ما الحكمة من مشروعية الصيد
تعريف الصيد
الصيد هي الرياضة التي تتضمن البحث عن الحيوانات والطيور البرية ومطاردتها، ثم قتلها. في المملكة المتحدة وأوروبا الغربية، يطلق مصطلح “الصيد” على اصطياد الحيوانات البرية باستخدام كلاب الصيد التي تصطاد بواسطة الرائحة. بينما تشمل رياضة الصيد والرماية صيد الثعالب وقتلها بمساعدة كلاب الصيد في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الأماكن الأخرى .
تاريخ الصيد
كان الصيد ضروريًا بالنسبة للإنسان الأول، حيث لم يكن المأوى يوفر الطعام من اللحوم فحسب، ولكن الصيد كان أيضًا مهمًا في توفير الملابس من الجلود، بالإضافة إلى استخدام العظام والقرون والحوافر كأدوات .
تشير جميع الدلائل الأثرية التي عثر عليها في الماضي إلى أهمية الصيد وبراعة الصيادين في ابتكار طرق صيد متنوعة، وذلك وفقًا لطبيعة التضاريس وحيوانات الصيد وبراعة الصيادين وإبداعهم والمواد التي يستخدمونها في الصيد، بالإضافة إلى التقنيات المتاحة لهم .
بدأ الأسلحة تصبح معقدة وفعال بشكل أكبر من استخدام العصى والحجارة في قتل الطيور، والصيد الصغير إلى الهراوات المصممة بشكل خلص، وعصى الرمي مثل المقابض الإفريقية وترومباش أعالي النيل والكرة الأسترالية إلى الرماح ، التي كانت تتراوح من العصى المدببة البسيطة إلى تلك التي لها عمود أمامي منفصل .
كانت أستراليا موطنًا للأقواس والسهام العالمية بين الصيادين القدماء، وتم إحياء هذا التراث من قبل الصيادين المعاصرين في القرن التاسع عشر، حيث استخدموا أسلحة مثل ماسورة النفخ والمسدس والسهام المسمومة، وهي تعد واحدة من أخطر أسلحة الصيد .
تم تدريب الكلاب على الصيد في وقت مبكر من العصر الحجري الحديث ، وتم تربيتها من أجل المهارات المتخصصة تم تكييف الحصان للصيد في الألفية الثانية قبل الميلاد ، وقد أدى تطور الزراعة إلى جعل الصيد لا يعتبر وسيلة وحيدة للدعم ، ولكن استمر السعي من أجل حماية المحاصيل أو القطعان بالإضافة إلى الغذاء .
للتدريب المستمر للصياد على استخدام الأدوات في التعقب والمطاردة قيمة اجتماعية كبيرة من أجل الحفاظ على نشاط المجموعة وكسب المكانة والحفاظ على التقاليد .
التاريخ القديم للصيد
في مصر القديمة، كان البحث المبكر عن الرياضة شائعًا بين الحكام وأبنائهم الأغنياء الذين كانوا يسعون للترفيه والاستمتاع. كان الصيادون يشكلون طبقة اجتماعية وكانوا يصطادون بمفردهم ويحضرون صيد النبلاء .
كانت هناك صيد في الصحاري المفتوحة على جانبي وادي النيل، وفي بعض الأحيان تم نقل الحيوانات إلى محميات مغلقة لاصطيادها هناك، وتشمل الحيوانات التي تم اصطيادها الغزال والظباء والأيل والثور البري والأغنام البربرية والأرانب البرية .
استخدم الصيادون الشبكة والمشنقة والسهم في الصيد، وكان الأسد يتدرب أحيانًا على الصيد، وبعد ذلك يركب الصيادون على ظهور الخيل أو عربات الصيد .
يشير تصوير الصيد الموجود على جدران معابدهم وقصورهم إلى تحيّز الآشوريين والبابليين للمطاردة، وقد ظهر ذلك بوضوح في مشاهد الصيد التي خلدتها هذه الحضارات، حيث قام آشور بانيبال، ملك الصيد في القرن السابع قبل الميلاد، بتصوير نفسه في نقش بارز وهو يتباهى بقتل الأسد .
أظهرت الأدلة استخدام الصقور في الصيد منذ العصور القديمة، حيث استخدمها الآشوريون قبل 700 قبل الميلاد وكانت مشهورة في الهند والصين منذ فترة مبكرة. وتوجد صورة للملك الساساني كافاد الأول يركض خلف الأغنام البرية .
بدأ الصيد في وقت مبكر بين الإغريق القدماء والفرنجة وغيرهم من الشعوب التيوتونية المهووسة بالصقور والمطاردة، وفي القرون اللاحقة حذرت مجالس المقاطعات كلا من العلمانيين ورجال الدين من إنفاق الكثير من الوقت والمال على كلاب الصيد والصقور .
ما هي الحكمة من مشروعية الصيد
يعتبر الاستماع لله في جوانب الصيد أمرا مشروعا، حيث رزق الله الناس بالماشية لكي يستفيدوا منها في ركوبها وتناولها، وغير ذلك من الاستخدامات التي تلبي رغبات الإنسان. إذا، يجوز استخدام الحيوانات في سبيل استفادة الإنسان .
تتضمن ثقافات الصيد والديانات، وخاصة الديانة الإسلامية، طقوس الصيد حيث يعتبر الصيد ضروريًا للاستفادة من الحيوانات، وذلك كما جاء في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وهناك العديد من الحكم والأسباب التي تبرر مشروعية وإباحة الصيد .
تتضمن تلك الأسباب وجود الصيادين وتجربة الطبيعة كمشارك في عملية الصيد، والشعور بعلاقة حميمة حسية بالمكان، وذلك لتحمل المسؤولية عن طعام المرء والاعتراف بالقرب من الحياة البرية .
الصيد في الإسلام
يختلف المسلمون في هذا الأمر، حيث تشدد الشريعة الإسلامية في طريقة الصيد أو الذبح حتى لا يتألم الحيوان، وتشمل أحكام الذبح الشرعي الشروط التالية:
- يجب أن يكون الجزار مسلمًا، بالغًا، وعاقلًا .
- تُقال عبارة `بسم الله الرحمن الرحيم` قبل الذبح .
- يتم قتل الحيوان بقطع حلقته بحركة واحدة مستمرة إلى الأمام والخلف باستخدام سكين حاد .
- ينبغي قطع الجرح على الأقل ثلاثة أضعاف من قصبة الهواء والمريء والأوعية الدموية على كلا جانبي الحلق .
- يجب عدم قطع الحبل الشوكي .
- يجب التعامل مع الحيوانات بلطف قبل ذبحها .
- لا ينبغي للحيوانات رؤية قتل حيوانات أخرى أمامها .
- ينبغي أن تكون شفرة السكين نظيفة من الشوائب التي قد تسبب تمزق الجرح .
يسمح الإسلام بالصيد لغير الحجاج والمعتمرين، حيث يمكن للإنسان صيد الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية، بالإضافة إلى صيد مختلف أنواع الحيوانات، مثل المواشي والأنعام والظباء والحمير الوحشية، وذلك وفقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم .
شروط الصيد
هناك عدة شروط يجب تلبيتها لصيد الحيوانات البرية، وتشمل الشروط التالية
- يجب أن يكون الصياد شخصًا عاقلًا ومتزنًا، وأن يكون نية الصيد للغرض المقصود منه، ولا يجوز لأشخاص وثنيين أو مجانين ممارسة لعبة الصيد .
- لا يجوز صيد الحيوانات التي يمكن ذبحها بسهولة مثل الشاة والدجاج، بل ينبغي أن تكون الحيوانات المصدرة لصيد الحيوانات من فئة الحيوانات التي لا يمكن ذبحها بسهولة لأنها تميل للهروب من البشر .
- يجب قتل سلاح الصيد بسبب قوته على لحوم الحيوانات مثل السهم أو الرصاصة .
- يجب نطق اسم الله عند تفريغ سلاح الصيد، إذا كانت الحيوانات أو الطيور التي تم صيدها لا تزال على قيد الحياة، فيجب ذبحها على الفور .
- يسمح الإسلام بالصيد فقط للاستخدام الضروري في تناول الطعام .
- يمنع قتل الحيوانات لأغراض الترفيه دون قصد الاستفادة منها أو الأكل .