ماهي اول عمله اسلاميه

لماذا تثير العملة الإسلامية اهتمام الأكاديميين والمؤرخين بشكل كبير؟ وما هو الشيء الذي يميزها عن العملات الأخرى ويمنحها ميزة إضافية؟ إنها وثيقة تاريخية من الدرجة الأولى. فعلى الرغم من أن جميع العملات هي في حد ذاتها وثيقة تاريخية، إلا أن العملة الإسلامية، بسبب طبيعتها الكتابية وتوفرها لمعلومات أكثر من أي معلومات أخرى، تتمتع بميزة إضافية.

اختلاف العملة الإسلامية عن غيرها

نظرا لعدم تشجيع الإسلام على التصميمات التصويرية وحظر الصور، تم تصميم العملة لتكييفها مع العقيدة الإسلامية الجديدة. وبعد إصلاح الخليفة عبد الملك، تحولت القطع النقدية إلى كتابة بشكل أساسي. وستكون الكلمة بدلا من الصور هي التي تحدد العملة الإسلامية، والخط هو وسيلة لنقل المعلومات. والكتابة الجميلة تساعد على الحفاظ على الحقيقة، ولكن قيمة العملة الإسلامية لن تكون فقط في جمالياتها الرائعة، وإنما في الرسالة التي تحملها هذه العملة.

ما الذي أوضحته العملة الإسلامية ؟

الكشف عن العقيدة الإسلامية التي تؤكد تفرد الله والمهمة النبوية لمحمد، ولكن أيضًا الرسالة التي أرادت نقلها، واللجوء إلى اختيار بعض المقاطع القرآنية، ورسائل دينية مختارة بعناية تبرز أخلاقيات وأمور هامة، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأحداث المختلفة ولحظات تاريخية مختلفة، ويجمع اسم الخليفة بألقابهم  ولا يتم اختيارهم عشوائياً، لكن المعلومات التي تقدمها العملة الإسلامية تذهب إلى أبعد من ذلك بما في ذلك  كقاعدة عامة  مكان وتاريخ سك العملة.

ليس هذا  فقط أنه يسمح حتى الآن بالاكتشافات الأثرية، هي ليست قليلة  ولكنه يسمح أيضًا بتأكيد وتصحيح وتوسيع المعلومات التي توفرها لنا المصادر الأدبية بشكل كبير، مع الأخذ في الاعتبار دائمًا على عكس هذه  أن العملة عبارة عن وثيقة محايدة ولا تتفق مع وجهة نظر أو مصالح أحد ما في ذلك الوقت.

أهمية العملة الإسلامية

استخدام كافة عملات الإمبراطورية الإسلامية وفقا لمعايير الجودة (الوزن والدقة) التي وضعتها الدولة، كوسيلة أساسية لتجميع الضرائب وتطوير الممارسات السوقية والمالية، وجعلت من جودة العملة الإسلامية في العصور الوسطى أساس النظام الضريبي، وأول عملة تجارية في البحر الأبيض المتوسط للتبادل التجاري بين المسلمين في العالم الإسلامي، والتي امتدت من الأندلس إلى الهند.

وقد تم استخدامها أيضا من قبل التجار المسيحيين، حيث كانت قيمتها تعمل كوسيلة للدفع في التجارة مع الدول الإسلامية في أكثر من مناسبة. كان المسيحيون يقلدونها بهدف تحقيق الفوائد الاقتصادية التي توفرها العملة الأكثر شهرة في البحر الأبيض المتوسط. تم نسخ وتقليد كل من الدينار الذهبي والدرهم الفضي، وهما عملتان معدنيتان تستخدمهما النبلاء والأساقفة والتجار في النظام النقدي الإسلامي، على سبيل المثال في بعض المناطق المسيحية في شبه الجزيرة. تم تقليد دينار الخلافة الأندلس .

أول عملة إسلامية

استخدم المجتمع العربي قبل الإسلام العملة الفارسية والرومانية والدرهم كوسيلة للتعامل، واستمر ذلك حتى وقت النبي صلى الله عليه وسلم، كما ذكر في القرآن الكريم: “ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت”، ثم قال: “عليه قائما

بعد وصوله إلى خلافة عمر بن الخطاب، أضاف النقوش الإسلامية على العملة، ووضع اسمه على وجه العملة، وأيضا أضاف نقش جملة `الحمد لله` في بعض أنواع الدرهم، وعبارة `محمد رسول الله` في أنواع أخرى من الدراهم، وفي عهد عثمان بن عفان كتب `الله أكبر` على وجه العملة.

أول عملة إسلامية تم إصدارها في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، مؤسس الأسرة الأموية، في عام 661م. بعد حوالي ثلاثة عقود من وفاة النبي محمد، جعل معاوية كامل الأرض الإسلامية في ذلك الوقت تحت سيطرته، وجمع قوته لمحاربة البيزنطيين، كما كافح لتحييد الاختلافات الدينية البارزة فيما يتعلق بالعملات الذهبية البيزنطية.

تم استعراض صورة الخليفة عبد الملك على قطعة نقد تحل محل صورة الإمبراطور البيزنطي، وتمت إزالة رمز الصليب أيضا. لأول مرة ظهرت كلمات القرآن على العملة، وأدت العملة الذهبية الجديدة التي تحمل اللغة العربية إلى أزمة دولية. في عام 692 ميلادية، رفض الإمبراطور البيزنطي ذلك، وأثارت العملة الذهبية الانتقادات للإمبراطور جستنيان الثاني بسبب عدم وجود رموز مسيحية عليها. ولكن تم استبدالها بجملتين باللغة العربية. منذ ذلك الحين، تم تطبيق رمز الإسلام أخيرا على جميع العملات.

عرضت أنواع العملات الذهبية الكتابة العربية فقط في عام 697 م ، ومعظمها من القرآن، وبالتالي تم إنتاج عملة إسلامية عالمية حقا، وهي مناسبة للاستخدام في الدول الإسلامية التي تتجنب تصوير الشخصيات الإنسانية على العملة، ويتم صنع العملات المعدنية باللغة العربية بشكل عام وفقا للنمط الحالي، أي صورة الحاكم في المقدمة، بينما توجد أشكال أو رموز ثقافية مختلفة خلفه.