اسلاميات

ما حكم الزيادة في عدد التسبيحات في السجود

ما هو عدد التسبيحات في الصلاة

وصانا الله ورسوله بأداء صلوات الخمس، إذ قال الله تعالى فيكتابه الحكيم: `حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى`. فالصلاة هي ركن من أركان الإسلام، وهي الركن الثاني بعد الشهادتين، ولقد فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين في الحياة الدنيا .

كان آخر حديث للرسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع هو “الصلاة، الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم”، وهذا يشير بالطبع إلى أهمية الصلاة وأهمية الالتزام بها في الحياة، وقد وصى النبي – عليه الصلاة والسلام – بأدائها حتى وفاته، وحث على أداء حق المال بزكاته

ومن شروط الصلاة أن يتم تلاوة عدد معين من التسبيحات خلال الصلاة، وهي التسبيحات التي تقال في السجود والركوع. تتكون من ثلاث تسبيحات في كل سجود وركوع في الصلاة. قد يكون هناك اختلاف في العدد خلال الصلاة ويمكن أن تقال التسبيحات أكثر من ثلاث مرات، مما يثير الاستفسار عن مواضع التسبيحات والحمد في كل صلاة، وما إذا كانت مقبولة أم لا وما هو فضل التسبيح في الصلاة .

حكم زيادة عدد التسبيحات في السجود و الركوع

و من خلال ذلك نستطيع القول بأنه قد أتفق العلماء و الفقهاء على أن لا يقل عدد التسبيحات في السجود و الركوع عن ثلاث تسبيحات ، لأن ذلك يعتبر تقليل من شأن و تعظيم الله جل شأنه في الصلاة  ، أما بالنسبة لمن يزيد في عدد التسبيحات عن ثلاث تسبيحات ، فذلك لا بأس به و هو ايضا أفضل من ثلاث فقط .

وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على تكرار الحمد والتسبيح في الصلاة، ولكنه لم يحدد العدد المحدد، مما يشير إلى أنه يصنفهما كأمور أدنى من الكمال، وأدنى درجة من التسبيح هي ثلاث مرات، حيث قال الرسول في رسالته المتعلقة بالصلاة في الحديث الذي نقله حسن البصري: التسبيح الكامل سبع مرات، والتسبيح الوسط خمس مرات، وأدنى درجة للتسبيح هي ثلاث مرات. وقال الشيخ القاضي أيضا إن الكمال في التسبيح، إذا كان فرديا، هو ما لا يشغل الشخص عن الاهتمام بالصلاة

يمكن أن يكون الكمال في التسبيحات عشر تسبيحات، وقد روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي كصلاة عمر بن عبد العزيز، وهي حوالي عشر تسبيحات في السجود الواحد، ومن المقبول تمامًا ذلك .

المعنى الأساسي هو أن يكون السجود مصحوبا بقول: `سبحان ربي الأعلى`، وهذا السجود ليس مقتصرا على مرة واحدة، بل يمكن أن يتكرر ثلاث مرات أو خمس مرات أو سبع مرات، وهذا يفضل بالطبع على القيام  .

وإذا ركع المصلي، فسيجد أنَّ قول سبحان ربي العظيم ثلاث مرات هو الأدنى من الكمال، وإذا تعدى عن ذلك فهو أفضل، ويمكن أن يكون خمساً أو سبعاً أو عشراً وهكذا .

هل يُستحب على الإمام أن يزيد في عدد تسبيحات الصلاة

قد يبدو الأمر مختلف بالنسبة لإمام المصلين  ، حيث لا بد له و أن يتحرى و يتأكد  ألّا يشق على المصلين ، ذلك بمعنى أن لا تكون صلاته سريعة و لا طويلة ،و لا بد و أن تكون و سطا ، و على ذلك الأمر لا بد و أن يقتصر التسبيح للإمام على ثلاث فقط ، حتى لا يكون فيها تطويل يشق على المصلين .

ما حكم زيادة التسبيح في صلاة قيام الليل

فيما يتعلق بصلاة القيام ليلاً، فإن المشروع والمستحب فيها هو الإطالة، وخاصة في القيام. والجدير بالذكر أنه إذا طال القيام فسيطول الركوع والسجود في الصلاة، ولا يمكن طول الركوع والسجود إلا بالتسبيح والدعاء .

وعلى ذكر ذلك، صلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة، وقرأ سورة البقرة وآل عمران، ثم ركع وقال “سبحان ربي العظيم”، وكان يرددها بشدة حتى كاد ركوعه أن يصبح قياما، وفي السجود قال “سبحان ربي الأعلى”، وظل يرددها حتى كاد سجوده أن يصبح ركوعا، ونستنتج من ذلك أن الإطالة في صلاة قيام الليل مستحبة، كما كان يفعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .

حكم زيادة عدد التسبيحات في صلاة التلاوة

يُعتبر صلاة التلاوة ليست صلاة واجبة، بل هي سُنة يتبعها القارئ أثناء قراءته، وإذا قرأ القارئ آيات التلاوة مثل: فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا [النجم: 62]، فيجب عليه السجود لله والعبادة

إذا كنت تقرأ القرآن خارج الصلاة، فيجب عليك التكبير والسجود، وإذا كنت تصلي، فيجب عليك التكبير عند السجود والتكبير عند رفعك في الصلاة، وكل ذلك يعتبر سنة تابعة وليست واجبة، ومن يتبع هذه السنة سيحصل على الأجر والثواب، ومن لم يتبعها فلا إثم عليه .

و على أثر ذلك القول ، فنحن لا بد لنا من إتباع الرسول صلى الله عليه و سلم ، حيث أن رسول الله كان يدعو في السجود و كان يقول ” سبحانك اللهم ربنا و بحمدك ، و اللهم اغفر لي ، في الركوع و السجود  ، و من الأمور المُستحبة أيضا أن يدعو في السجود و يجتهد في الدعاء ، كما قد جاء في السنة أن الرسول قد نصحنا بأن نعظم الله في الركوع ، و أما الدعاء له نصيبا كبيرا في السجود ، و ذلك حتى يكون  لنا نصيبا في إستجابة الدعاء .

يذكر الحديث الشريف أن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام صرح بأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، ولذا فإنه من المستحب أن تكثروا من الدعاء في السجود، وكان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يدعو في سجوده قائلا: اللهم اغفر لي ذنوبي كلها، الصغيرة والكبيرة، العلنية والخفية، والأولى والآخرة، ولذا فإن الدعاء في هذا الوقت مستحب .

حكم التسبيح في سجود السهو أكثر من ثلاث

صلاة السهو تشمل سجدتين يقوم المصلي بالسجود لهما إذا نسي ركوعًا أو سجودًا في صلاة الفرض، وبالنسبة لزيادة التسبيح عن ثلاثة في السجود أو الركوع في صلاة السهو، فإنها أمر مستحب ولا يعتبر مكروهًا .

فلا يلزم من فعل ذلك و قد قال القاضي حسين:  وفقًا لقول الإمام الشافعي، إذا قال الشخص سبحان ربي العظيم ثلاث مرات، فهذا هو أدنى مستوى الكمال، وإذا لم يكن قد قصد ذلك، فلا يجوز التقليل من العدد الأدنى الذي هو ثلاث مرات، لأنه إذا سبح المرء مرة واحدة، فإنه يحصل على ثواب التسبيح. ومع ذلك، أراد الإمام الشافعي أن الكمال الأدنى يتمثل في السبح ثلاث مرات، وإذا سبح الشخص أكثر من ذلك، فإن ذلك أفضل وأكثر كمالاً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى