تعتبر البطالة أحد المشكلات المجتمعية التي تتسبب في الكثير من الأزمات، حيث إن البطالة مشكلة كبيرة تتسبب في سوء الأحوال الاجتماعية خاصة لفئة الشباب، كما تتسبب في العديد من المشكلات النفسية والأسرية، فكثيراً من الخريجين يصابوا بالإحباط فور تخرجهم وعدم حصولهم على الوظيفة التي طالما حلموا بها، كما أن عدم قدرتهم على الزواج أو الحصول على متطلبات الحياة يجعلهم قانتين على دراستهم و بيئتهم ومجتمعهم.
ما هي حلول البطالة
البطالة هي لفظ يطلق على الأفراد الذين يفتقرون إلى فرصة عمل، وتعرف بالتعريف الأكاديمي على أنها حالة الانقطاع عن العمل وعدم القدرة على الحصول على دخل، كما يُعرف أيضًا بأنها محاولة للشباب للبحث عن العمل دون جدوى.
يشدد على فئة الشباب الذين لم يتاح لهم العمل وتحقيق دخل ثابت، وخاصة أن البطالة تعد أزمة كبيرة ومشكلة صعبة ومريرة تؤثر سلبا على الشباب. والشباب هم رمز المجتمع وأمل المستقبل ونوره، وعندما يفقد الشباب الأمل، ينكمش المجتمع ويصاب بالكساد والعجز. ولكن هناك مجموعة من حلول البطالة التي يمكن تنفيذها لإنقاذ الشباب والمجتمع من هذه المشكلة ذات النتائج الوخيمة، وتتمثل في:
- من أهم الخطوات التي يجب أتباعها حل المشكلة من جذورها، وهي الاهتمام بالتعليم، حيث إن وجود فئة عريضة من المتعلمين بشكل أكاديمي جيد، يمكن المجتمع من النهوض ومن الحصول على فرص ممتازة لعمل مشاريع جديدة، والحصول على أفكار مميزة وتطبيق مشاريع لا عد ولا حصر لها، بشكل مدروس وناضج.
- تطوير التعليم، حيث إن التعليم بشكله التقليدي لا يكفي، فتطوير التعليم أمر مهم للغاية، إذ أن التطوير يطور العقول ويعمل على تفتيحها ونضجها، كما يساعد في حل المشكلات والأزمات، ويفتح المجال للأسواق الجديدة، ولا سيما أن العديد من الشركات فتحت بسواعد الشباب، وعملت على تشغيل الآلاف.
- يجب الاهتمام بفئة الشباب وإشراكهم في عملية التطوير، وتوفير فرص العمل في القطاعين العام والخاص، حيث يمثل الشباب القوة الدافعة لعجلة الإنتاج، ويمكنهم تحسين المنظومات العامة والخاصة، كما أن لديهم أفكار جديدة ويمكنهم تغيير ديناميكية المؤسسات.
- يتم محاولة حل مشكلة الكثافة السكانية من خلال التوعية بالاكتفاء بعدد معين من الأطفال، حيث إن الكثافة السكانية والانفجار السكاني من أهم المشكلات التي تؤدي إلى تفاقم البطالة، حيث يتخرج كل عام ملايين الشباب من الجامعة، ولا يوجد فرص عمل كافية لهذا العدد الكبير، مما يؤدي إلى حدوث أزمة بطالة في شكلها المعروف.
- تشجيع القطاعات الخاصة بضم الشباب وفتح أبواب الشركات والمصانع أمامهم، حيث إن القطاع الخاص يجب عليه المشاركة مع الحكومات في حل الازمات، وتحمل جزء من العمالة والقضاء على البطالة، وذلك من خلال فتح أبواب المشاريع الجديدة والمقترحات، وتقليل ساعات العمل وعمل ورديات عمل وتقسم العمل بين العمال.
حلول متطورة للبطالة
- يشجع الاستثمار لأنه يفتح الباب أمام الشباب ويوفر فرص عمل ممتازة لهم، ويعد الاستثمار واحدا من سبل التنمية والتطوير، ويساعد في توفير فرص عمل ويحتاج المزيد من الخريجين في جميع المجالات، كما يعود على الدولة بالفوائد المادية التي يمكنها من خلالها فتح مشاريع جديدة وبناء مصانع وشركات تعود بالنفع على الشباب من خلال توفير فرص عمل.
- يهدف هذا البند إلى التخلص من العمالة الأجنبية وتشجيع التعامل مع العمالة المحلية في بناء الدولة وتطويرها، حيث أن هذه العمالة الأجنبية قد تكون أكثر تكلفة بكثير من العمالة المحلية، كما أنها تقلل من فرص الشباب في الحصول على فرص عمل، وبالتالي يجب علينا التخلص منها وتوفير فرص العمل للمواطنين حتى يشعروا بالانتماء لبلدهم ويساعدوا في تطوير الاقتصاد والمنشئات العامة، بينما العمالة الأجنبية ترسل جزءا من أموالها لبلادها.
- يمكن مناقشة فكرة تقليص المرتبات الضخمة التي يتقاضاها أصحاب المراكز الكبرى لتمويل مرتبات الشباب، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق تقليل ساعات العمل ومشاركة موظفين من نفس المهنة من خلال الورديات، كما يحدث في المصانع والشركات الكبرى.
- يتم فتح باب الاقتراحات لمشروعات جديدة تقدمها الشباب، حيث يمكن للحكومات استقبال اقتراحات الشباب حول المشروعات والأفكار الجديدة التي يمكن أن تطوّر المنشآت، كما يمكن فتح آفاق جديدة أمام الشباب للعمل في مجالات مثل بناء المصانع والشركات واستصلاح الأراضي.
- تعزيز نظام البعثات بنفس الطريقة التي كانت عليه في الماضي يسهم بشكل كبير في سفر الشباب إلى بلدان العالم الخارجي واكتساب معرفة بالثقافات الجديدة والمشاركة في مشروعات مختلفة. يساعد ذلك على تطوير الفكر وتعزيز الذات، وهذا أمر مهم جدا في جميع المجالات. فقد يكون لهذا تأثير إيجابي على المجال الطبي من خلال التعرف على أحدث الأجهزة، وكذلك في المجال المعماري والتجاري والاستثماري. إن تبادل الثقافات هو أمر مهم للغاية.
- فكرة فتح مجال تمويل المشاريع الصغيرة للشباب من خلال البنوك هي فكرة جيدة، حيث يمكن أن تساعد في تمويل المشروع وتسدد القرض للبنوك المحلية التابعة للدولة، وتحل مشكلة البطالة، وتوفر الكثير للشباب والدولة، وتعود بالنفع على الجميع.
- يمكن توفير مراكز تدريبية للشباب لتأهيلهم وتدريبهم على العمل بجد واجتهاد، كما يُمكن تدريبهم على كيفية إدارة الأزمات وحل المشكلات لمساعدتهم على تطوير أنفسهم والتغلب على مشكلاتهم الشخصية، وأهمها البطالة.
- تساعد وتشجع المساحات المخصصة في أراضي الدولة الشباب على إنشاء مشاريع صغيرة دون الحصول على مقابل مادي، وذلك لتوفير فرص عمل للشباب.
- يجب تسهيل جميع الإجراءات للشباب الراغبين في الحصول على فرص عمل، وعدم تعقيد الأمور، حيث إن ذلك يعود بالنفع على الجميع، إذ إن التسهيل على الشباب يشجعهم على الإنتاج ويزيد من حبهم للوطن ونشاطهم في العمل والاجتهاد.
- يتم تشجيع وسائل الإعلام على بث برامج لتوعية الشباب بأهمية العمل وعدم الانتظار للحصول على وظيفة، بل بناء المشاريع وتنمية الذات والاعتماد على النفس.
- تشجيع الصحافة على كتابة مواضيع تعزز الشباب للعمل، وذكر المساوئ التي تنجم عن البطالة من خلال إضافة خاتمة عن البطالة في المواضيع المتعلقة بسوق العمل والاستثمار، مما يحرر الشباب من البطالة ويدفعهم للسعي لفرص عمل ذات دخل حتى ولو كانت مؤقتة.
أسباب البطالة
من الضروري معرفةأسباب البطالة لتحديد جذور المشكلة وحلها، وتشمل أسباب البطالة ما يلي:
- ينشأُ التكدُّسُ السكانيُّ عندما يكونَ عددُ الخريجينَ والراغبينَ في الحصولِ على فرصِ عملٍ أكثرَ مما تسمحُ به الفرصُ المتاحةُ، مما يؤدي إلى حدوثِ أزمةٍ حقيقيةٍ.
- يتمثل عدم رغبة الشباب في العمل في أي مهنة غير تلك التي تعلموها في الجامعة التي تخرجوا منها في وجود أزمة، وهو أمر منطقي ولكن قد يؤدي إلى حدوث أزمات كبيرة.
- تسببت هجرة أهالي الريف وانتقالهم إلى المدن في خلق أزمة كبيرة في عدد الوظائف المتاحة في المدن.
- تعتمد الوظائف الآن على الواسطة والمحسوبية، حيث يمكن لشخصٍ جاهلٍ أن يحصل على وظيفةٍ لا يستحقها بسبب الواسطة، في حين يمكن لشخصٍمتعلمٍ ألا يحصل على وظيفةٍ رغم كفاءته، مما يؤدي إلى مشكلاتٍ خطيرةٍ جدًا.