الطبيعة

ما الذي يحدد السعة التحملية للنظام البيئي

الذي يحدد السعة التحملية للنظام البيئي

العوامل المحددة الحيوية واللاحيوية هي التي تحدد سعة التحملية للنظام البيئي. وتعني سعة التحملية للبيئة قدرة البيئة على التحمل، أو الحد الأقصى للأشخاص الذين يمكن للبيئة أن تتحملهم، وهو ما يعرف باسم سعة التحملية للبيئة.

ما هي السعة التحملية للبيئة

يمكن تعريف القدرة التحملية أو السعة التحملية للبيئة بأنها المتوسط لحجم السكان المختلفة للأنواع المختلفة في موطن محدد، ويجب التذكير بأن حجم سكان الأنواع يتوقف على العوامل البيئية مثل كمية الغذاء المتوفرة والمأوى والماء والاجتماعيات، وإذا لم تتوفر هذه الاحتياجات، فسيتراجع عدد السكان حتى يتم تلبية المورد مرة أخرى

أما في علم البيئة فإن القدرة الاستيعابية يتم قياسها على أنها أقصى حمولة للبيئة، ويجدر ذكر أن السمات المادية التي توحد في البيئة تعمل كعوامل مقيدة كالطعام، الماء والمنافسة وما إلى ذلك، وهكذا من الممكن أن يتم التوقع بأن حد السكان معتمدًا على تلك العوامل.

في الأساس، توافر الغذاء يعتبر أمرا مهما ومتغيرا. يؤثر على حجم مجتمع الكائنات الحية لنوع واحد. يحدث ذلك بطريقة محددة، فإذا لم يتم توفير الطعام في فترة زمنية معينة، ينخفض حجم السكان تدريجيا حتى تصبح الموارد كافية. وعلى العكس من ذلك، عندما يتجاوز العرض الغذائي الطلب، يزداد حجم السكان بسرعة ويتوقف الزيادة عندما ينضب المصدر نتيجة النقص.

قدرة تحمل النظام البيئي

إن عدد السكان ينمو بمعدلات محدودة من خلال توافر موارد الأرض، فمن الممكن أن ينمو عدد السكان بمعدلات سريعة وتتبع منحنى على شكل J، وحينما تتجاوز نسبة معدل المواليد معدل الوفيات للنوع، فإن ذلك يساهم في نمو أسي، ومع هذا سريعًا ما يتغير ذلك الاتجاه مع محدودية الموارد، أي أن معدل النمو يتباطأ.

عندما يتحقق التوازن الثابت، يظهر الكتلة الحيوية في منطقة محددة دون حدوث تغييرات في فترة زمنية محددة. في هذه المرحلة، يبدو أن نسبة الوفيات تتعوض من خلال نسبة المواليد بين السكان، مشيرًا إلى أن معدل المواليد للفرد يساوي معدل الوفيات للفرد.

عندما يكون عدد الوفيات أكثر من عدد المواليد، فإن ذلك يشير إلى تجاوز السعة الاستيعابية، ويسمى هذا الوضع بحالة التجاوز. يمكن أن يحدث هذا عندانتشار الأمراض والطفيليات، وقد يكون عدد السكان أقل من السعة الاستيعابية.

العوامل المؤثرة على السعة الاستيعابية للبيئة

  • الإمدادات الغذائية.
  • إمدادات المياه.
  • مساحة الموائل.
  • التنافس بين أنواع مختلفة وبين أنواع محددة.
  • العوامل الكيميائية.
  • الظروف الفيزيائية (مثل الحرارة الشديدة، الجفاف، وما إلى ذلك).

كيف يغير البشر القدرة على التحمل

يقوم البشر بتشكيل مجموعات فرعية لديها احتياجات متباينة بناء على أنماط الحياة، فعلى سبيل المثال، يتبع بعضهم نظاما غذائيا يتضمن اللحوم، بينما يتبع آخرون نظاما نباتيا تماما، ولذلك، من الممكن أن يختلف الطلب على الموارد الغذائية. ولقد وجد البشر طرقا عديدة لحل المنافسة على الموارد والحد منها، مثل استخدام التكنولوجيا لتحسين استخدام المساحة والموارد الغذائية والمائية.

فمثلًا نجد أن الزراعة وتربية الحيوانات قد ساعدت على التوسع في الإمدادات الغذائية، كما تعلموا زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات من أجل تلبية احتياجات الطعام، وفي النهاية تعلموا كذلك بناء ملاجيء آمنة بعيدة عن الحيوانات المفترسة، ومع هذا فإن البعض من تلك التقنيات الحديثة والأنشطة البشرية تؤدي إلى حدوث أضرار ضخمة لسكان الأنواع الأخرى، ومن الجدير بالذكر أنه قد تم تطهير عدد من الغابات والموائل الأرضية ليتم استغلالها في بناء المنازل والمنشآت.

تم استخدام مبيدات الآفات المخصصة للقضاء على الآفات الزراعية الموجودة في المحاصيل، ولكنها تؤدي إلى تسرب المغذيات من التربة خلال المطر والري، كما تسبب تلوث المسطحات المائية نتيجة التخلص من النفايات بشكل غير سليم.

تحتوي الطبيعة على العديد من العوامل التي يمكن أن تقلل من معدلات النمو السكاني، وبالتالي، يجب على السكان التعامل مع بعض العوامل الأخرى مثل الصرف الصحي، الأمراض، وتفشي الأوبئة والرعاية الطبية، بالإضافة إلى وجود التطور التكنولوجي الذي يساعد على تقليل التنافس على الموارد.

القدرة الاستيعابية للغابات

تمتلك الغابات قدرة استيعابية، ويمكن أن نفترض أن الغابة الواحدة تستطيع أن تسع حوالي 100 شجرة، مما يدل على أن الأشجار يمكنها النمو دون تنافس شديد على ضوء الشمس والمغذيات والمساحة، وهذا يشير أيضا إلى أن البراعم الجديدة قد تجد صعوبة في الازدهار بنفس الطريقة، لأن الأشجار الطويلة والقديمة ستحجب ضوء الشمس عنها، وبالتالي ستواجه صعوبة في الحصول على الضوء اللازم.

القدرة الاستيعابية لكوكب الأرض

السعة الاستيعابية لكوكب الأرض تعني عدد الأشخاص الذين يمكنهم العيش على الأرض بدون تهديد لمستقبل الأرض ومستقبلهم، وبسبب النمو السريع لعدد السكان على كوكب الأرض وعدم القدرة الحالية على تلبية حاجيات السكان الأساسية في العالم، فقد أصبحت القدرة الاستيعابية البشرية للأرض أحد المسائل الهامة.

يمكن للأرض دعم عدد أكبر من الأفراد الذين يعيشون حياة ريفية بسيطة بشكل أكبر من الذين يعيشون في المدن، ويجدر بالذكر أن بعض المعايير تم تطويرها لتقدير القدرة الاستيعابية وحصة كل فرد في الاستهلاك المستدام للموارد الطبيعية، وأحد تلك المعايير هو مقياس البصمة البيئية.

العلاقة بين القدرة الاستيعابية و التنمية المستدامة

إن فكرة القدرة الاستيعابية ترتبط ارتباطًا شديدًا بفكرة التنمية المستدامة، إذ أن كلا الأمرين يشيران إلى الحاجة للحياة على أساس الفائدة بدلاً من رأس المال، فإذا تم قطع الغابات بصورة أسرع من الوقت التي تحتاجه للنمو مرة أخرى، والقيام بتكثيف الزراعة إلى أن تخسر التربة كل خصوبتها، والاستفادة من استهلاك الموارد الغير متجددة كالمعادن والوقود الأحفوري، فمن الممكن ارتفاع مستوى المعيشة أو عدد الأشخاص ممن يعيشون على كوكب الأرض، إلا أننا بتلك الطريقة نؤدي إلى الحد من قدرة الكوكب على دعم الأجيال في المستقبل.

ومن الجدير بالذكر أن نجاح التنمية في الغرب قد حدث جزئيًا من نقص المخزون في الموارد غير المتجددة، وجزئيًا نتيجة استيراد السلع الأولية رخيصة الثمن والتي في الغالب ما تنتج عن الاستغلال الزائد في البلدان النامية، أي أنها تمامًا كازدهار الإمبراطوريات في العصور السابقة عن طريق الاستغلال الاستعماري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى