ماهي درجات الشكر وانواعة
مفهوم الشكر
فيما يتعلق بدرجات الشكر وأنواعه، فهي متعددة، ويمكن تفسيرها بعد توضيح معنى الشكر، سواء من الناحية اللغوية أو الشرعية، ويعد الشكر من أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها كل شخص مسلم، وبناء على أهمية الشكر وتكرار ظهوره في القرآن الكريم والسنة النبوية، سواء بالكلمة نفسها أو وصف العباد الشاكرين، فإنه يتضح مدى أهمية الشكر، وتتنوع الآيات بين تمجيد العباد الشاكرين وتوضيح أهمية الشكر، وذكر الأنبياء الشاكرين مثل نوح عليه السلام `ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شاكورا` [سورة الإسراء، الآية 3]
الشكر هو الثناء على المنعم والعرفان بالنعمة وإظهارها بكل ما يمكن من الجوانب، سواء كان ذلك عبر الشكر القلبي أو الذكر، ومن خلال تعريف الشكر يتضح أنه جزء من عبادة المسلم المحسن، حيث يروق الله الغني عن العالمين من يشكره، ويزيده الله من نعمه، ومن لا يشكر النعمة فإنه يعتبر جاحدا للمنعم، والإقرار بالنعمة هو جانب من جوانب الشكر
درجات الشكر
تتكون درجات الشكر من ثلاث درجات وهي شكر العوام وشكر الخواصوشكر خواص الخواص، وتعبر هذه الدرجات عن مدى إيمان العبد بالخالق وقربه منه، وتختلف في التفاصيل
شكر العوام
كما يتبين من الأسم فإن هذه الدرجة من درجات الشكر أكثر ما تكون للعوام من الناس ، أي عامة المسلمين ، الذين يتقلبون في الحياة بين الذنوب والاستغفار ، كما يتقلبون بين الشكر والجحود ، ويتميز هذا النوع من الشكر عند العوام من المسلمين أنه يتم في السراء فقط ، حيث يجد اللسان ، والقلب شاكراً، وهو في الأعم يكون على النعم الظاهرة الغير معتادة.
غالبا ما يتعود الإنسان على النعم وينسى أن يشكر عليها، ولكن حينما يتذكر بنفسه أو يذكره شخص آخر بالنعم التي حصل عليها، يجب أن يشكر ربه على ذلك. وليس ذلك يعني أنه غير شاكر للنعم في غير تلك الأوقات، ولكن المقصود هو أن يشكر الله على النعم الحالية ويكون ممتنا لها. فدرجة شكر الإنسان على النعم تتوقف على قدرة إدراكه لها، ومن المثال الذي يرزق الله شخصا بولد يشكر ربه، وإذا تأخر الرزق فإنه ينسى الشكر، وهذا يعد نوعا من كفر النعم .
شكر الخواص
شكر الخواص في الدرجة أو المرتبة الوسطى هو أعلى من شكر العوام وأقل من شكر الخواص، لأن شكر الخواص يعبر عن الامتنان للنعم التي منحها الله، وكلما زادت النعم زاد شكر العبد.
كلما زادت النعمة من الرب، زاد الشكر له، ولكن الشكر ليس مقتصرا على الخواص فقط، بل يمتد أيضا لشكر البلاء والمصائب والأمور الصعبة التي يصعب تحملها، لذلك فإنه شكر للخواص وهي المرتبة التي يصل إليها العبد حتى يتقبل ما يأتي به الله من قدر، فإنه يشكر ربه في جميع الأحوال، على سبيل المثال، العبد الذي ينعم الله عليه بالثروة والرزق يشكر ربه على النعمة، وإذا ابتلاه بفقدان ثروته يشكر ربه على الابتلاء دون استياء أو ضيق بسبب ذلك.
شكر خواص الخواص
ويعد شكر خواص الخواص هو الدرجة الأكبر والأعلى من درجات شكر العباد لربهم على الأنعم ، ذلك لأن هذه الحالة من الشكر لا ينظر فيها العبد إلى النعم وما ناله بل ينظر إلى رزاق النعم والمنعم عليه ، وينصب كل اهتمام العبد في مرتبة شكر خواص الخواص فقط على خالقه وعلى ربه لا يأبه بالنعم ولا يهتم بها ، ولا يتعلق بتلك النعم.
إنه يتعلق بواهبها، ولا يرى سوى عبوديتها لله العزيز، ويتعلق بالعبد الذي ينعم به ربه بالجمال والحسن، فلا ينشغل عن رزقه ولا يغفل عن هذه النعمة، لأن ذلك يعتبر كفرا وشكرا ضئيلا لله، بل ينشغل بجمال الله نفسه العظيم الذي يخلق وينعم ويمنح، ويذوب العبد في محبته ورضاه، ولا يشغله هذا الجمال عن الاقتراب من ربه
قسم العلماء الشكر إلى قسمة أخرى مختلفة، يستند تقسيمهم إلى الشكر للفعل وليس لما سبق الشكر الذي يقوم به الفرد نفسه، ويستند هذا التقسيم إلى ثلاثة أنواع مختلفة
- درجة الشكر لله على النعم مثل الصحة والإسلام والولدان والرزق تسمى درجة الشكر على النعم.
- يجب شكر الله على النعم والنقم دون تمييز، فما أن ينعم الله أو يمنع حتى يصبح العبد شاكرًا.
- الشكر بشهادة المنعم وليس بشهادة النعمة.
أنواع الشكر
كما تبين ان للشكر درجات فإن للشكر كذلك أنواع متعددة ومتباينة ، وهي على ثلاثة أنواع إما أن يكون الشكر باللسان وهو أشهر أنواع الشكر كافة، وإما أن يكون الشكر بالقلب ، والثالثة أن يكون الشكر بالجوارح ، وهذه الانواع الثلاثة من الشكر لها طابع يمثلها في مختلف أنواعها على ما يلي
الشكر باللسان
يعد الشكر باللسان هو أكثر أنواع الشكر شيوعا، وهو النوع الدارج بين الناس ، ويكون هذا النوع من الشكر بتكرار ألفاظ متعددة تدل عليه ، والشكر هو الثناء على الخالق المنعم ، وهو نوع من أنواع الشكر عامة ، وهو أحد طرق توصيل الشكر إلى القلب والجوارح من بعده ، وهو ما بينته آيات القرآن في عدة مواضع.
الشكر بالقلب
يعد هذا الشكر أكثر أنواع الشكر صدقًا ونقاءً، حيث إنه خفي ولا يراه إلا الله ولا يصاحبه نفاق أو رياء أو تصنع، فهو خالص للمولى، وهو شعور داخلي دائم بفضل الله ونعمته، والتقدير لما أكرم به على عباده سواء كانت هذه النعم ظاهرة أو باطنة
شكر الجوارح
وهذا النوع من الشكر هو الذي يقوم به الإنسان بجسده، ويكون من خلاله ممتنا لله ومعترفا بنعمته، وأن يستخدم أعضائه في طاعة الله ورضاه، ولا يستخدمها في ما يغضب الله، ويعتبر ذلك وسيلة لحفظ النعمة. فلا يستخدم يديه في العنف ضد عباد الله، بل يستخدمها للعطاء وعدم إلحاق الأذى، ولا يستخدم قدمه في الخطوات نحو المعصية، بل يستخدمها لتلبية احتياجات المسلمين وغيرهم
أساليب الشكر
: من أهم أساليب الشكر التي يمكن للعبد اتباعها لشكر المولى سبحانه وتعالى على نعمه، هو أن يؤدي الفرد المكلف به من فروضه، وأن يؤديها على الوجه الأكمل دون تقصير، ويتبعها بأداء ما يأتي بعد الفروض
- تشير النوافل إلى ما هو غير فرض ولكنه ثابت في الحديث والسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- ذكر الله من أساليب الشكر له سبحانه وتعالى.
- الدعاء والثناء وذكر النعم على الله .
- الصدقة هي نوع من أنواع شكر الله على ما أعطى ومنح.
- أحد أساليب الشكر هو استخدام نعم الله، سواء كانت رزقًا أو جوارحًا أو غير ذلك، في طاعة الله ورضاه.