ماهي قضية العائدون من ليبيا ؟
الإرهاب هو العدو الأول لكل شعوب العالم، فالإرهاب لا دين له ولا جنسية له، بل انتشر في كل العالم ليفسد فيها ويقتل الشعوب بدون أي مبرر، كما يحاول أن يقلب أنظمة الحكم الخاصة بالدول، بلا أي مبرر أيضا، فهناك الكثير من التنظيمات الإرهابية التي بدأت في الظهور في الكثير من الدول خاصة الدول العربية، وأصبحت تتخذ لنفسها مكانا ومقرا، وتقوم بتخطيط الأعمال الإرهابية والقصد من وراءها معروف ولكنهم لن يلتفتوا أنهم يقتلون أرواح بريئة لا ذنب لها في الحياة، فإلى متى ستظل التنظيمات الإرهابية تدس سمها في العالم، ومن بين الجماعات الإرهابية التي تتخذ عقوبتها الرادعة هم مجموعة من الإرهابيين ظهروا في جمهورية مصر العربية حاولوا أن يعبثوا بأمنها بشتى الطرق حتى كانت نهايتهم إما السجن المؤبد أو الإعدام، وهذه هي النهاية المتوقعة من مثل هؤلاء الإرهابيون، وقد عرفت هذه القضية إعلاميا باسم قضية “العائدون من ليبيا” وتعتبر من القضايا المهمة المطروحة الآن على ساحة الإعلام المصرية والعربية.
ما هي قضية ” العائدون من ليبيا”
العائدون من ليبيا هي جماعة من الأفراد المصريين ضبطوا في العام الماضي بمنفذ السلوم أثناء عودتهم من دولة ليبيا وذلك لقيامهم بالكثير من أعمال العنف والإرهاب خارج الأراضي المصرية بالإضافة إلى التخطيط لاستهداف المنشآت بداخل مصر، وهؤلاء الأفراد قد انضموا إلى جماعة إرهابية قد أسست على خلاف أحكام القانون والتي تدعو إلى تعطيل الدستور ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، وهي بذلك قد استخدمت الإرهاب كوسيلة للقيام بهذه الأعمال، وقد تم تمويل هذه الجماعة من قبل جهات معلومة لجهات الدولة من حيث الأموال اللازمة والأسلحة، وقد تم استخدام الأسلحة النارية والعبوات الناسفة والأسلحة البيضاء لمساعدتهم بتنفيذ تلك الجرائم الإرهابية وهو ما اعترف به هؤلاء المتهمون.
وقد أمر النائب العام الراحل هشام بركات في فبراير من العام الماضي بإحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية بعدما كشفت التحقيقات عن انتمائهم لجماعة إرهابية، وكان الهدف منها الإخلال بالأمن العام، والتخطيط لتنفيذ عدد من الأعمال الإرهابية، وإحياء فكر الجماعات الجهادية المتطرفة، بقصد استهداف المنشآت الحيوية داخل البلاد، وذلك بعدما تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطهم بمنفذ السلوم أثناء العودة من دولة ليبيا للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية وتلقى تدريبات عسكرية وقتالية، اعتناقهم للفكر التكفيري المتطرف القائم على تكفير الحاكم والجيش والشرطة والمواطنين وأئمة المساجد.
أقر بعض المتهمين في قضية `العائدون من ليبيا` بأنهم التحقوا بتنظيم القاعدة في دولة مالي، وأقر آخرون بأنهم انضموا لتنظيم داعش في سوريا، وانضم بعضهم إلى جامعات تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي في ليبيا.
أسماء هؤلاء المتهمون
كانت النيابة في فبراير 2015 قد أحالت 16 متهمًا وهم: “أحمد إمام محمد السيد 33 سنة إمام وخطيب بالأوقاف ومصطفى عبد الوهاب روضي “محبوس” (27 سنة – محاسب) وأنور وجدي محمد إبراهيم “محبوس” (43 سنة – مدرس) وعبد الحميد نبوي همام “هارب” وأحمد وجدي محمد إبراهيم “هارب” وأحمد كامل محمد يوسف (28 سنة- سائق) وبدر البيومى شديد حسنين (37 سنة-محامى) ومحمد رمضان ظهير عبد الكريم (37 سنة- سائق) ومحمود عيد أحمد خليل (23 سنة- خراط) ويحيى محمد السيد محمود فرماوي (26 سنة) وعمرو فاروق صابر محمود ( 34 سنة- موظف بإدارة البريد بشرق القاهرة) ومحمد فاروق عبد الرحمن محمد(34 سنة- ميكانيكي) وأشرف السيد أبو المجد محمد (48 سنة- موظف بشركة أبو زعبل للأسمدة والكيماويات) في القضية رقم 580 /2886 لسنة 2014 جنايات قسم المطرية المقيدة برقم 7016 لسنة 2014 كلى شرق القاهرة والمقيدة برقم 25 لسنة 2014 حصر أمن الدولة العليا المقيدة برقم 10 لسنة 2015 جنايات أمن الدولة العليا للمحاكمة الجنائية بتهمة الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون.
إصدار الحكم النهائي للمتهمين
صدر حكم بشأن القضية التي يتعلق بالعائدين من ليبيا من محكمة جنايات القاهرة التي تعقد في معهد أمناء الشرطة بطرة برئاسة المستشار حسن فريد وعضويته المستشارين عصام أبو العلا وفتحي الرويني، وسكرتارية أيمن القاضي ووليد رشاد، وكان الحكم كما يلي
تم إعدام أحمد إمام محمد السيد (33 عامًا، إمام وخطيب بالأوقاف) ومحمود عيد أحمد خليل (23 عامًا، خراط) بالإعدام شنقًا
قضت المحكمة بالسجن المؤبد لأربعة متهمين وهم مصطفى عبد الوهاب وأنور وجدي وأحمد وجدي وأحمد كامل، كما قضت بالسجن المشدد لمدة 15 سنة على المتهم يحيى محمد.
وقضت المحكمة بمعاقبة سبعة متهمين بالسجن المشدد لمدة ثلاث سنوات، وهم بدر البيومي ومحمد رمضان وعمرو فاروق ومحمد فاروق وأشرف السيد وأحمد عيد ومصطفى عبد الله، وبرأت المتهمين عبد الحميد نبوي وعمر نبوي.
أخيرا، الإرهاب هو سم قاتل يجب التخلص منه قبل أن يقضي علينا وعلى وطننا العربي. فهؤلاء الأشخاص لا ينتمون إلا إلى الفكر التكفيري الذي يدفعهم إلى القتل والتدمير. قضية `العائدون من ليبيا` هي قضية مهمة جدا، ونشكر جهود المسئولين في مصر لاعتقال هذه الجماعة وإصدار حكم رادع بحقهم، لأنهم يستحقون القتل بسبب الاضطرابات الأمنية التي سببوها، وكذلك الآخرين الذين ينتمون إلى الجماعات الإرهابية.