ماهي نهاية صبر سيدنا ايوب ؟
من ينظر إلى حياة الأنبياء والرسل يجد أنهم كانوا أكثر البشر تعرضا للابتلاء. فالله كان يبتلي الأنبياء والمؤمنين ليكونوا قدوة للناس. في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: `قلت: يا رسول الله، من الناس الذين يتعرضون لأشد الابتلاء؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل. يبتلى الإنسان حسب دينه، فإن كان دينه قويا، يزداد بلاؤه، وإن كان دينه ضعيفا، يبتلى حسب ضعف دينه. فالابتلاء لا يتوقف عن العبد حتى يمشي على الأرض بدون خطيئة.` لذا، الصبر على الابتلاء وشكر الله يعتبران من صفات المؤمنين والصالحين. فكلما زاد البلاء على الأنبياء وأصابهم أذى، كانوا يلجأون إلى الله عز وجل، ويتقربون إليه، ويدعونه أن يرفع عنهم البلاء. لذا، يجب أن نأخذهم قدوة ونتقرب إلى الله في كل وقت، ونرضى بقضاء الله، وندعوه دائما أن يرفع عنا الشر والابتلاء .
سيدنا أيوب عليه السلام : تعود نسب سيدنا أيوب إلى إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، وكان متزوجا من رحمة ابنة يوسف بن يعقوب عليهما السلام. وهو نبي صالح من نسل أنبياء صالحين، وكان عبدا مطيعا لله، يساعد الفقراء والمحتاجين، حيث كان يمتلك أراضي كثيرة ويقضي دائما حاجات الفقراء ويتصدق عليهم .
ابتلاء سيدنا أيوب : أنعم الله بنعمة كبيرة على سيدنا أيوب، فمنحه المال والصحة والأبناء والزوجة الصالحة. وطوال حياته، كان سيدنا أيوب يحمد الله على نعمه ولا يستخدم أمواله أو صحته في الإسراف أو الإساءة إلى أي شخص. بل كان يتصدق بها على الفقراء والمحتاجين. ولكن تعرض سيدنا أيوب لابتلاء عظيم، حيث ضاع ماله ومات أبناؤه وضاعت صحته، وأصيب بمرض شديد لمدة 18 عاما. ورغم ذلك، كان يحمد الله ويرضى بقضاءه ولا يزال يحمده دائما، وكان يطلب من الله حفظ لسانه ليستطيع أن يحمده طوال حياته. وكانت زوجته وفية، صبرت على مرضه وفقره، وعملت لتنفق على نفسها وعلى زوجها .
رفع البلاء : تفاقم المرض والبلاء والفقر على سيدنا أيوب، وكان الشيطان يأتيه كل يوم ويوسوس له قائلا: إن كنت نبيا حقا، كان ربك فعل بك كل هذا؟ فكان سيدنا أيوب يرد عليه قائلا: لو رأيت النعم التي أنعم علي بها ربي طوال حياتي، لحسدتني من كثرة النعم، وظل سيدنا أيوب على ذلك، وعندما اشتد به الفقر، باع زوجته ضفائر شعرها لكي ينفق عليه، فأشفق سيدنا أيوب على زوجته وطلب من ربه بخجل واستحياء أن يرفع عنه البلاء، فأستجاب له ربه، وفي يوم خرجت به زوجته لكيقضي حاجته، فانفجرت من تحت قدمه عينان من الماء، وطلب الله منه أن يشرب من أحد هذين العينين ويغتسل من العين الأخرى، ففعل ذلك فعادت له صحته وأحيا الله أبنائه وأعاد له أمواله .