ما الأفضل في العقيقة ؟ .. أن توزع .. أم تكون وليمة
هل الأفضل في العقيقة أن توزع أم تكون وليمة
لكل مناسبة في الإسلام شعائرها وواجباتها المناسبة، وإن لم يكن فيها واجب، فإنه يوجد فيها استحباب ومندوب، مثل ذلك في الزواج والإنجاب وغيرها، ومن المناسبات الهامة في حياة الناس ومولد الطفل الجديد، وعند ذلك يحرص الأهل على إقامة عقيقة حسب ما شرع في الإسلام
تختلف الآراء بشأن ما هو الأفضل في حفل العقيقة، هل توزع الأضاحي على الأهل والفقراء والأقارب والجيران أم يتم إعداد وليمة كبيرة؟ ولكن العلماء أجمعوا على أن أمر العقيقة واسع ومفتوح ولا يقتصر فقط على أحد الخيارين، بحيث يمكن توزيع الأضاحي بين الجميع
يمكن أن يتم ذبح العقيقة وجمع الجميع في وليمة تجمع الأهل والجيران والأقارب والفقراء، أو يمكن جمع العقيقة بين الأبوين وذبحها وتوزيع جزء منها، ويمكن للآخرين الانضمام إلى الاحتفال وتناول اللحم المقدم.
لكن ما هي العقيقة؟ العقيقة هي الحيوان أو الشاة التي يذبحها الناس عند ولادة المولود، وكانت العرب تتبع هذه العادة قبل الإسلام، وهذا ما يؤكده الماوردي -رحمه الله– في قوله: “فأما العقيقة فهي شاة تذبح عند الولادة كانت العرب عليها قبل الإسلا
يختلف رأي العلماء فيما يتعلق بالعقيقة، إذ يرى بعضهم أنها واجبة، ويعتبرونها مستحبة أو سنة مؤكدة. ومن الراجح أن العقيقة تعتبر من السنن المؤكدة، حيث ينبغي عدم تركها للراغبين فيها، ولكن لا يأثم الشخص الذي يتركها.
والدليل عند العلماء في ذلك هو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من ولد له ولدا ويرغب في أن يضحي عنه، فليضح. فيما يتعلق بالصبي، يكون الأجر مثل ضحيتين شاتان متساويتان، وبالنسبة للجارية، يكون الأجر شاة. قد ربط النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا أحب الشخص فاعل العقيقة، فهذا يدل على أنها تعد من الأشياء المستحبة وليست ضرورية، وهي شرط لإتمام عقيقة الطفل، وتعد من الشروط الواجبة في ضحية الأضحية
أما عن رأي علماء اللجنة الدائمة، فإنهم يؤكدون أن فعل العقيقة سنة مؤكدة، وعندما يتعلق الأمر بالغلام فيجزئ شاتان تجزئة الأضحية، وعند الجارية تكفي شاة واحدة، ويتم ذبحها في اليوم السابع، وإذا تأخر ذبحها عن السابع فإنه يجوز ذبحها في أي وقت، ولا يأثم في تأخيرها، ويفضل تقديمها قدر الإمكان. ولكن العلماء يختلفون في وجوب فعل العقيقة على الفقراء، وكذلك بالنسبة لأصحاب الديون.
وللعقيقة بعض الاستثناءات في حكمها بينها العلماء، حيث قالوا على سبيل المثال أن من يقدم نذر بعمل عقيقة عن ولده، فقد أوجب بنفسه على نفسه تنفيذ النذر، والقيام بعمل عقيقة، واستند العلماء في ذلك الأمر بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ).
وفي هذا الأمر أيضا يوجد تفصيل آخر وهو ربط العقيقة بميعاد محدد أو عدم ربطه، فإذا كان الأمر ليس نذرا فيتم السؤال عن موعد العقيقة بشكل عام، وأما إذا كان الأمر نذرا وحدد الميعاد فيجب تنفيذ النذر في موعده وإلا فسيكون عليه كفارة يمين
إذا كان النذر غير محدد الميعاد، فيمكن الوفاء به في أي وقت وتصبح دينا على من فعل النذر لإنجازه في أقرب فرصة يستطيعها
هل يجوز الادخار من لحم العقيقة
في بعض الأحيان، يتبقى بعض اللحم من عقيقة المولود عند أهله، سواء بعد توزيعها أو لأجل الاحتفاظ بها. فهل يجوز الاحتفاظ بلحم العقيقة؟ يرى الجمهور وأيضا أصحاب المذهب المالكي والشافعي والحنبلي أنه يجوز الاحتفاظ بها، استنادا إلى ما يحدث في حكم الأضحية.
فيما يتعلق ببيع العقيقة، يختلف الأمر هنا عن تخزينها أو الاحتفاظ بها واستخدامها من قبل أفراد الأسرة في وقت لاحق. فقد اعتبر جمهور العلماء والمالكية والشافعية والحنابلة أنه لا يجوز لهم ذلك. وقد قال علي رضي الله عنه: `أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحتفظ بها وأتصدق بلحمها وجلودها وأجلاتها، وألا أعطي الجزار منها، فإننا نعطيه من أموالنا.
ومن المعروف أن أول ما عهده المسلمون في الذبح والأضحية، والعقيقة وكل دم يسيل لله، عن الولد فلما بلغ معه ٱلسعى قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى؟ قال يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين * فلما أسلما وتلهى للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا، إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين [الصافات 101 – 106.
هل يجوز تقسيم العقيقة على مرتين
قد يضطر الشخص إلى تقسيم العقيقة إلى مرتين بدلا من تقديمها كلها في مرة واحدة لأسباب متعددة، حيث أن العقيقة للولد عادة ما تتألف من شاتين، وقد يمتلك الشخص في ذلك الوقت شاة واحدة فقط، أو قد يكون لديه شاتان ويريد عق الولدان في نفس الوقت، فهل يمكن تقسيم العقيقة إلى مرتين في هذه الحالة
في ذلك جاء رأي العلماء أنه يجوز، حتى تبرأ الذمة كاملة بدلا من أن تبقى مشغولة، بالعقيقة، أن يقوم بالذبح على مرتين، حين يتيسر له ذلك، فإذا تيسر للشخص بعد هذا الأمر، وأراد أن يذبح شاة أخرى بالإضافة إلى التي ذبحها، يجوز له أن يفعل ذلك لعل الله ينفعه بها، كما قال العلماء، وأن يستكمل ما بدأه من أمر العقيقة.
أكد العلماء أنه يجوز ذبح الحيوانات في أيام متفرقة، حتى لو تم ذبح واحدة في يوم والثانية في اليوم التالي أو في يوم آخر.
هل يجوز عدم توزيع العقيقة
قد يقوم بعض الناس بذبح ذبيحة أو تعقيق عن ولدهم، وقد لا يعرفون بعض أحكام الذبيحة والعقيقة، بما في ذلك ما يتعلق بعدم توزيع العقيقة والاحتفاظ بها. وفي هذا الصدد، هناك أقوال للعلماء التي يمكن توضيحها على النحو التالي:
يروي بعض العلماء أن العقيقة تُعَدُّ مثل الأضحية، وتأخذ نفس أحكامها ومصارفها، ولذلك يُستحب للمسلم تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء، حيث يحتفظ بثلثها لبيته، ويقدم ثلثها للأصدقاء، ويتبرع بالثلث الأخير للفقراء.
يختلف حكم العقيقة عن حكم الأضحية، وليست مثلها، ويحق لصاحب العقيقة أن يفعل بها ما يريد، وهذا رأي بعض العلماء.
ويرى ابن سيرين، والإمام أحمد بن حنبل أن لحم الأضحية يحل لصاحبه أن يصنع به ما يريد فإن أحب أكله هو وأهل بيته و إن أراد تصدق به كله أو إذا شاء أكل بعضه وتصدق بالبعض الآخر “” قال الإمام أحمد: نحن نذهب إلى حديث عبد الله: “يأكل هو الثلث، ويطعم من أراد الثلث، ويتصدق على المساكين بالثلث””.
قال ابن قدامة: لدينا تقرير عن ابن عباس حول وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لطريقة ذبح الأضحية. قال: `يطعم ثلث أسرته، ويطعم ثلث الفقراء في جواره، ويتصدق بثلثه على السائل`. ورواه الحافظ أبو موسى الأصفهاني.