اسلاميات

ما الاثار المترتبة على كفر النعم

معنى كفر النعم

الإنكار والجحود بنعم الله عز وجل هما الكفر بها، وهبة الله النعم للأفراد، ومن الكفر بهذه النعم عدم شكرها، وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (من أعطي عطاء ولم يجز به فليجز به، ومن لم يقدر فليثن به، وإن لم يفعل فقد كفر النعمة)، وهذا يعني أنه من الكفر ألا يشكر الله تعالى على النعم التي وهبها.

من شاكر الله تعالى وعلى نعمه يجب أن يكون الإنسان شاكرا في قلبه ولسانه وجوارحه، ويجب عدم صرف نعمة بالحرام وما لا يرضي الله عز وجل، وقد قال القرطبي في التفسير: `سئل بعض الصالحين عن شكر الله، فقال: لا تتقوى بنعمة المعاصي.` وأما عقاب عدم شكر الله على تلك النعم فهو بزوالها عن الشخص الذي لا يشكر الله عليها، ومن الواجب على الإنسان الإقرار بالنعمة التي أنعمها الله علينا ومعرفة درجات الشكر التي يجب عليه الالتزام بها كمسلم.

من الآثار المترتبة على كفر النعم

يترتب على الكفر العديد من الآثار السلبية، وهو يعتبر نوعا من أنواع كفر النعم، حيث يؤدي إلى العديد من الآثار المختلفة

  • زوال النعمة: عندما يجحد العبد نعمة الله ويكفر بها، فإنه سيتعرض للعقاب في الدنيا والآخرة، حيث تزول نعم الله عنه في الدنيا بسبب كفره وعدم تقديره لهذه النعم.
  • المباغتة بالعذاب: “فقد عد الله تعالى العذاب في الآخرة لمن كفر وجحد بنعم الله، فسوف يتعرض للعذاب بسبب كفره.
  • حلول غضب الله: إن الله عادل في الثواب والعقاب، إذ أعد جهنم لكل من كفر بنعمته وقدرته، وسينزل عليهم غضبه عز وجل.
  • الابتلاء بالجوع: يعتبر الجوع ابتلاءً من الله على الناس، وذلك لتذكيرهم بنعمته ورحمته، ولعله يدفع الناس للاستغفار والتوبة والتذكير بأهمية شكر الله على نعمه.
  • الابتلاء بالخوف: يعاقب الله الإنسان الجاحد بنعمه بالخوف الذي يمكن أن يؤثر على حياته ويقلبها رأسًا على عقب.
  • نقص الثمرات: إن الله تعالى يختبر الشخص الكافر بالمحن التي يكون من الصعب عليه تجاوزها، ليذكره الله بوجوب اتباع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. ويعلم الله من يتبع الرسول ومن ينقلب عليه ويعاقبه. كما يختبر الله المؤمنين أيضا، فقد امتحنهم بتغيير قبلتهم من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة. وقد وعدهم الله بذلك في آية أخرى حينما يخاطب الكافرين: `أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب
    قلة البركة: يعتبر قلة الإيمان بالله تعالى من أهم أسباب قلة البركة، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز `ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض`.
    البركة تأتي من الله تعالى بتقوى الله، وكما أنها تنزل من السماء بالغيث، فإنها تخرج من الأرض لتنبت من الخيرات التي يستفيد منها الناس، وعندما يحدث قلة الشكر، تختفي هذه البركة ويتعرض المتجاهلون لقطع الرزق.
  • الغفلة عن الدعاء : ومن أسباب انخفاض الرزق أيضا عدم التركيز على دعاء الله تعالى لطلب الرزق، ليبارك الله تعالى للشخص ويرزقه.
    وقد جاء كتاب السنن لأبي داود بأن النبي الكريم دخل مسجدا في يوم من الأيام ووجد أبا أمامة جالسا لوحده وهو حزين ومهموم، فسأله عن سبب جلوسه في المسجد خارج أوقات الصلاة، فقال له يا رسول الله: هم أصابني ودين أثقل كاهلي، فقال له النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات إذا قلتها يذهب الله همك ويقضي دينك؟ فقال: بلى يا رسول الله، قال: قل: إذا أصبحت وإذا أمسيت؛ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، ومن الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، فقال أبو أمامة: قلتها فزال همي.
  • العقوق وقطيعة الرحم: ومن أسباب قلة الرزق وضيق العيش وقلة البركة هو عدم بر الوالدين وقطع الرحم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: `من أراد أن يزيد في رزقه وينسأ في أثره، فليصل رحمه`. هذا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم، فبر الوالدين وصلة الرحم من أهم أسباب البركة في أموالنا وأعمارنا وأولادنا.
  • الإمساك عن الصدقات: وبالنسبة لامتناع الإنسان عن الصدقة والإنفاق في سبيل الله، فالحكمة في ذلك هي أن من يتصدق وينفق في سبيل أرضاء الله ويساعد شخصًا ما وينقذه من الضيق، فإن الله سيسهل أمره ويخفف همه ويفك كربه، وسيعينه كما ساعد غيره. وقد قال الرسول الكريم: “يا أسماء، أنفقي تنفق الله عليكِ”، وذلك يعني أن الله سيجعل لمن يتصدق معونة عاجلة عند الحاجة .
  • أما بالنسبة الكسل وترك العمل: يشجعنا الدين على العمل ويحذرنا من الكسل، لأن الكسل يمكن أن يؤدي إلى الفقر ونقص الرزق.
  • التوكل الصادق على الله: التوكل على الله في العمل والبحث عن الرزق الحلال هو ضرورة. حتى الطيور تخرج بفطرتها الإلهية لتبحث عن رزقها وتعود لتطعم فراخها الجائعة. قال رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: `لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا`. هذا الحديث نقله أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم، وقال الترمذي: حسن صحيح.

