زد معلوماتكمعلومات

ما الاضرار التي تنتج عن تتبع شؤون الناس الخاصه

أسباب عدم التدخل في شؤون الآخرين

حث ديننا الإسلام على عدم التدخل في شؤون الآخرين، ومنعنا سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – من ذلك، حيث قال: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”، لأن السلوك الحسن يتضمن تجنب التدخل في حياة الآخرين، وذلك لأن التدخل في حياتهم يمكن أن يؤدي إلى العديد من الأضرار على المستوى الفردي والاجتماعي، مثل نشر أسرار حياتهم الخاصة وانتهاك حقوقهم في الخصوصية، ولهذا السبب نهى الإسلام عن هذا السلوك السيئ 

يمكن أن يؤدي كشف الأسرار وتتبع الأخبار غير المحمودة إلى إثارة الفتن بين الناس، وهذا يمكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى ارتكاب الجرائم ونشوب الصراعات وجرائم القتل، ويمكن أن يؤدي أيضا إلى تدمير الحياة الأسرية وتعريض حياة الأطفال والأفراد للخطر وإنهاء العلاقات بين الكثير من الأشخاص، وخاصة بين أفراد الأسرة الواحدة

يتسبب المتطفلون في إيذاء الكثير من الأشخاص عن طريق انتهاك خصوصيتهم والتجسس عليهم، وبسبب ذلك يحدث تفرق وانقطاع في العلاقات الأسرية، ويمكن أن تصل الأمور إلى حد الجرائم. ويعاني المتطفلون من شعور الغيرة والنقص، ويريدون سد هذا النقص بأي شكل ممكن عن طريق التركيز على أخطاء وعيوب الآخرين ونشرها لتقليل قدرهم واستهزاء بهم

في بعض الأحيان، يدفع الشعور بالفراغ الذي يعاني منه بعض الأشخاص بالانشغال بحياة الآخرين ومتابعتهم، ومحاولة معرفة كل خطواتهم وحركاتهم والكشف عن أسرارهم للجميع دون خوف أو حياء.    

كيفية التخلص من عادة التطفل على الآخرين

يجب على كل إنسان أن يعرف حدود وخصوصية الآخرين وعليه أن يتجنب بشكل كامل التدخل في حياة الناس والمقربين دون أن يطلب منه ذلك، حتى لا يصبح فضوليا، ويجب أن يتدخل فقط إذا لزم الأمر وبحدود، دون السعي لمعرفة تفاصيل حياة الآخرين، وعليه أن يدرك إذا كان قد تجاوز الحدود ويتراجع في الوقت المناسب ويعتذر عن أفعاله 

كما يجب ألاً يخوض في معرفة أسرار الآخرين ولا حاول التدخل في الأسئلة التي تقال أمامه عن الآخرين أو محاولة معرفة الإجابة أو إبداء أي نوع من الاهتمام للتعرف على الأسباب، كما يجب احترام خصوصية الآخرين إذا طُلب منك ذلك دون الشعور بأي نوع من الأحراج لأنّ التطفل من الأمر التي حرمها الله على عباده المسلمين، لذلك على كل شخص أنّ يعي جيدًا كيفية التعامل مع الآخرين وأنّ يحافظ على خصوصياتهم، و للتعرف على هذه الأمور لتجنبها سوف نوضح مجموعة من الإرشادات والنصائح في النقاط التالية: 

  • يجب أنّ يُعرف الإنسان جيدًا متى يتراجع عن التدخل في ما لا يعنيه، فيجب أنّ يُعرف الإنسان عندما تعرض أمامه أحد المشاكل ما إذا كانت هذه المشكلة تتعلق به أمّا لا، فإذا لم يٌطلب منك التدخل في حلها فيجب عليك عدم إبداء رأيك وأنّ يكون كل اهتمامك على ما يُعنيك، لأنّ جميع الأمور التي ليس لها علاقة بك أو تمس شخصيتك لا يحق لأحد أنّ يتدخل فيها. 
  • لتحديد حد تدخل الإنسان في حل أي مشكلة يواجهها، يقوم برسم دائرة ويضع في الوسط الأشخاص الذين يتعلق الأمر بهم، ثم يرسم دوائر فرعية حول الأشخاص الذين تؤثر المشكلة عليهم ويحدد موقعها من الوسط، ليحدد بذلك الحجم الذي يجب على الشخص المعني التدخل به لحل المشكلة 
  • احترام الحدود: من أهم الأمور التي تحدد علاقة الأشخاص ب بعضهم هو احترام خصوصية الآخرين، ويجب التعامل مع جميع الناس على أنّ لكلً منهم خصوصيته التي لا يحق لأحد اقتحامها دون أنّ يطلب منه التدخل للأخذ بريئه، لذا لا بدّ من الحرص على عدم تجاوز العلاقات بين الأشخاص، كما يجب أنّ نتقلب آراء الآخرين دون محاولة فرض أراءنا عليهم ويجب العلم جيدًا أنّ لكل إنسان معتقداته الخاصة التي يجب احترامها وتقديرها. 
  • الانتباه لغة الجسد: يجب فهم تعبير الآخرين عن رغبتهم في عدم التدخل في حياتهم، سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو من خلال لغة الجسد. وإذا لم يولوا اهتماما أو انتباها خلال الحديث، فإن ذلك يعني أنهم لا يرغبون في إخبارك بأمرهم. لذا، ينبغي عليك تجنب هذا الموقف لعدم إزعاج الآخرين، ومع ذلك التدخل في الوقت المناسب إذا طلبوا ذلك 
  • يجب التأكد من أن لكل شخص الحرية في ممارسة حياته بالطريقة التي يرغبها دون أن يؤذي أحد بذلك، فإذا كنت في أحد المناسبات فاحرص على ألا تقدم النصيحة إذا لم يطلب منك ذلك، كما يجب التماس الأعذار للأشخاص وعدم بناء أي رأي عن أي شخص بناء على أي موقف أو افتراضات في عقلك، كما يجب عليك دعم الآخرين في قراراتهم إذا طلب منك ذلك.  
  • يجب تجنب الثرثرة، ويجب على الإنسان عدم إضاعة وقته في الحديث عن أمور غير ذات صلة بحياته الشخصية، أو الانخراط في محادثات جانبية بلا فائدة. إذا كنت في أحد الأجتماعات التي تمتلئ بالنميمة والغيبة، فيجب أن تنسحب على الفور من هذا المكان. وإذا دخلت في الحديث، يجب عليك تغيير موضوع النقاش إلى موضوع عام مفيد وأخذ آراء الآخرين فيه. 

كيف تعرف أنك فضوليًا

توجد بعض الخطوات التي يمكن لأي شخص من خلالها معرفة ما إذا كانت الطريقة التي يتعامل بها مع الآخرين صحيحة أم لا، أو هل تتدخل في شؤونهم الخاصة، ويمكن معرفة ذلك من خلال التدريب التالي: 

اكتب رقم 8109 على ورقة وارسم دائرة، ثم ضع أي شخص تعرفه في وسط هذه الدائرة. بدءا من المركز، ارسم دوائر قريبة من المركز للأشخاص المقربين من هذا الصديق، ومن ثم اكتب دوائر للأشخاص الأقرب له من الدرجة الثانية، وبعدها ارسم دوائرا للأشخاص الأبعد قليلا عنه، واستمر في رسم الدوائر حتى تصل إلى درجة قربك من هذا الشخص. ستحدد ذلك المدى الذي يمكنك من خلاله التدخل في شؤون هذا الشخص ومدى أهمية رأيك بالنسبة له، ومتى يمكنك المساعدة ومتى لا يمكنك ذلك 

يجب عليك أن تحترم آراء الآخرين وتأخذها بجدية واهتمام، وأن لا تستهزئ بها، ويجب أيضا احترام معتقدات وأفكار الآخرين ومناقشتها بطريقة جادة دون التقليل من قيمتها، ويجب أن تكون على دراية برغبة الشخص فيما إذا كان يرغب في تدخلك في مشاكله أو صداقته، وأن تحترم ذلك دون قطع العلاقات، وتحترم رغبة الآخرين في عدم التدخل في خصوصياتهم من وجهة نظرهم الخاصة، وهناك العديد من الأمور التي يعرفها الجميع وهي بديهيات في الخصوصية ويجب على أي شخص ألا يتجاوزها بأي شكل من الأشكال أو تحت أي مسمى أو أي علاقة قرابة تربطه بهذا الشخص. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى