلق حرية لأفراد المجتمع وإزالة العقبات التي تحول دون حريتهم، وتعمل على تنمية المجتمع، وتعزيز الازدهار الاقتصادي فيه
تمكن الناس من اختيار مصيرهم ولذلك يجب معرفة مقومات التنمية الاقتصادية .
ومن تلك العوائق التي تعترف حرية الأفراد: الفقر، والفساد الاقتصادي والإداري، ونقص التعليم، وكذلك سوء النظام الصحي .
يشار إلى أن عدد السكان في عام ٢٠١٧ قد زاد إلى ٧٫٥ مليار، أي ما يقرب من ٧ مليار نسمة، وقد استغرق الأمر ١٢ عامًا فقط ليرتفع عدد السكان العالمي من ٦ مليار إلى ٧ مليار .
يُذكر أن أكثر من 20% من سكان العالم يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم، ويتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم إلى 9000 مليون نسمة خلال الخمسين عامًا القادمة، مما يزيد من احتمالية زيادة عدد الفقراء في العالم .
ويتم قياس التنمية الاقتصادية في المجتمعات بناء على ثلاث مجالات وهم : معدل دخل الفرد، والصحة، والتعليم، ويتم اصدار برنامج إنمائي من قبل الأمم المتحدة لتقرير التنمية ، والذي يقدم تقرير عن التغييرات المجتمعية خلال العام ، إلى جانب تقرير موضوع خاص عن الاحتباس الحراري، والهجرة، والتنمية .
يُعَدُّ نصيب الفرد المحلي هو المؤشر الأكثر شيوعاً لمستويات المعيشة المادية، وهو مدرج أيضًا في مؤشر التنمية، ويتم حسابه عن طريق قياس الناتج المحلي الإجمالي للفرد سنوياً .
على الرغم من استخدام مؤشر التنمية البشرية على نطاق واسع، إلا أنه يتعرض لانتقادات عدة، حيث أن المؤشر يكون خاصًا بدولة واحدة، مما يمنع من التمييز بين معدلات التنمية داخل الدول، مثل المجتمعات الحضرية والريفية .
ترتبط التنمية بحرية الفرد إلى حد كبير، على الرغم من عدم قياس المؤشر بشكل مباشر، إذ يتعرف الكثيرون على الوصول إلى الإنترنت كحرية تساهم في تحسين نوعية الحياة لديهم .
مثلما هو الحال في المقياس الضيق لمستوى المعيشة الذي لا يوجد به مؤشر لتوزيع الدخل للأفراد، فإن دليل التنمية البشرية يستثني العديد من الجوانب الحياتية، سواء كانت حياة اقتصادية أو اجتماعية .
تعتبر بعض الجوانب غير مساهمة في التنمية أو تعمل على تقييدها، ومن بين هذه الجوانب التي يتم استثناؤها: انتشار الجريمة والفساد والفقر، وكذلك العوامل السلبية الأخرى .
يمكن حساب الناتج المحلي الإجمالي عن طريق معرفة القوة الشرائية التي يمكن أن تتغير قيمتها .
عناصر التنمية الاجتماعية
هناك العديد من مقومات التنمية الاجتماعية التي تساهم في التنمية الاجتماعية، وتشمل الوعي الذاتي بالحالة الاجتماعية للفرد وقدرته على التكيف، حيث يدرك الأفراد مدى التفاعل ضمن ظروفهم ويكونوا قادرين على إيجاد طرق جديدة للتكيف مع بيئتهم .
تشمل العناصر المهمة لتحقيق النجاح في الحياة المسؤولية، حيث يصبح الأفراد مسؤولين عن قدراتهم القيادية والتفكير الإبداعي والاستقلال والدعم والتصميم .