ما حكم من صلى منفردا والجماعة قائمة
فضل صلاة الجماعة
لدى صلاة الجماعة شأن عظيم ومكانة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى، إذ يضاعف الله حسنات المؤمن بخطواته نحو الصلاة، ويرفع درجات المسلمين بها، ويزيل المصائب والتقلبات الزمنية
لذلك ينبغي على المسلم أن يحرص على عدم فوت فرصة الصلاة في الجماعة، نظرا للفضل العظيم لها، إذ أن الله يضاعف الأجر والثواب عند الصلاة في الجماعة. وهناك بعض الأشخاص الذين يصلون لوحدهم في المسجد قبل وصول الجماعة، ثم يصلون مع الجماعة أيضا، ولكن هل يجوز صلاة الجماعة مرتين
يعتبر الصلاة في الجماعة أفضل من الصلاة المفردة سواء في المسجد أوفي المنزل، ويقول النبي ﷺ: `إن صلاة الجماعة تفوق صلاة المفرد بحيث يحصل المؤمن الذي يصلي في الجماعة على 27 درجة، ومن فضائل الصلاة في الجماعة ما يلي:
- كلما زاد عدد المصلين، زاد الله أجر المصلي، وذلك بناء على قول النبي: `إن صلاة الرجل مع الرجل أفضل من صلاته وحده، وصلاته مع اثنين أفضل من صلاته مع رجل واحد، وما زاد فهو أحب إلى الله عز وجل`
- ينال المؤمن أجر صلاة الجماعة وهو ما زال في إنتظار إقامة الصلاة مع الجماعة، والدليل على ذلك قول رسول الله «لَا يَزَالُ العَبْدُ في صَلَاةٍ ما كانَ في مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، وَتَقُولُ المَلَائِكَةُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، حتَّى يَنْصَرِفَ، أَوْ يُحْدِثَ».
- يمكننا رؤية اجتماع الملائكة في الليل والنهار، وخاصة خلال صلاتي الفجر والعصر، حيث يشهدون للمسلم الذي يصليها.
- يحمي الصلاة المصلي بشكل كامل من الشيطان، حسبما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: `لا يقام في ثلاثة في قرية أو بدو إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية.`.
- يمنح الله رزق المسلم الذي يصلي التراويح في الجماعة النور يوم القيامة، ليُفرح به الذين يمشون في الظلمات متوجهين إلى المساجد وهم يحتاجون لهذا النور الكامل
ما هو حكم من صلى منفردا والجماعة قائمة
تُعَدُّ صلاة الجماعة من أعظم الشعائر الظاهرية العظيمة في ديننا الحنيف، ولذلك فإنها ذات فضل كبير في الدين الإسلامي على من يُصلّيها.
بالرغم من وجود مكان خلف الصف يمكن للشخص الوقوف فيه للصلاة منفردا، فإن هذا الموضوع كان محل اختلاف بين أهل العلم، ففيما يتعلق بصحة الصلاة منفردا، قال الإمام الترمذي رحمه الله: (كره قوم من أهل العلم أن يصلي الرجل خلف الصف وحده، وقالوا يعاد صلاته إذا صلى خلف الصف وحده، وبه يقول أحمد وإسحاق)
تحدثت الروايات أيضًا عن حماد بن أبي سليمان وابن أبي ليلى ووكيع، حيث أشاروا إلى أن بعض أهل العلم يجوز للمصلي الصلاة وحده خلف الصف، وهذا القول يأتي من أقوال سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي .
والرأي الأكثر تأييدًا في حكم صلاة المسلم المنفرد، هو ما ذكره الإمام أحمد وغيره من أهل العلم، والذي ينص على أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يصلي المسلم منفردًا، إذا كان بإمكانه الالتحاق بالجماعة، ولكن إذا فعل ذلك بعمد فإن صلاته باطلة ولا تحتسب، ويستند هذا الرأي على الأدلة التالية: *
- روا هوما أبو داود والترمذي وغيرهما، أن رجلاً صلى خلف الصف وحده، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعادة الصلاة .
- ما رواه أحمد (15862) وابن ماجة (1003) أن علي بن شيبان خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى رجلا لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، فعندما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، لفت نظره إلى تلك الرجل، فقال: (يا معشر المسلمين، إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود)، ورأى رجلا يصلي خلف الصف، فوقف حتى انصرف الرجل، ثم قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (استقبل صلاتك، فلا صلاة لرجل فرد خلف الصف)، وقد صححه الألباني في صحيح ابن ماجة .
- قال السندي رحمه الله في حاشيته على ابن ماجة : ظَاهِر الْحَدِيث بُطْلان صَلاة مَنْ يَفْعَل كَذَلِكَ
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم الصلاة خلف الصف منفردا
قال رحمه الله: “الصلاة خلف الصف المنفرد لا تجوز ولا تصح على القول الراجح
عادةً ما يصلي الشخص وراء الصف إذا كان الصف مكتملاً تمامًا وتعذر الوقوف في الصف، وبالتالي يصلي وحده وراء الإمام، لأنه في هذه الحالة يكون معذورًا.
بعض أهل العلم يعتبرون بطلان صلاة المنفرد، حتى لو كان هناك عذر
قد نفى بعض أهل العلم قبول الصلاة منفرداً، والجماعة قائمة، حتى لو لم يجد مكاناً في الصف، وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة : ( إذا دخل رجل المسجد، وقد أقيمت الصلاة وامتلأ الصف، اجتهد أن يدخل في الصف، فإن لم يتيسر ذلك فإنه يدخل مع الإمام ويكون عن يمينه، فإن لم يتمكن انتظر حتى يحضر من يصطف معه، فإن لم يتيسر أحد صلى وحده بعد انتهاء صلاة الجماعة)
حكم من صلى منفرداً في البيت والجماعة قائمة في المسجد
توصل معظم المفسرين إلى أن صلاة الجماعة في الصلوات الخمس ليست واجبة، حيث إنها تعتبر سنة قوية ومؤكدة، ولكن إذا كانت الفرصة متاحة للصلاة جماعة فإن ذلك أفضل للفرد.
إذا كنت في المنزل وسمعت صوت الجماعة، فمن الأفضل أن تصلي معهم
إذا صليت في المنزل، فسيتم قبول صلاتك، ويدل على ذلك قول الرسول
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `صلوا في بيوتكم فإن أفضل الصلوات صلاة المرء في بيته، إلا المكتوبة`.
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: يقول الحديث: “صلاة الإنسان في بيته أفضل من صلاته في المسجد، إلا الصلوات المكتوبة التي شرعت لها الجماعة”، وتستثنى من ذلك الحديث صلوات الخمس والنوافل التي يؤديها المصلون في المسجد، مثل صلاة التراويح.
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اجْعَلُوا في بُيُوتِكُمْ مِن صَلَاتِكُمْ ولَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا).
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: ينصح بأن يخصص الشخص نصيبًا من صلاته لبيته إذا صلى في مسجده، حيث أن الله سيجعل في بيت الشخص جزءًا من صلاته خيرًا