ما شروط الرقية الجائزة

من شروط الرقية الشرعية

الرقية الشرعية اصبحت في وقتنا الحالي مهنة يتكسب منها الشخص، واصبح للرقية الشرعية اماكن خاصة، يُدفع بها المال، وقد استباح المسلمون اخذ المال عليها، ونسوا ان اصلها هو صدق التوجه الى الله عز وجل، وانفع الرقية هي الرقية التي يرقي بها الانسان نفسه بعيدًا عن المشعوذين، ومن شروطها:

• أن تتم بالاستناد إلى كلام الله تعالى وكلام النبي عليه الصلاة والسلام وليس بكلام العامة
• يجب أن يكون الدعاء بالعربية وليس بلغات غير معروفة، والمعنى صحيح
• ينبغي التوكل على الله عز وجل وليس على الرقية الشرعية، والاعتقاد بأنها سبب يمكن أن يوفق الله لقبولها، ومع ذلك يمكن أن لا يحدث ذلك، فالأمور كلها بيد الله عز وجل.

إن القرآن الكريم يحتوي على شفاء ورحمة للبشر، وتلاوته وحفظه يحمي الإنسان ويجلب البركة والخير في الحياة الدنيا، ويوفر الراحة للقلب. قراءة القرآن تزيل الشكوك والشبهات والوسواس الذي يثيره الشيطان في قلب المسلم، والقرآن يكون شفيعا لحامله في الآخرة. لذلك، يجب على المسلم أن يولي اهتماما لتلاوة وترديد القرآن الكريم يوميا. كما ينبغي للمسلم أن يهتم بالرقية بالقرآن الكريم، حيث يفضل أن يقرأ المعوذتين وآية الكرسي وأواخر سورة البقرة، وينفث على جسده، وذلك لما لها من فضل في شفاء الأمراض البدنية وكذلك العين والحسد والسحر.

كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يرفع درجات الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقبل نزول المعوذتين كان يحصنهما بقوله “أعوذ بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة”. ولكن بعد نزول المعوذتين، كان يحصنهما بهما فقط، وهذا لا يمنعنا من استخدام الذكر الطليب لحماية أنفسنا وأبنائنا. كما يجب علينا قراءة القرآن في كل الأوقات كحماية لأنفسنا، مثل تحصين المريض قبل الجراحة.

شروط الرقية الجائزة

تم تأكيد أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر السيدة عائشة رضي الله عنها بالرقية، ومن أهم شروط الرقية الشرعية:

لا يجوز للراقي استخدام أي شيء غير القرآن الكريم والأذكار المذكورة في السنة النبوية، ويجب استخدام لغة مفهومة. لا يسمح للراقي بتلاوة كلمات بلغات أو تعويذات غير مفهومة أو طلاسم، حيث أن هذا يعد شركًا.

الشرط الثاني لاستخدام الرقية الشرعية في التداوي هو الإيمان واليقين التام بأن الله تعالى هو الشافي، وأن القرآن، كلام الله تعالى، هو سبب من أسباب الشفاء؛ لأن الله تعالى أنزله لنا شفاء ورحمة. ومن المفاهيم الخاطئة عن الرقية أن يعتقد البعض أن القرآن هو الشافي في ذاته، وهذا أمر يجب إنكاره.

والشرط الثالث أن تكون بما لا يخالف الشرع، فلا يجوز استخدام التمائم أو التولة أو غيرها، أو أي شيء أخر فيه شبهة شرك، فالبعض يستخدم قطع من قماش أوورق أو دلايات منقوش عليها كلمات وبعضها يكون مكتوب فيه آيات من القرآن ويسميها حجاب أو حتى خرزات زرقاء ، ويقوم بتعليقها بنية حمايته من العين أو من الشيطان، وكل تلك الأمور منهي عنها بل إن استخدامها هو منكر عظيم يجب أن يتوب فاعله، وعن ابن مسعود قال” سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك” .

من الممنوع تمامًا أن يستعين أي شخص بالجن حتى لو كان الجن صالحًا، فقد نهى المولى عز وجل عن استعانة البشر بالجن، وذم البشر الذين استعانوا بالجن في قوله تعالى “وأنه كان رجالًا من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقًا.

حكم طلب الرقية من الآخرين

الشخص الذي يريد الرقية يجب أن يرقي نفسه، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يرقي نفسه بقراءة المعوذتين عن طريق النفث في كفيه ثم يمسح وجهه بيده وجسده حتى يظهر آثار الرقية الشرعية على جسده .

ومن الجائز أيضًا الاستعانة بشخص أخر للرقية، لكن ينبغي أن نختار للرقية شخص نثق في إيمانه ، من أهل العلم والصلاح ، وأن يكون محتسبًا أجره لله، ولا يسعى لكسب المال من وراء عمله بالرقية ، وأن يكون من طلاب العلم الشرعي فلا يجب أن نستعين بشخص جاهل بأمور الدين بل يجب أن يكون حصل على العلم اللازم من مصادره الموثقة وأول العلم هو حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه ، لذلك يجب أن يكون الراقي حافظًا لكتاب الله كاملًا ومتدبرًا لمعانيه.

يفضل أن يكون الراقي من أهل الطاعة، أي أنه ملتزم بأداء الصلاة والصيام ويحرص على النوافل وسمات الصلاح والطاعة، ومن صفات الراقي أيضًا أن يكون متبرأً من حوله ويعتمد على الله وحده في قوته واستعانته، وأن الله تعالى هو الضار النافع الوحيد.

ينبغي تجنب الاعتماد على الراقين الذين يستخدمون التمائم أو التعليقات أو الحجاب أو أي شيء من هذا القبيل؛ حيث إن كل هذه الأمور تعتبر من أعمال الدجالين وشرك بالله عز وجل.

الطريقة الصحيحة للرقية الشرعية

يتم استخدام طريقة الرقية الشرعية بإذن الله تعالى عن طريق النفث في الماء أو زيت الزيتون مع قراءة سورتي التوبة والإخلاص والمعوذتين، ويتم شرب هذا الماء أو الزيت قبل النوم أو على الريق، كما يمكن استخدام الزيت المقروء عليه للدهن أو الاغتسال به، وبإذن الله تعالى سيتحقق الشفاء.

ينصح باستخدام زيت الزيتون في الرقية لأنه يأتي من شجرة مباركة، ويمكن إضافة حبة البركة له لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال إنها تشفي من كل داء إلا الموت.

– يمكن أن ترقي نفسك بالرقية الشرعية بوضع إصبعك في الماء حيث تقرأ القرآن أو تضع الزيت الذي تريد أن تدهن به، أو يمكنك القراءة بعيدا عن الماء أو الزيت ومن ثم تنفث فيه، وإذا كنت تستخدم هذا الماء لوحدك فتفل من ريقك في الماء بعد القراءة كونه طريقة شرعية مستحبة لرقية الماء.

يجوز استخدام الماء الذي تم قراءة القرآن عليه في دورات المياه، حيث توافق العلماء على هذه المسألة، إذ أن الماء المقروء عليه لا يحمل نصوص القرآن الكريم.

أثناء الرقية، قد تشعر بتداخل يمنعك من تلاوة القرآن أو تشعر بضيق في الصدر. لا تستسلم لهذا الشعور ولا تتوقف عن رقية نفسك. بعض الأشخاص قد يشعرون أيضا بأعراض جسدية مثل الصداع أثناء القراءة. بعد الرقية، قد تشعر بالارتياح وتوسعة في الصدر، وقد يزول هذا الشعور. فمن الضروري الاستمرار في الرقية.

يشمل العلاج بالرقية الشرعية تلاوة بعض آيات القرآن مثل الفاتحة والمعوذتين وسورة الإخلاص، وهي من الأدعية التي يمكن استخدامها لحماية المريض من الشر والأمراض.

أعراض العين والحسد

الحسد حق وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها سورة الفلق، وفي قوله تعالى في سورة النساء” هل يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكًا عظيمًا، فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه، وكفى بجهنم سعيرًا.

لا ينبغي للإنسان أن ينتظر ظهور علامات أعراض العين والحسد حتى يحصن نفسه بآيات من الذكر الحكيم والذكر، فقد قال ابن القيم: “إن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء، عرفه في الشدة”، لذا من الواجب أن نقرأ القرآن ونذكر الله تعالى عز وجل بآيات وأدعية تحصن المسلم وأذكار الصباح والمساء، وأيضا تحصن الأطفال بكتاب الله عز وجل.

ومن العلامات التي قد تدل على أن الإنسان مصاب بالعين أو الحسد أن تظهر عليه بعض الألام الجسدية مثل آلام المفاصل أو العظام أو بعض العلامات أو الطفح على الجلد، ومن علامات الإصابة بالعين أيضا العصبية والشعور بعدم الرغبة أو النفور من الأهل أو من الدراسة وقد يشعر الإنسان بثقل دائم في رأسه أو أنه لا يشعر بمن حوله، وقد يشعر بوجود غشاوة على عيني.

عند العلاج بالرقية، قد يشعر المريض بتحسن مؤقت في الأعراض ثم تعود بعد فترة، وهذا دليل على أنه لم يتم شفاؤه بعد ويحتاج إلى المزيد من العلاج، أما إذا شعر بزوال الأعراض بشكل دائم، فهذا يعد علامة على الشفاء بإذن الله تعالى.

من مبطلات الرقية الشرعية

يجب أن لا يتضمن الرقية الشرعية دعوات غير معروفة أو استعانة بغير الله عز وجل، ومن الممكن أن تُبطل الرقية في حالة:

• تنطق بكلمات غير مفهومة أو تصدر أدعية غير معروفة
• التوسل إلى الشياطين أو الاعتماد على حق أو جاه معين
• ان تكون الرقية غير سليمة المعنى
• تتضمن بعض الكلمات الغريبة المعروفة باسم السحر لجعل الزوج يشعر بالمزيد من الحب تجاه زوجته

تُعد هذه الأنواع من السحر، وحديث عبدالله بن مسعود يقول أن الرقى والتمائم والتولة هي شرك

هل تشترط الطهارة في الرقية الشرعية

يواجه الإنسان في حياته العديد من المشاكل والأمراض، وقد أثبتت العديد من التجارب والدراسات أن القرآن له تأثير مهدئ، وبما أن الله أمرنا بالتداوي، فإنه يمكننا اللجوء إلى العلاج بالقرآن، ولكن يجب الانتباه للأحكام الشرعية المتعلقة بالطهارة.

ينبغي لقارئ القرآن أن يكون طاهرًا من الحدث الأكبر ، مثل الغسل والجنابة. ومع ذلك ، فإنه وفقًا للفتاوى ، يجوز للمرأة الحائض قراءة القرآن في حالات الضرورة ، مثل قراءة الرقية الشرعية للتخلص من السحر أو العين أو المس.