ماهي زكاة الركاز
تعني الزكاة في اللغة الطهارة والزيادة والنمو، وهي تسمى زكاة لأنها تزيد في المال وتطهره وتنميه، وتسمى أيضا نماء لأنها تنمي الأجر. وفي الشريعة، فإن الزكاة واجبة على جزء من المال أو الذهب أو الزروع أو غيرها، وهي تخرج لطائفة معينة من الناس في أوقات معينة من العام .
ما هي شروط وجوب الزكاة
–الإسلام : فالزكاة لا تجب على الكافر ولا تصح منه، وهي شرط من شروط الإسلام .
–الحرية : يجب على الأحرار دفع الزكاة، أما العبيد فهم ممتلكات لأسيادهم وعليهم دفع الزكاة .
–النصاب : يجب دفع الزكاة على المال الذي تجاوز النصاب المحدد شرعا، ويختلف هذا النصاب بحسب نوع المال .
–حولان الحول : أي أن يمر عليها السنة وتستثنى من ذلك ثلاثة أشهر وأرباح التجارة ونتائج الزراعة .
أهم مصارف الزكاة
الفقراء والمساكين : يوجد فرق بين الفقراء والمساكين، حيث أن الفقراء يعانون من حاجة أكبر من المساكين، ولكن حالة المساكين أفضل من حالة الفقراء، حيث أنهم لا يجدون الكمالية ولكنهم يجدون القليل، ولذلك يجب أن يتم إعطاؤهم ما يلبي حاجاتهم .
العاملون عليها: – يجب أن يقدموا من أموال الزكاة ما يتطلبه عملهم .
المؤلفة قلوبهم : من يقوم بدفع الشر عنهم فإنه يتوقع أن يتحول الكافر إلى مسلم ويقوي المسلم إيمانه .
الرقاب : قام الحرية أو المملوكة التي اشتراها بمال الزكاة بهدف إعتقال رقبته، أو فك أسر أسير مسلم لدى الكفار .
الغارمين : أي من عليهم ديون .
المجاهدين أو الجهاد في سبيل الله : المقاتلون والمرابطون في سبيل الله يحتاجون إلى معدات وأدوات محددة .
ابن السبيل : الشخص الذي يسافر وينفد من ماله .
ما هي زكاة الركاز
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلّ الله عليه وسلم قال ” وفي الركاز الخمس ” قوله في الركاز بكسر الراء معناه المال المدفون في الأرض في الجاهلية يؤخذ من غير أن يطلب وللعلماء في حقيقة الركاز قولان :
الأول : المال المدفون في الأرض يعد واحدًا من كنوز الجاهلية .
الثاني : أنه المعادن .
فقد أشار الإمام الصنعاني رحمه الله ” وفي الركاز بكسر الراء أخره زاي المال المدفون -يؤخذ من غير أن يطلب بكثير عمل ” الخمس ” وهو حديث متفق عليه ، قال الإمام مالك بالقول الأول : أما بالمعادن فتؤخذ فيها الزكاة ، لأنها بمنزلة الزرع ومثله قال الإمام الشافعي رحمه الله ، وإلى الثاني ذهبت الهادوية وهو قول الإمام أبي حنيفة النعمان ويدل للأول قول النبي صلّ الله عليه وسلم ” العجماء جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس ” أخرجه الإمام البخاري فإنه ظاهر أنه غير المعدن .
ومع ذلك، خص الإمام الشافعي المعادن بالذهب والفضة. ذكر الإمام البيهقي أنهم سألوا: `ما هو الركاز يا رسول الله؟` فأجاب: `الذهب والفضة التي خلقت في الأرض يوم خلقت`. ولكنه قال إن هذا التفسير ضعيف الرواية .
أعتبر الإمام الشافعي والإمام مالك والإمام أحمد أن نصاب الذهب والفضة يجب أن يكون ربع العشر، وفي الرقاز يجب الخمس، وذلك استنادا إلى حديث “ليس فيما دون خمس أواق صدقة”، بخلاف الركاز الذي يجب فيه الخمس دون النصاب .
يمكن التفريق بين المعدن والركاز بسهولة، حيث يحتاج المستخرج من المعدن إلى مشقة، بينما يمكن أخذ الركاز بسهولة. ويجب دفع الخمس في المعدن والركاز، ولا يوجد نصاب لهما، ويشمل ذلك جميع المواد التي تستخرج من البحر والبر، بما في ذلك الرصاص والنحاس والحديد والنفط والملح والحطب والحشيش والمتيقن بالنص الذهب والفضة وما عداهما، ويعتمد ذلك على الدليل .
كانت تلك الأشياء موجودة في عصر النبوة، وليس معروفًا ما إذا كان النبي قد أخذ منها الخمس أم لا، ولم يرد فيها سوى حديث الركاز الذي يتحدث عن الذهب والفضة بشكل عام .
قول الشيخ ابن باز
الركاز هو المال الذي يكون مدفونا منذ الجاهلية في الأطلال والصحاري، ويحمل علامات الجاهلية والكفر. يتضمن الذهب والفضة والأواني والأسلحة والأموال وما إلى ذلك، ويتم دفنه في الأرض مع وجود علامة تشير إلى أنه تابع للعصور القديمة، وهذا يسمى بالركاز. والركاز هو المكان الذي تم فيه تجميع هذه الثروة، ومعنى ذلك أنه مخبأ في الأرض وليس معدنا، ويشمل الخمسة لولي الأمر .
إذا كان في بلاد إسلامية، يعطي ولي الأمر الخمس، وإذا كان في بلاد غير إسلامية، يتصدق بالخمس على مصارف الزكاة، ولكن المعدن المستخرج من باطن الأرض من ذهب وفضة ليس ركازا لمن استخرجه، وإن استخرج ذهبا وبلغ النصاب ومضى عليه الحول، فإنه يجب عليه إخراج الزكاة، ولكن إذا كان غير ذلك من المعادن، فسيكون له، وما أخذه من هذا المعدن يكون له إذا كان في أرض ميتة غير مملوكة لأحد .