ادب

مايلا السمراء و أنايا الشقراء: قصة توأم نادر جدا

ما يلا و أنايا …. هما أختان تجسدان توأما نادر جدا، حيث تصل نسبته إلى واحد في المليون تقريبا، تلفت الشقيقتان الأنظار إليهما أينما تواجدتا، ليس بسبب ابتسامتهما الرائعة فقط لكن بسبب بشرة مايلا السمراء و عيونها البنية و بشرة انايا الفاتحة و عيونها الزرقاء. و رغم أنهما ولدتا بفارق زمني بسيط لا يتعدى الدقيقتين إلى أن أنايا جاءت شبيهة بوالدتها بيضاء البشرة “هانا ياكر” فيما ورثت مايلا البشرة السمراء من والدها الأسمر العرق “كايل أرمسترونغ” وفق ما نشرت صحيفة الديلي ميل البريطانية.

تقول والدة التوأمين اللتين تبلغان من العمر 20 عاما إن الناس في الشارع دائما ينظرون إلى الفتاتين بنظرة استغراب بسبب شكلهما المتناقض، ولا يصدقون أنهما توأمين أو حتى أختين في الأصل، وتضيف أنها تقضي أحيانا وقتا طويلا في شرح الحالة لبعض الفضوليين للتأكد من أن الفتاتين هما شقيقتان توأم وأنها أمهما. وتقول في هذا السياق لأنها بيضاء وزوجها مختلط العرق، كانا كثيرا ما يكونان موضوعا للمزاح بين أصدقائهما الذين يتحدثون عن إمكانية إنجاب طفل أسمر وطفل أبيض، في حين أنها تنكر إمكانية إنجاب توأمين بهذا التباين، ولكنها حدثت فعلا، فالجميع يستغرب للفتاتين.

تساؤلات الناس…
تقول والدة الشقيقتين إنها لا تستطيع التنقل في أي مكان أو شراء حاجياتها من السوبر ماركت دون أن يتوقف شخص ما ليطرح أسئلة حول هوية بناتها وصلة القرابة التي تجمعهما. توضح والدة التوأمين المنحدرة من مدينة مانشستر أن الطفلتين ولدتا توأمين غير متماثلين في شهر أبريل من السنة الماضية، وكان وزن أنايا وقتها 5 باوندات و 9 أونصات، في حين بلغ وزن مايلا 6 باوندات و 5 أونصات، إذا يكمن الاختلاف حتى في الوزن.

وأشارت الأم إلى أنه في البداية لم يكن واضحا الاختلاف بينهما، لكن مع مرور الأشهر بدأ الفرق يظهر، واستغرقت حوالي سنة لكي تلاحظ الفرق بينهما. وبعد مرور السنة الأولى، أصبح فرق اللون واضحا جدا. وأضافت ياكر أن الفتاتين ولدتا بلون غامق مائل للأرجواني في البداية، واعتقدت أنهما تشبهان والدهما “كايل.” ولكن بعد أسبوعين من الولادة، بدأت تشك أن بشرة مايلا تشبه بشرة والدها وعينيها البنيتين ولون شعرها الغامق، أما أنايا فكانت لها عيون وبشرة فاتحة وشعر أشقر، مما أثار استغراب الوالدين ولم يصدقا أنهما أنجبا طفلتين مختلفتين.

اختلافات أخرى …
بعد مرور أول سنة من حياتهما، اكتشف الوالدان أن الفتاتين لا تختلفان في الشكل الخارجي فقط بل حتى من ناحية الشخصية حيث تتخذ كل واحدة منهما تكوين شخصية مختلفة عن الأخرى، فمايلا السمراء أكثر نشاطا و دائمة الحركة و بدأت تزحف برجليها حتى و إن كانت تزحف للخلف، أما أنايا فأكثر هدوءا و لا يصدق والديهما أنهما توأمان فهما مختلفتان في كل شيء إلا في الأب و الأم و تاريخ الميلاد.

التفسير العلمي للحالة
و تعتبر هذه الحالة جد نادرة و تصل إلى نسبة واحد في المليون فقط لكل توأم، ففي هذه الحالة يحصل كل جنين على جينات مختلفة عن الآخر من الوالدين و خاصة فيما يتعلق بالجين المؤثر على لون الجلد ، حيث ورثته الأولى من الأب و الثانية من الأم. غالبا يتم إنجاب توأم مختلف عندما تنتج الأم بويضتين و يحصلان على التخصيب في نفس الوقت من خلال حيوانين منويين مختلفين، أما عندما يتم إنجاب توأمين متشابهين فهذا بسبب تخصيب بويضة واحدة تنقسم إلى اثنتين أو أكثر فيتم إنجاب أطفال بنفس الجينات و الشكل الخارجي و الجنس. و يعتقد العلماء أن هناك 7 جينات مختلفة مسؤولة على تحديد لون الجلد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى