ما النعمة التي امتن الله تعالى بها على كفار قريش
من أعظم النعم التي امتن الله بها على قريش
لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على عباده بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومن أعظم النعم التي أنعمها الله على قريش أن بعث فيهم رسولا يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ويتركون عبادة الأصنام ويخرجون من الكفر، ويهديهم للإيمان بالله عز وجل، كما ذكر بوضوح في قوله تعالى: “لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين.
هل أسلم جميع كفار قريش
تعد قريش قبيلة من أهم وأبرز قبائل العرب في الماضي، وكانت مقرها في مكة المكرمة بالجزيرة العربية. كانت تعبد الأصنام وتسجد لها وتمجدها وتعظم قدرها، معتقدة أنها قادرة على النفع والضرر. كانت قبيلة قد انتشر فيها الكفر وعدم الإيمان بالقيامة وعدم وجود الجنة والنار، كما يشير قول الله تعالى: `وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت`، وكذلك قوله تعالى: `أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد`.
تتساءل العديد من الأشخاص عما إذا كان جميع كفار قريش أسلموا. بالتأكيد لا، فقد أسلم بعضهم وكفر آخرون. بعد أن بعث الله سبحانه وتعالى رسولا ليهديهم إلى الإيمان وعبادة الله وحده والابتعاد عن الشرك، دخل بعضهم في دين الإسلام واتبعوا هدايته المنزلة من الله. وكان هناك أيضا عدد كبير منهم الذين ماتوا وهم كافرون بالله العظيم.
عقوبة الكفر بالنعم
أنعم الله على عباده بالكثير من النعم، وأنعم على كفار قريش برسول يدعوهم إلى الإيمان والتوحيد والهداية، ولكن بعض أهل قريش كفروا بهذه النعمة. ولكن هناك عقوبات للكفر بتلك النعمة، وهي نتيجة لغضب الله سبحانه وتعالى، وهي زوال النعمة، كما جاء في قصة سبأ في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: “لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال، كلوا من رزق ربكم واشكروا له، بلدة طيبة ورب غفور، فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم، وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل.
أسباب رفض كفار قريش دعوة الرسول
لدى كفار قريش أسباب كثيرة لرفض دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن تلك الأسباب:
- تأثير النبوات
في قبيلة قريش، تغيرت الديانة التي كانت لسيدنا إبراهيم عليه السلام، وليس لديهم معرفة بالتوراة والإنجيل مثل اليهود والنصارى، كما قال تعالى: `أم يقولون افتراه؟ بل هو الحقمن ربك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون` (السجدة).
- التعصب للآباء والأجداد
حيث اتبع أهل قريش سلوك آبائهم وقالوا أنه هو السلوك الصحيح ويجب الحفاظ عليه واتباعه. كما قال الله تعالى: `وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا، أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون` (المائة)، وقال الله تعالى: `بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون، قال أولو جئتكم بأفضل مما وجدتم عليه آباؤكم، قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون` (الزخرف).
- التعصبُ للقبيلةِ
توجد منافسة قوية بين قبيلتي مخزوم وهاشم وأهل قريش، مما جعل قبيلة مخزوم ترفض دعوة رسول الله عز وجل ببساطة لأنه من بني هاشم. وقد تجلى ذلك من قول أبي جهل الذي قال: `نحن نتنازع مع بنو عبد مناف الشرف، نعطيهم ويعطونا، ونحملهم ويحملونا، وعندما نكون متساويين كفرسي رهان، يقولون لنا: هل من بجانبنا نبي يتلقى الوحي من السماء؟ متى سنصدق هذا؟ والله لن نؤمن به أبدا ولن نصدقه.
- موقف أهل الكتاب من اليهود
حيث أيد أهل الكتاب من اليهود أهل قريش وقالوا أن الكفر الذي عليه قريش هو الدين الحق، وأن دين الإسلام ليس دين منزل من الله وأنه دين باطل فقال سبحانه وتعالى: “ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً” (النساء).
- التأثير البالغ لقريش على سائر العرب
كانت قريش هي القبيلة التي تسيطر على العرب، وكانوا يخشون أن يفقدوا هذه الزعامة إذا أسلموا. وروى البخاري عن عمرو بن سلمة: (كانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح فيقولون اتركوه وقومه فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما حدثت وقعة أهل الفتح، تسابق الناس إلى الإسلام).
- مبادئ الإسلام تنافي عقائدهم
فعندما بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قريش ودعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وكانت الدعوة تنص على التوحيد، والإيمان، وعدم الشرك بالله، وترك عبادة الأصنام، والفساد الاقتصادي والأخلاقي رفضوا وامتنعوا حينها أن يدخلوا في دين الإسلام لأنه يمنعهم مما كانوا عليه من الكفر والانحراف، وما اعتادت عليه نفوسهم.
- الكبر
كان كفار قريش يقيسون العظمة بكثرة الأموال وكان النبي محمد عليه الصلاة والسلام أعظم الخلق وأفضلهم ولكن ليس بالنسبة لأهل قريش، فكانوا دائما يبررون كفرهم بأن دين الإسلام لو دعا به رجل من القبيلة لآمنوا به واتبعوه، كما ذكر في القرآن الكريم في قول الله تعالى: “وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم.
- الخوف على السيادة والحكم
بعض كفار قريش لم يؤمنوا بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم خوفًا على سحب بساط الحكم والزعامة منهم على سائر العرب حيث أن دين الإسلام كان يدعو إلى الإيمان وعدم الشرك بالله والعدل وعدم ارتكاب المعاصي والزنا والسرقة وغيرها من المبادئ التي ينص عليها دين الإسلام وهذا سوف يؤدي إلى خسارة كفار قريش لسيادتها على العرب.
- الخوف على الشهوات والملذات
يصف دين الإسلام بعض السلوكيات ويحرم الكثير من الأعمال والعادات التي كانت معتادة على أهل قريش، مثل شرب الخمر وغيرها من الملذات الدنيوية، مما يجعلهم يتخلىون عن بعض عاداتهم ومعتقداتهم.
الأعمال السيئة التي قام بها كفار قريش
كان أهل قريش الكفار يقومون بارتكاب عدة أفعال سيئة منها:
- يمكن استبدال الاعتماد على الله بنعمة الإيمان بالله ورسوله والحرم المكي والإسلام.
- أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لتوجيه الناس ودعوتهم للايمان بالدين الحق وتوحيد الله عز وجل وترك عبادة الأصنام ونفيه، ولما جاء به من أجل الدعوة إلى الله.
- أخرجوا أتباعهم من دار الهلاك، وهي “بدر”، وأرسلوهم إلى دار البوار، وهي “جهنم.
- شرب الخمر.
- الكبر.
- الفساد الاقتصادي.
- الإنحلال الأخلاقي.