ما أهمية دعوة غير المسلمين
أهمية دعوة غير المسلمين
من واجب هذه الأمة نقل دعوة الله لأهل الأرض كلها، ويجب عليها إرسال رسل إلى كل دولة لدعوتهم إلى دين الله وشرح الدين الإسلامي لهم. فلا شك أن أهل البلاد من العلماء والولاة والناس، كل حسب قدرته، لن يعذروا أمام الله إذا أهملوا دعوتهم. والهدف من دعوة غير المسلمين إلى الإسلام هو أن الدعوة إلى الله مطلوبة من هذه الأمة، وتعود أهمية هذه الدعوة إلى:
الإنقاذ من النار
يتمثل الهدف الأسمى لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام في إدخالهم في الدين وحفظهم من الخلود في نار جهنم، وقد بين الله تعالى أن هدف الدعوة يتلخص في شيئين: تنفيذًا لأمر الله بالدعوة إلى دينه، والرغبة في هداية غير المسلمين.
إقامة الحجة
فإن الدعوة إلى الإسلام تعد دليلاً على أن الدين وصل غير المسلم، وبهذا يصبح هناك حجة عليهم أمام الله.
إزالة الشبهات عن الإسلام والمسلمين
منذ ظهور الدين وحتى الآن، لا يزال أعداء الله وأعداء هذا الدين يحاولون تشويه صورته بكل الوسائل الممكنة، وبكل حيلة يستطيعون استخدامها، وفي العصر الحديث، تغيرت وسائل الخداع والتشويه والسب كثيرًا، وتركز كلها على الصد عن دين الله ومحاولة تشويه دين الإسلام في عقول الناس.
فإذا دعي غير المسلمين إلى الإسلام وظهرت لهم حقيقته وتعرفوا على منهج الإسلام في معاملة غير المسلمين، فإما أن يدخلوا إلى دين الله، أو تتضح الصورة الحقيقية للإسلام في أذهانهم، وربما يهتدي أحدهم ولو بعد فترة، وربما يصبح محايدا لا يعارض الدين ولا يؤيده.
درء خطرهم
من أهمية دعوة غير المسلميت أنها تعيق مخاطرها العقائدية والسلوكية والأمنية، وأشدها خطورة العقائدية، لأنهم إذا لم يدعوا إلى الإسلام، فيمكنهم دعوة المسلمين لدياناتهم، هذا بالإضافة إلى الخطر السلوكي، حيث يمارس معظمهم الفاحشة دون أي تردد، وربما تمكنوا من جذب بعض شباب المسلمين إلى ذلك، خاصةً إذا سهلّوا عليهم ممارسة هذه الفواحش.
وبالنسبة لمخاطرهم الأمنية، فقد يرتكب بعضهم جرائم لم تشهدها الدول من قبل، وقد يكون بعضهم منتميًا إلى جهات أو تنظيمات سرية تخريبية، ومن يتم القبض عليهم يساعد السلطات والأجهزة الأمنية في القبض على الكثير من المجرمين.
خطوة لنشر الإسلام
إن دخول العديد من الأشخاص إلى الإسلام هو أحد الطرق التي ينتشر بها الإسلام في العالم، حيث يقوم هؤلاء الأشخاص بنقل هذا الدين إلى أسرهم وأقاربهم وأصدقائهم.
الدفاع عن الأقليات المسلمة
ذلك لأنه إذا أسلموا، سيصبحون إخوة لأبناء الأقليات المسلمة في بلدان أخرى غير بلادهم الأصلية، وإذا لم يعتنقوا الإسلام، فإنهم قد يظلون محايدين أو يتوقفون عن إيذاء المسلمين هناك، بالإضافة إلى نشر التعاليم الصحيحة للدين بين المسلمين الجدد وما يجب على المسلم فعله تجاه غير المسلمين، حيث قد يقوم بعض المسلمين الذين لديهم انحرافات في العقيدة بدعوتهم إلى الإسلام، وسوف تنتقل هذه الانحرافات إلى المسلمين الجدد.
أسلوب دعوة غير المسلمين
من الضروري أن يكون المبلغون على دراية بطرق دعوة غير المسلمين لتغيير قلوبهم وتوجيه أذهانهم نحو الدين الحق، مع مراعاة كيفية التعامل مع غير المسلمين. وبالتالي، يجب اتباع الأساليب المناسبة لكل شخص يتم دعوته لتحقيق الأهداف المرجوة. ومن بين الأساليب الأكثر فعالية
أسلوب التدريج
التدرج في تقديم الشريعة الإسلامية، بدء من الأساسيات والقواعد العامة، ثم ما بعدها، وهكذا في كافة ما يريد المدعوون معرفته، وهذا أسلوب حكيم سار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم خلال دعوته، فعندما أرسل معاذ رضي الله عنه، إلى اليمن، أخبره عن حالة المدعوين الذين سيدعوهم، وأنهم من أهل الكتاب، ووجهه بتقديم الدعوة لهم تدريجياً، لأنه إذا طلب منهم كافة الأمور في المرة الأولى فلن يصدقوا.
ونظرًا للمكانة الخاصة لأهل الكتاب بين بقية المدعوين، يجب على الداعية أن يتدرج معهم في توضيح تعاليمالدين الإسلامي، لأن حال المدعو غير المسلم اليوم يتطلب ذلك وهدف الداعية هو نقلهم من الباطل إلى الدين الحق.
أسلوب الوعظ
والمعنى اللغوي للوعظ هو النصيحة، والتذكير بالنتائج، وفي المصطلح هو النصيحة والتذكير المرتبط بالترهيب واللين، وتقديم النصيحة بطريقة حسنة مهمة جدا في الدعوة، فيجب أن يحتوي خطاب الداعي وحديثه على النصيحة الحسنة التي يرغب المستمع فيها، وهي الحجج الافتراضية المقنعة ويكون لها تأثير بالغ في القلوب والنفوس.
الوعظ هو أحد الطرق الفعالة للتأثير على المسلمين وغير المسلمين، ويعتمد الداعية عادةً عليه في نقل رسالته إلى غير المسلمين، وللدعوة إلى الله تعالى بالوعظ طريقتان: التشجيع والتخويف.
- التشجيع هو ما يحث الشخص على الاستماع والتفهم والالتزام بالحق، والأصل في ذلك هو طلب رضا الله ومغفرته، حيث يحصل الداعية لغير المسلمين على أجر عظيم عندما يعرض لهم ما أعد الله لمن آمن واتبع طريق الهدى.
- يتم الترهيب من خلال إرهاب العبد بالمعاصي والذنوب، لأنها تسبب غضب الله تعالى، ويجب أن يعلم العبد أن الله تعالى غفور رحيم، وأن عذابه قاسٍ لمن يعصيه.
أسلوب الحوار والنقاش
الحوار والنقاش من الأساليب الشائعة التي تستخدم في توضيح تعاليم الدين الإسلامي وإقناع المدعوين، وإزالة الشبهات وتأكيد الحجج والبراهين على صحة الدعوة، وبطلان ما هو دون غيرها، والحجج تكون عند الحاجة فقط، كوجود الخصم بشبهة، وقمع من يدعو إلى الباطل، وبخلاف الحكمة والنصيحة، فإن شرعيتها قائمة.
الجدل الحسن هو النقاش الذي يهدف إلى الوصول إلى الحقيقة بالطريقة الصحيحة، وإذا لم يؤثر النقاش على المدعو ولم يحرجه في الخطأ فقد يكون لديه شكوك واستفسارات يحتاج إلى توضيح، ويتضمن النقاش قواعد وأخلاقيات يجب على المتحاورين احترامها ومراعاتها
- يجب أن يكون الموضوع الذي يتم مناقشته قابلًا للجدل والنقاش، ولا يجوز المجادلة في أسماء الله تعالى وصفاته وروحه، ولا يجوز المجادلة بآيات الله ومعارضتها بعضها لبعض.
- لا يمكن تقديم النصوص استناداً على العقل أو الافتراضات.
- من الضروري أن يكون موضوع النقاش مفهومًا ومحددًا ويتميز بالحجج، حتى لا يحدث جدل حول شيء غير واضحأو معقد.
- الهدف الأساسي من الجدال والنقاش هو إظهار الحق وتفنيد الباطل، ويجب أن يتحلى المشارك بأخلاق إسلامية رفيعة أثناء المناقشة، بما في ذلك استخدام الكلمة بأدب واحترام الآخرين، وعدم تحدي المدعوين أو إلقاء اللوم عليهم أو سخرية منهم، وعدم انتقاد أتباع الديانات والمعتقدات في البداية، فإن النقاش مشروط بأن يكون بطريقة حسنة.
- معرفة الداعي بظروف المدعوين تتطلب منه احترام منازلهم، وهذه من الأمور المهمة التي يجب على الداعي مراعاتها والاهتمام بها والتأكد من تطبيقها و تنفيذها مع المدعوين، ومعاملتهم حسب منازلهم، ومخاطبتهم على قدر عقولهم وفهمهم، لتأليف قلوبهم، وجذب أرواحهم إلى الإسلام، وهذا التقدير والاحترام لمكانة المدعو، سيدفعه إلى التفكير في هذا الدين الذي يعطي الشخص قيمته ويرفع من مكانته.
عند دعوة غير المسلمين، يجب الإشارة إلى ضرورة عدم التعارض مع دينهم في أي شيء، حتى لا يفقد الداعية القدرة على الوصول إليهم وإقناعهم، ويجب تكرار الدعوة إليهمفي المواقف والطرق الأخرى، وكذلك لكي لا يخالفوا الله بغير علم.