اسلامياتقصص اسلامية

ما الذي أبكى الرسول

اسباب بكاء النبي

إن البكاء هو صفة طبيعية خلقها الله عز وجل في الإنسان. يبكي الإنسان في أوقات الحزن والألم وفرحة وشعور بالأمان. والبكاء ليس عيبا على الرجل. ففي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو أفضل خلق الله تعالى، كان يبكي كثيرا من خشية الله تعالى وأثناء صلاته يتضرع إلى الله وعند سماعه كلمات الله عز وجل، وكان يبكي في حزنه وخوفه على أمته. وفيما يلي بعض المواقف التي بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم.

مواقف أبكت النبي صلى الله عليه وسلم

هناك العديد من المواقف والأشياء التي أدت إلى دموع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث لمست وجنتيه المباركتين ولحيته. ومن بين هذه المواقف فقد الأحبة والصحابة، وسماع آيات القرآن وغيرها. وفيما يلي، سنتناول بعضًا من الأشياء التي أثرت على الرسول الكريم وأدت إلى دموعه

النبي والأنصار

في هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، قام بتقسيم غنائم غزوة حنين، وكانت هذه الغنائم من هوازن وغيرهم من قوم قريش إلى أهل مكة. وعندما سمع الأنصار عن هذا التقسيم، غضبوا كثيرا، وعندما علم الرسول الله بغضبهم ذهب إلى بيوتهم ودعا من غير الأنصار للخروج من المكان

وقد أخبرهم بعد الشهادتين، ونحمد الله ونثني عليه، أنه أعطى الغنائم لأهل مكة من قوم قريش؛ عسى أن يشهدوا ويدخل الإسلام قلوبهم، وذكرهم بأن الله منحهم الإيمان وحثهم على الكرامة وأطلق عليهم أحسن الأسماء – أنصار الله ورسوله – وأبلغهم أنه كان يتمنى أن يكون واحدا منهم لو لم يكن معهم، وأن يسلك طريقهم بدلا من طريق الناس. ثم تعجب الرسول الكريم من غضبهم على بعض البقر والأغنام ونسيان وجود الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام معه

يفترض الأنصار بقول النبي الكريم، ويقولون له إنه أخرجهم من الظلمات إلى النور،وأخذهم بيده إلى الجنة من النار، وهداهم الله إليها، ويقولون له أن يفعل ما يشاء.

فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : إذا قيل له غير هذا، فإنهم صدقوا. إذا قيل له إنه قدم لهم طعاما، فقد أطعموه وصدقوه. وإذا قيل له إنه تخلى عنهم، فقد نصروه وصدقوه. فقد صدقتم. فبكى الأنصار وقالوا للرسول: إنه رسول الله، وأن الفضل والمنة من عنده. واشتد بكاؤهم، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم. وعند الاطلاع على سيرة النبي، ستجد الكثير عن حب الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

آيات قرآنية ابكت رسول الله صلى الله عليه وسلم

إن من خصائص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه كان لين القلب، محبا لأمته، ويخاف عليهم من عذاب رب العالمين، ومن أفعاله اليومية كان حبه للقراءة والاستماع للقرآن الكريم في مجالسه مع الصحابة، وبعد الصلاة، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي أثرت في رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزولها، ومن هذه الآيات

  • قول الله تعالى : ” وأنذر عشيرتك الأقربين “

فلما نزلت هذه الآية بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جمع أهله ، وقال لهم ؛ أن ينفذوا أنفسهم من النار ، ونادى عليهم بأبنائهم ؛ أن يا بني عبد مناف ، يا بني عبد المطلب ، ويا بني هاشم ، انقذوا أنفسكم من النار ، ثم التفت إلى السيدة فاطمة ، وقال لها يا فاطمة بنت محمد انقذي نفسك من النار.

  • عندما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى عن سيدنا إبراهيم عليه السلام “رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
  • وقول الله تعالى عن سيدنا عيسى عليه السلام : إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن غفرت لهم فإنك أنت العزيز الحكيم

رفع سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يديه وقال: `اللهم أمتي، أمتي` وبكى خوفًا على أمته من عذاب الله تعالى. فأوحى الله جل وعلا له أنه سيسعده في أمته ولا يسوء بهم.

صلاة الكسوف

في يوم من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، انكسفت الشمس، فقام ليصلي. وصلى واطل في الصلاة والركوع والسجود، وأخذ يبكي وينفخ ويناجي ربه، مؤكدا وعده بألا يعذب أمته التي فيها والنبي صلى الله عليه وسلم، ووعده بألا يعذبهم وهم يستغفرونه. فانحلت الشمس بعد أن صلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين، فقام وحمد الله وشكره.

ثم نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن الشمس والقمر من آيات الله العظيمة، وحذرهم من الخوف عند انكسار القمر والشمس، وحثهم على ذكر الله والاستغفار في تلك اللحظات، وأخبرهم أن الله عرض عليه الجنة ورغب في أن يأخذ منها، وأن عرضت عليه النار

فظل ينفخ فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ، فظل يقول لرب العالمين ، أنه وعده أنه لن يعذب أمته وهو فيها ، ولن يعذبهم ما زالوا يستغفرون ، ويرى الرسول الكريم المرأة صاحبة الهجرة في النار ، التي حبستها ، لا اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من حشائش الأرض ، فكلما حاولت الخروج ، قامت القطة بنعشها داخل النار.

رجل القى ابنته في البئر

يُحكى أن رجلاً كان يجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله الرسول لماذا لا يزال همًّا وهو في حضرته، فأجاب الرجل بأنه لديه ذنبٌ في الجاهلية ويخشى ألا يغفره الله له، فطلب النبي الكريم منه أن يخبره عن ذنبه

فقال له الرجل أنه ولدت له ابنة ، في زمن وأكد البنات ، فتشفعت إليه امرأته أن يتركها ولا يقتلها ، فبقي عليها حتى كبرت ، وأصبحت من اجمل النساء ، وجاء الخطاب فلم يحتمل أن يزوجها ويتركها في البيت من غير زوج ، وأخذته الحمية ، وقال لامرأته أنه ذاهب الى قبيلة ما ويريد أخذ ابنته معه ، فزينتها امها والبستها أجمل الثياب ، وأخذت عليه المواثيق الا يؤديها

وفي الطريق وقف أمام بئر ، وعلمت الفتاة أنه يريد أن يلقيها به ، فتوسلت إليه ألا يخون أمانة امها ، وان يدعها ، فرماها في البئر ، وظل يستمع إلى صوت صراخها حتى سكتت وماتت ، فرجع ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه وقال للرجل ، لو أمرت أن أعاقب أحدا بما فعل في الجاهلية لعاقبتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى