منوعات

ما اهم انجازات الرحاله الصيني تشنغ هي

عظماء البحار والتاريخ

يعتبر تشنغ هي – Zheng He ، من أبرز المستكشفين البحريين حول العام ، وجدير بالذكر ، أن المستكشفين ، والبحارة ، مازالوا في ذاكرة التاريخ حتى الآن خُلدت أعمالهم ، وانجازاتهم الراقية ، وإسهاماتهم في المجالات التي عانوا بها ، حتى استطاعوا تحقيقها بعد جهد شاق فلم تكن الأزمنة الماضية بقدر التطور الذي نحن عليه الآن.

ومع ذلك، كانت الأفكار هي القوة الدافعة لأشخاص مثلهم لاستكشاف أماكن جديدة من خلال رحلات بحرية طويلة عبر المحيطات والتجوال في أعماق البحار ومواجهة المخاطر في عالم لا نهاية له مليء بالرهبة. لهذا السبب، لا تزال أعمال مثل هؤلاء المستكشفين محفورة في سجلات التاريخ المليئة بانجازاتهم، ومن بين هؤلاء البحارة والرحالة العظماء، يأتي الصيني `تشنغ هي`. لذا فمن الضروري أن نعرف من هو `تشنغ هي` قبل أن نبحر في إنجازاته الاستكشافية الهائلة.

من هو تشنغ هي

من يبحث في تاريخ هذا البحارة، سيجد أنه كان في الأصل أسيرا، ولكنه تمكن من الارتقاء إلى المكانة العظيمة التي يحتلها الآن. قبل أن يصبح قائدا عسكريا ومكتشفا لعالم البحار، كان يعرف باسم `تشنغ هي` باسمه الأصلي، وكان ينتمي إلى عائلة صينية مسلمة. بعد غزو القوات العسكرية لمينغ يونان، تم أسر تشينغ مع الأسرى وأطلق عليه اسم ثالث وهو `ما هي`. قد اكتشفت تلك القوات مهارات تشنغ عندما كان صغيرا واستفادت منها ليصبح بعد ذلك أدميرالا عسكريا ناجحا وفخورا.

حيث عرف أنه كان سريع البديهة وله قدراته العسكرية الخارقة التي جعلته يتقلد العديد من المناصب ، والرتب العسكرية ، نظراً لكفاءته التي كانت مشهودا بها ، وكان تشنغ مع كل انقلاب يحدث ضد الامبراطور ، يتقلد منصب جديد ، حتى تم توليته كقائد عسكري على أسطول المحيطات الغربية ، فضلاً عن ما كان يتمتع به من خبرات عسكرية وسياسية ، وكذلك معرفته بالإسلام كل ذلك أهله ليحتل مكانة بارزة عبر المحيطات ، وفي كل انحاء العالم.

انجازات تشنغ هي

ظهرت إنجازات تشنغ هي على كافة المستويات العسكرية والسياسية والثقافية والجغرافية التي جعلت لها سمعة ومكانة بارزة حتى الآن، ويمكن سردها فيما يلي:

قائد عسكري ناجح

يعتبر تشنغ هي أحد القادرة العسكريين الذين خدموا في المجال العسكري من عام 1371 إلى 1433 ، فقد عمل تشنغ كقائد عسكري بارز في جيشه كما كانت مكانته العسكرية ساطعة في ذلك الوقت ، نظراً لقدراته العسكرية و مهاراته التي تحلى بها كما كان تشنغ مستكشف بحري أو كما يطلق عليه أنه كان ” بحارة ” ، أو ” رحالة ” عالمي ، عاشق للبحار ، وللاستكشاف البحري بصفة عامة ، ولم يكتفي سجل تشنغ العملي بهذه المهام فقط ، ولكنه أيضاَ كان يعمل كسياسي دبلوماسي تحت قيادة إمبراطورية : يونغلي” التي كانت تتبع أسرة مينج ، أحد الأسر والسلالات الصينية العريقة.

كان تشنغ يعمل كأحد أفضل وأكثر الأدميرالات نجاحا في الصين في ذلك الوقت. قاد تشنغ حوالي سبع رحلات استكشافية نحو المحيطات الغربية. يجدر بالذكر أن إنجازاته في مجال الاكتشافات البحرية ساهمت بشكل كبير في إطلاق ثقافة جديدة في الصين، وكان لها تأثير كبير ليس فقط على الصين ومحيطها، ولكن أيضا على جميع مناطق جنوب شرق آسيا. امتدت آثار إنجازاته ورحلاته الاستكشافية إلى مناطق أبعد من الصين وما حولها، بل وصلت سمعته البارزة حتى إلى جزيرة العرب ومنطقة دول شرق القارة الأفريقية.

تعزيز مكانة الصين عالميا

من بين إنجازات تشنغ البارزة كان قيادته لأكبر أسطول بحري عرفته التاريخ، حيث تميز هذا الأسطول بالتطور والتقدم. ساهمت الرحلات البحرية التي قادها تشنغ في إبراز الصين كقوة عظمى وليس فقط داخل الصين. كما كان لهدف تشنغ في هذه الرحلات البحرية استرجاع الكنوز الأجنبية وإعادتها إلى الصين. كان لتشنغ العديد من الرحلات البحرية، وكل رحلة كانت لها تفاصيلها وأحداثها التي جعلته في النهاية بحارا عالميا. تاريخ يذكر إنجازاته حتى اللحظة الحالية .

قيادته للأساطيل الضخمة

في أول رحلة لتشنغ في عام 1405، قام بزيارة دول جنوب شرق آسيا وانتهت في سريلانكا، وقاد أسطولا يضم حوالي 27800 فرد من الطاقم. كان هذا الأسطول ضخما للغاية ولم يتألف فقط من الجنود، بل وصل عدد السفن إلى حوالي 317 سفينة، بما في ذلك 62 سفينة محملة بالهدايا القيمة التي قادها تشنغ لتقديمها للرؤساء والملوك في الدول التي زارها.

مواجهة القراصنة وحماية الأسطول

من بين إنجازات تشنغ الشهيرة في رحلته الأولى، قبضه على أحد أخطر القراصنة، وهو القرصان التشيني المشهور تشين تسو آي، الذي كان يشكل تهديدا للمناطق. أضاف هذا الإنجاز المزيد من الشهرة لتشنغ كأميرال وقائد بحري عسكري. في الرحلة الثانية، واجه تشنغ صراعا متواصلا مع ملك سريلانكا، حيث كانت هذه الرحلة مليئة بالأحداث، وحاول الملك الذي كان متناقضا ونافقا سرقة السفن التي تحمل الهدايا الثمينة، ولكن تمكن تشنغ من القبض عليه وحماية السفن .

دبلوماسي بارع

بسبب مهاراته الدبلوماسية ومعرفته بالدين الاسلامي استطاع تشنغ الوصول إلى القارات العربية ، حيث توقفت رحلته الرابعة عند الموانئ الرئيسية في قارة آسيا ، وكان اتجاه الأسطول من الهند إلى مضيق هرمز في الخليج العربي ، حيث استقر الأسطول عند ساحل الجزيرة العربية ، واستطاع المرور بأكثر من دولة عربية من اليمن ، وصولاً إلى دول البحر الأحمر حتى وصل إلى مصر ومنطقة شمال افريقيا.

ونجح بفضل خبرته الدبلوماسية في تعزيز العلاقات السياسية بين الدول العربية في تلك الفترة وبين إمبراطورية الصين. كان حريصا على تعزيز العلاقات السياسية وإرسال البعثات التي ساهمت في بناء روابط الصداقة بين الصين والدول الإسلامية، وبين المبعوثين الأجانب والدول الإسلامية، وذلك خلال الرحلتين الخامسة والسادسة.

الاستكشافات الجغرافية

ساهمت رحلاته الممتدة من الصين إلى دول العالم عبر المحيطات والبحار في استكشاف العديد من الدول حتى استطاع الوصول إلى دول في جنوب القارة الافريقية ، ويقال أيضاً أنه وصل إلى الصومال وكينيا خلال الرحلة السادسة ، فعلى الرغم من أن الرحلات التي كان يقوم بها كان لها أهداف سياسية ، وعسكرية.

إلا أن أهدافها الأصلية هو الاكتشاف الجغرافي للعديد من الدول حول العالم فقد عاد تشنغ هي إلى الصين في الرحلة السادسة إلى الصين مع جزء من أسطوله إلا أنه أمر باقي الأسطول بالقيام بمتابعة استكشاف الساحل الشرقي لأفريقيا ، واستمر تشنغ في حلاه الاستكشافية حتى وفاته في رحلة العودة السابعة عام 1433 ، حتى دُفن في البحر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى