ما تفسير سورة الفيل وسبب نزولها
ترتيب سورة الفيل
تُعدُ سورة الفيل واحدة من السور المكية وتم نزولها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتم ذلك بواسطة جبريل الوحي الأمين عليه السلام، ونُزلت هذه السورة في مكة المكرمة.
تم نزول سورة الفيل بعد سورة الكافرون مباشرة، وهي واحدة من أقصر السور في القرآن الكريم، حيث يتألف من 5 آيات فقط.
تحتل سورة الفيل المرتبة الخامسة والعشرين في ترتيب المصحف الشريف، وتقع في الجزء الثلاثين والحزب الستين
اسباب تسمية سورة الفيل
تختلف أسباب التسمية في سور القرآن الكريم وفقًا لاختلاف السورة، ويمكن تقديم اثنين فقط من الأسباب التي تتعلق بالتسمية.
- السبب الرئيسي لتسمية الآيات هو استخدام الكلمات المميزة المستخدمة في سياق الآيات أو في بدايتها. في العديد من الأحيان ، يتم تسمية الآيات باسم المطلع الخاص بها أو باسم السورة المتعلقة بها، مثل سورة الواقعة التي تبدأ بعبارة `إذا وقعت الواقعة` بصدق الله العظيم. وهناك أمثلة أخرى مماثلة لأسماء السور الأخرى مثل الغاشية والنبأ وغيرها من سور القرآن
- يعود السبب الثاني في تسمية بعض السور إلى القصص الأساسية التي ذكرت في آياتها، وتتمحور آيات هذه السور حول هذه القصة، فيتم تسمية السورة باسم القصة التي تشتمل عليها، مثل سورة يوسف وسورة النمل وسورة البقرة وغيرها.
– سورة الفيل هي إحدى السور التي تنتمي إلى السبب الثاني، حيث تتعلق بحدث محدد وهو قصة أبرهة الحبشي والجيش الذي أرسله لتدمير الكعبة وكان يستخدم فيه الفيلة، ولهذا السبب تم تسميتها بهذا الاسم
سبب نزول سورة الفيل
نزل كتاب الله العزيز في ليلة القدر، وتم ذكر هذا الأمر في كتابه عندما قال (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، ويُعتقد أن القرآن الكريم نُزِل في تلك الليلة على اللوح المحفوظ في السماء.
بعد ذلك، بدأ القرآن الكريم بالنزول بشكل منفصل ومتفرق لأسباب مختلفة ومتباينة على مدار الثلاث والعشرين سنة.
كانت الآيات القرآنية تنزل تبعا للأحداث والوقائع التي تستدعي نزول جزء من القرآن الكريم، وتتضمن توضيحا من الله سبحانه وتعالى للناس بشأن تحريم أو تحليل أمور معينة، وتضم قصصا وأمثالا تتعلق بالأشخاص السابقين.
يعتبر علم أسباب نزول الآيات القرآنية في الكتاب العزيز مجالًا واسعًا للغاية، ويعد واحدًا من العلوم والمعارف التي كان جميع الصحابة يتقنونها، حيث شهدوا عمليًا لهذه الأسباب خلال فترة حياتهم.
يعد سبب النزول أمرًا مهمًا جدًا لأنه علم يساعد الناس على فهم وتفسير الآيات القرآنية واستخلاص أحكامها.
يعود السبب في نزول سورة الفيل إلى قصة أصحاب الفيل، وهذه القصة حدثت قبل دخول الإسلام، وكانت في العام الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم. وتتمثل أحداث القصة في الشخص الحبشي المعروف باسم “أبرهة الحبشي” وجيشه المدعوم بالفيلة الذين هاجموا الكعبة المشرفة في مكة المكرمة بهدف هدمها.
أراد أبرهة الحبشي، بعد هدم الكعبة، أن ينشئ قبلة جديدة في بلدة اليمن، والتي كانت عبارة عن كنيسة القليس، وذهب أبرهة مع جيشه وهزم جميع القبائل التي كانت في طريقه إلى الكعبة وحاولت مواجهته.
عندما وصل أبرهة إلى الكعبة وحاول تدميرها بواسطة الفيل، كانت المفاجأة أن الفيل رفض لمس الكعبة أو إلحاق أي ضرر بها، وهذا يدل على عظمة وقدرة الله سبحانه وتعالى
تمت ذكر الحادثة بالكامل في القرآن الكريم، والتي تحدث عن كيفية تعامل الله مع أصحاب الفيل، وكيف جعل كيدهم ينقلب عليهم وأرسل عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، حتى أصبحوا كالعصف المأكول، وصدق الله العظيم.
تتعلق هذه القصة التي تتعلق بالحبشي بنزول هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فضل سورة الفيل
هذه السورة العظيمة فضلها يقع تحت حكم القرآن الكريم وفضله في العموم، حيث إن القرآن الكريم يعد كتاب متعبد بتلاوته، يكمن هذا التعبد في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، وذلك حين قال أن من قرأ حرف من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، لكن ألف حرف وحيد واللام حرف والميم حرف.
بالنسبة لعملية التخصيص بفضل سورة الفيل، لم يتم تحديد أي حديث شريف صحيح يتعلق بهذه الفضيلة، وجميع الأحاديث التي كانت تتحدث عن هذه الآيات في سورة الفيل كانت ضعيفة جداً أو موضوعة
تم تفضيل هذه السورة العظيمة لتوضيح وتبيين عقوبة الله تعالى للكفار ولجميع الأشخاص الذين يتعرضون لبيت الله الحرام بأي طريقة سيئة، فالله هو أفضل الحافظين، وتحتوي هذه السورة على تحذيرات شاملة وتطرق إلى مثال مع صاحب الفيل الذي حاول الإضرار ببيت الله الحرام.
تحمل أسماء سور القرآن الكريم العديد من المعاني التي تدل على العبر والمواعظ من خلال سرد بعض القصص، مثل سورة الفيل
معاني سورة الفيل
تحتوي سورة الفيل على إحدى القصص الأشهر والأكثر بروزا، وهي قصة تعرض الكعبة المشرفة للاعتداء، حيث أراد أبرهة الحبشي هدم الكعبة المشرفة وتسميتها بأصحاب الفيل نظرا لأن جيشه كان يحمل الأفيال التي جاءت لتدمير الكعبة المشرفة، وتعد قصة أصحاب الفيل من القصص التي يتم ذكرها في سورة الفيل.
سورة الفيل تشير إلى أن بيت الله سبحانه وتعالى محمي ومحفوظ، إذ أن الكعبة هي الحرم الآمن، والله سبحانه وتعالى هو المسؤول عن حمايتها من أي شر أو سوء، وضد كل كافر يحاول المساس بها، إذ أن الله سبحانه وتعالى هو رب هذا البيت وهو حاميه.
يتضمن مضمون سورة الفيل تحذيرات وتهديدات لأي شخص يحاول الإساءة إلى الكعبة المشرفة، حيث قضى الله سبحانه وتعالى على أصحاب الفيل.
تدل سورة الفيل على أن الله سبحانه وتعالى قادر على إنزال العقاب على كل ظالم يحاول الاعتداء على حرمات الله، وبأن الله عز وجل إذا أراد شيء لا يوجد شيء قادر على إيقافه.
عندما رفض الفيل الخضوع لأمر الله بإتلاف الكعبة وهبطت طيور الأبابيل لرمي أعداء الله بالحجارة، فإن كل هذه الأحداث تدل على أن جميع المخلوقات تخضع لأوامر الله سبحانه وتعالى.
تمثل سورة الفيل توجيهًا إلهيًا للنبي والمؤمنين، وذلك بسبب ما تحمله من بشارة مرتبطة بتحقيق إرادة الله عز وجل في كل عصر، ليثبتوا على الدعوة، ولأن الله سيساندهم بمن يحميهم من كيد الأعداء.
كان موعد مولد الرسول صلى الله عليه وسلم متزامنًا مع حادثة أصحاب الفيل، ونصرة الله كانت لحرمة البيت وليست لقريش وشرفهم، وذلك لتوقير وتعظيم العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، الذي هو خاتم الأنبياء.
مهما كانت قوة الأعداء وعددهم، يجب على كل مؤمن أن يدرك أن الله عز وجل ناصر لعباده وحافظ لمقدساته