أسباب دفع عقوبات شكر النعم

أما بالنسبة للأسباب التي يتم فيها رفع العقوبة عن العبد بكفره بالنعم، فهي شكره لنعم الله عليه، وتشمل الأسباب التالية:

  • يجب على العبد أن يشكر الله دائمًا على نعمه، لكي تبقى هذه النعم وتثبت عليه.
  • يجب على كل عبد من عباد الله الصالحين شكره على نعمه أثناء أدائه لعبادته الدينية كافة من أهمها أثناء صلاة لأنها من أكثر العبادات التي يكون العبد قريب من الله تعالى فمن أسمائه” الشكور” ومعناه أن الله يزيد ويكثر من الثواب على العمل الصالح الذي يقوم به العبد الشكور ولو كان قليلا وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الإنسان:”إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا”
  • كما يجب على العبد أن يشكر الله سواءً كان ذلك في العلن أو السر.
  • كما وصانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بشكر الله جل جلاله على نعمه بعد أداء كل فريضة من الصلوات، وكما تعود دائمًا على قوله: `اللهم اساعدني على ذكرك وشكرك وعبادتك الحسنة`، وفقًا لمسند الإمام أحمد.

حقيقة شكر النعم

أما بالنسبة لحقيقة شكر النعم هو إظهار النعم وتبياها والإقرار بنععنه سبحانه وتعالى والخضوع لجلاله والاستسلام لوجهه وحده لانه هو الوحيد الذي يستحق العبادة وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ” فهذا يعني أنه يجب على العبد شكر الله تعالى ليس بلسانه فقط ،ولكن يجب عليه شكره بقلبه ولسانه معا ، ففي جوارحه عناصر أساسية الشكر وفي عمله أيضاً وقد قال تعالى: “اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ”، ومن هنا يبان للمسلم أهمية الشكر.
وقد سؤل أحد من علماء الدين الصالحين عن فوائد شكر الله تعالى فأجاب قائلا: “أيها المسلمين هي اعتراف المسلم أو المسلمة بالنعم المنعم عليه وألا يصرفها في غير الطاعة” واما بالنسبة للعبد الآن يقف موقين أمام لعن الي انعمها الله عليه أما عبد شكور أو عبدا كافر وجاحد بنعم الله جل وعلا، أما من كفر فقد وجد عند الله عذاباً شديداً، وقد أرشدنا القرآن الكريم وروى لنا قصصاً عن شكر الله تعالى على النعم ما قل منها وما كثر ما يجنيه العبد الشكور، وكما أن القرٱن الكريم روى لنا عن العبد الكافر ب حفظ النعمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى