اسلاميات

ماهي مكانة المرأة المسلمة

مكانة المرأة المسلمة

مكانة المرأة المسلمة في الإسلام من أكثر المواضيع المثيرة للجدل حول العالم ،حيث يواجه الإسلام والمسلمون الكثير من الاتهامات بظلم المرأة واستضعافها ،لذلك يعد موضوع مكانة المرأة المسلمة في الإسلام من أهم المواضيع التي علينا كمسلمين ايضاحها وإظهار تقدم الإسلام على ثائر الأديان والمذاهب والحضارات في تكريم المرأة.

كيف تميزت مكانة المرأة المسلمة عنها في الحضارات القديمة

يمكن التعرف على النجاح الكبير الذي حققه الإسلام في تعزيز مكانة المرأة عن طريق دراسة نظرة ومعاملة الأمم والحضارات السابقة له

  • اليونانيون : تم اعتبار المرأة شيطاناً وحرمانها من كل حقوقها المدنية.
  • الرومان : جعلوا سلطان الذكر مطلقًا على الأنثى، سواء كان الأب أو الأخ أو الزوج، وبالتالي حرموها من حقوقها المدنية .
  • اليهود : رأوها لعنة وشر وأشد من الموت .
  • المسيحيون: اعتبروها مصيبة ومدخل للشيطان .
  • العرب في الجاهلية : لم تكن المرأة في العصر الجاهلي عند العرب أفضل حالاً من نساء الشعوب الأخرى، إذ كان ينظر إليها عادةً على أنها مصدر للعار والفقر، وكانت بعض القبائل تقتل الإناث حديثي الولادة.

نظرة الإسلام إلى المرأة

أتى الإسلام لينقذ المرأة من الظلم والعتمة التي تعيشهما، وحارب العادات الظالمة التي كانت تفرض على المرأة، ومن أمثلتها:

  1. حرم الإسلام  وأد الأنثى:كان أحد أولى حقوق المرأة التي نص عليها الإسلام حقها في الحياة، ونهى عن وأد البنات، وقضى على هذه العادة الجاهلية البغيضة، وذلك بما جاء في القرآن الكريم: `وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ`.
  2. عمل الإسلام على مساواة المرأة بالرجل :لتعزيز مكانة المرأة المسلمة في الإسلام، فقد سوى الله بينها وبين الرجل مساواة تامة إلا فيما يفرضه الاختلاف الفيزيولوجي، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: `مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ`
  3. تكريم الإسلام للمرأة :بسبب أهمية المرأة في الإسلام، كرم الله تعالى المرأة بإسم سورة في القرآن الكريم وهي سورة النساء، وأكد الإسلام على ضرورة إكرام المرأة
  • أكرمها منذ ولادتها : نهى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) عن كراهية البنات، مشيرًا إلى لطفهن ولينهن، فقد قال (صلى الله عليه وسلم): “لا تكرهوا البنات فإنهن المؤسسات الغاليات
  • أكرم الإسلام المرأة كزوجة : أظهرت الآية الكريمة أن العلاقة بين الزوجين يجب أن تستند إلى المودة والرحمة المتبادلة بينهما، وأن الله سبحانه وتعالى جعل هذه العلاقة من آياته. فقد قال تعالى: `وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ` .
  • أكرم الإسلام المرأة كأم فخصها بالرعاية والعناية قال تعالى : وأمرنا الإنسان ببر والديه حملته أمه وهنا على وهو .

 الحقوق الشرعية التي ميز الإسلام المرأة بها

أقرَّ الإسلامُ للمرأةِ بجميعِ حقوقِها، والتي سبقتْ بها جميعَ الحضاراتِ والشعوبِ الأخرى، ومن تلكَ الحقوقِ:

  • حق الإرث: أقر الإسلام حق المرأة في الإرث سواء كانت زوجة أو أمًا أو أختًا أو ابنة، حيث قال تعالى: `للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبًا مفروضًا`
  • خصص الإسلام للمرأة مهراً وجعل لها حقاً على زوجها :عز الإسلام المرأة وجعل لها مهرًا وصداقًا لا يأخذ أحد منه إلا بموافقتها، وأمر برعايتها ومعاملتها بلطف ولين، وقد قال تعالى: “وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسًا فكلوه هنيئًا مريئًا”، وأيضًا قال: “وعاشروهن بالمعروف
  • وغيرها الكثير من الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة وصان إنسانيتها مثل: يجب إلغاء حق الرجل في الزواج بعدد غير محدود من الزوجات وفي الطلاق، ويجب حظر إكراه الفتيات على ممارسة الزنا واستغلالهن، ويجب التركيز على تعليم الفتيات.
  • أعطى الإسلام للمرأة مكانة مميزة وفرض عليها حقوقًا لا يمكن التغاضي عنها، فلم يفرض عليها الجهاد ولا النفقة، وشدد العقاب على من يسيئ إلى عرضها بالجلد وعدم قبول شهادتها، وجعل من يقتل في سبيل الدفاع عنها شهيدًا.

 المرأة بين المفاهيم الخاطئة والشرائع الإسلامية

قال تعالى :”يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير “. ،ومن هنا نرى جمال الإسلام وعدالته فهو لم يفرق بين الرجل والمرأة بل جعل معيار التفاضل بينهما هو التقوى ،فقد قال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم :”إنما النساء شقائق الرجال ” [10] ، فكيف لدين قال رسوله هذا القول أن يظلم المرأة أو يستضعفها أو يفضل الرجل عليها .

المفهوم الخاطئ الأول : الإسلام يسمح للزوج بضرب زوجته

رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعارض النساء بشدة هذا الأمر، حيث يقولون: `لا تضربوا إماء الله`. بالنسبة للآية التي يحاول أعداء الإسلام استغلالها، فإنهم يروجون لفهمها بشكل خاطئ. يقول الله تعالى: `الرجال قوامون على النساء بفضل الله منح بعضهم فضلا على بعض، وبفضل ما ينفقون من أموالهم. فالنساء الصالحات هن الطاعات والحافظات للغيب بما حفظ الله لهن، واللاتي تخافون من نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطاعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا. إن الله كان عليا كبيرا`. وفي هذا السياق، يعني مصطلح `الضرب` هنا `الانفصال والانفصال` وليس الإيذاء الجسدي .

المفهوم الخاطئ الثاني : الإسلام يشجع الرجل على تعدد الزوجات وظلم المرأة

وهنا نستحضر الآية الكريمة :وإذا كنتم تخشون ألا تعاملوا الأيتام بالعدل، فتزوجوا من النساء ما يحلو لكم منهن مثنى وثلاث ورباع، وإن كنتم تخشون ألا تعدلوا فاستقتروا بواحدة أو بما ملكت أيمانكم، فذلك أدنى ألا تظلموا.” [13] ولتوضيح التفسير الخاطئ لهذه الآية، يجب علينا أن نفهم أمرين:

  • الأول :كان الرجال قبل الإسلام يتزوجون عددا غير محددا من النساء دون احترام لمشاعر المرأة وحقوقها، ثم جاء الإسلام ووضع حدا معينا وهو أربع زوجات كحد أقصى .
  • الثاني :أمر الإسلام الرجل بالعدل بين زوجاته ونصحه بأن يكون زوجًا لواحدة فقط، ومنعه من التعدد في الزواج إذا لم يستطع العدل بينهن.

المفهوم الخاطئ الثالث :المرأة في الإسلام لا يحق لها التعلم

وهنا نستذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :تؤكد الإسلام بقوله `طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة` على دعم تعلم المرأة المسلمة .

هناك العديد من المفاهيم الخاطئة وبمجرد التأمل البسيط في تعاليم الإسلام ومبادئه، يمكننا أن نستنتج زيف وخطأ هذه المفاهيم وتعارضها مع دين الإسلام العادل. المشكلة الأساسية تكمن في أن أولئك الذين يروجون لهذه الأفكار والمفاهيم الخاطئة لا يعرفون ولا يفهمون مبادئ الدين الإسلامي.

و في الختام نرى رحمة الإسلام والمكانة العظيمة للمرأة المسلمة في الإسلام وصونه لحقوقها واحترامه لإنسانيتها وتخصيصها بالعديد من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة. وأن أي تفرقة بين الرجل والمرأة في الإسلام كان على أساس الفرق الجسدي والنفسي الواضح بين الجنسين ورحمة للمرأة , فالمرأة تعاني من ألم الحمل والحيض والنفاس وغيرها وهنا أتت رحمة الإسلام ليكون الرجل المسلم سند وعون للمرأة المسلمة في ضعفها .

المراجع

  • د. ثقيل الشمري , 2006 ,الأمم السابقة والتعامل مع المرأة
  • سورة التكوير , آية :8-9.
  • سورة النحل  , آية :97 .
  • أورده العلامة الألباني , في السلسة الصحيحة , رقم الحديث :3206
  • سورة الروم , آية  21.
  • سورة لقمان , آية 14 .
  • سورة النساء , آية 7 ، 8 ،34
  • أورده العلامة الألباني , في السلسة الصحيحة  , رقم الحديث :2195.
  • سنن ابن ماجه , رقم الحديث :2341 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى