ماهي الوان الفنون التعبيرية النثرية
أهمية الفنون التعبيرية
الفن التعبيري هو تخصص يساعد في التعبير عن الذات ويستخدم الفنون كوسيلة للاكتشاف والتغيير. يشمل التخصص الفنون البصرية والموسيقى والرقص والدراما والكتابة، وهذه التخصصات يمكن أن تعزز مفردات الإنسان وتثري عمله ولعبه وتطوير حياته التي يحبها.
كانت الفنون دائماً جزءاً كبيراً من حياة الإنسان عبر التاريخ، حيث رسمنا ونحتنا على جدران الكهوف وعبرنا عن أحلامنا وقصصنا من خلال الكلمات والأفعال. كما اجتمعنا حول النار ورقصنا، وعزفنا على الطبول والمزامير وغنينا لنروي قصصاً عن أجدادنا ويومنا هذا.
حيث استخدم البعض الفنون لعلاج مجتمعاتهم ، من خلال استخدام الأحلام والرقص والغناء والقصص ، في حين استخدمت المساعي الروحية عبر التاريخ الأغاني والفنون البصرية والرقص كنشاط مجتمعي، ولكن في الآونة الأخيرة فقط ، أصبحنا كبشر منفصلين تمامًا عن الفن ، وبدأنا في الاهتمام برؤية الفن بدلاً من إنشائه بأنفسنا ، ومن هنا يعتبر الفن التعبيري مكانًا آمنًا لإعادة الاتصال بصناعة الفن لدينا.
لا يحتاج الفرد إلى أن يكون فنانًا ليعبر عن نفسه، فالعملية بسيطة ولا تتطلب خلفية فنية سابقة، ويمكن أن تساعد صناعة الفن التعبيري في التعبير عن الأفكار والمشاعر بسهولة ودون الحاجة إلى مهارات فنية متقدمة.
تتعدد اتجاهات الفن التعبيري وعناصره الفنية وخصائصها، وتعتبر الفنون التعبيرية النثرية من أهم الفنون التعبيرية بسبب تعدد عناصرها وتميز خصائصها التي سنتعرف عليها الآن.
الوان الفن التعبيري النثري
الفن التعبيري هو نوع فني يستخدمه الكاتب لعرض فكرة أو قضية محددة بأسلوب جذاب ومنظم أثناء الكتابة. يعتبر الفن التعبيري فنا محدودا حيث لا تتجاوز صفحاته بعض القليل. يركز الكاتب في هذا الفن على العنصر المهم في الموضوع فقط، دون القيود الموضوعية أو الشؤون المحددة، بل يمكنه التطرق لجميع المواضيع سواء كانت تاريخية أو نقدية أو اجتماعية أو تتعلق بمجالات الحياة المختلفة.
الفن النثري ينقسم إلى نوعين يحددان اتجاهاته وهما؛
- الفن النثري السردي : وهو الذي يتناول فيه الكاتب القضايا الاجتماعية سواء كانت من جانب الدعم أو من جانب الرفض، مثل مشكلة الأمية واحتقار الآخرين ومشاكل المجتمع وغيرها.
- الفن النثري الوصفي : يستخدم الكاتب هذا الأسلوب الوصفي لوصف بعض المناظر الخلابة، مثل المناظر الطبيعية والحياة، من خلال وصف مشاعره وأحاسيسه تجاهها وغيرها.
يتنوع الفن النثري في الألوان والأشكال وينقسم إلى القصة والمقال والرسالة والتقرير والحكاية، وهي على النحو التالي:
القصة
القصة هي فن نثري تعبيري، وموجودة على مر التاريخ بأشكال مختلفة، مثل روايات العهد القديم والقصص الأخلاقية وقصص الأنبياء مثل قصة سيدنا يوسف عليه السلام، لذا فهي تعرف على أنها نوع من أنواع السرد سواء لحكاية ما، ويمكن أن يكون السرد خياليا أو حقيقيا، وهدفه التأثير على الآخرين وإثارة اهتمامهم، أو قد يكون للتثقيف والتسلية.
من خصائص النثر القصصي أنه يكون مقتضبا إلى حد ما، مثل عشرة آلاف كلمة كحد أقصى على سبيل المثال. والهدف من القصة هو إحداث تأثير يسيطر على المستمعين من خلال الأحداث الدرامية التي تحتويها. ومن بين خصائصها أيضا أنها تثير صراعا ذهنيا ودراميا في الأحداث، وذلك لإيجاد حالة من التوتر لدى المستقبلين وجعل جو القصة مثيرا. ومن خصائصها أيضا وجود خطة جيدة وانسجام الانطباعات، حيث غالبا ما تعبر عن وجهة نظر فردية في سياق محيط غامض.
تمتاز قصة الأدب بنجاحها على مر العصور، وحظيت بشعبية في العالم الحديث. لقد ازدهرت القصة على يد العديد من المبدعين على مدار قرن، وذلك في العالم الغربي بواسطة إدجار ألان بو وتور جينيف وموباسان وهاري وستيفن وزولا وتشيخوف. أما في العالم العربي، فقد كان من بين المبدعين يوسف إدريس في مصر ومحمد المر في الإمارات وزكريا تامر في سوريا.
المقال
يُعَدُّ المقال أيضًا لونًا من ألوان الفن النثري التعبيري، ويتكون من مقدمة وموضوع وخاتمة، ويُقسَّم إلى أجزاء مُختلفة
- المقال الموضوعي : في هذا النوع من المقالات، يتخلى الكاتب عن عواطفه ويعمل على إظهار الحقائق بدون أي انحياز، ولذلك يجب أن يكون أسلوب الكتابة علميًا وواضحًا وبسيطًا وغير مبهم، وينبغي على الكاتب تجنب استخدام الصور الخيالية، وتوجيه اهتمامه لنقل المعلومات بسهولة إلى المتلقي دون التأويل.
يعتبر جمال العرض وجودة الصياغة وحسن الأداء من العناصر الأساسية في المقال الموضوعي، حيث إذا فقد المقال جمال العرض يتحول إلى مادة معلوماتية جافة.
- المقال الذاتي : وهو مقال يعبر عن شخصية الكاتب، ومواقفه تجاه موضوع يتعلق به، ومن بين سماته استخدام اللغة الأدبية المعبرة بالإضافة إلى الصور الخيالية والإيقاع الإبداعي. ولذلك، يعتبر أقرب للشعر الغنائي في التعبير عن حالة الكاتب ومشاعره، دون الالتزام بالوزن أو القافية، ومع ذلك فإنه يحتوي أيضا على بعض الجماليات البسيطة.
الرسالة
تعرف الرسالة على أنها من أنواع الكتابة، وتستند إلى المخاطبة بين شخصين أو أكثر، وتنقسم إلى:
- رسائل العتاب
- رسائل الشكوى
- رسائل التهنئة وغيرهم
يتميز كتابة الرسالة بدقة كلماتها ووضوح معانيها، وتتجنب استخدام المعاني الشعرية، مع ترتيبها وتسلسلها بشكل جيد.
التقارير
تتمثل الشرح المختصر في بيان حقائق أو معلومات معينة، بهدف توضيح عيوبها ومزاياها، ولذلك يعد مصدرًا مهمًا لتقييم المعلومات والأعمال، بالإضافة إلى توضيح آخر التطورات.
الحكاية
تعد الخيالات السردية والخرافات تعبيرًا عن تراث الكاتب، وتشمل الأساطير وحكايات الجان، بالإضافة إلى الحكايات الشعبية مثل حكايات ألف ليلة وليلة.
يتم كتابة القصة بأسلوب شعبي وتحتوي على سلسلة من الأفعال والأحداث المرتبة بترتيب منطقي، مع وصف الشخصيات وكشف الصراع الذي يحدث بينهم. لذا، يجب أن تحتوي على تلميحات متنوعة ومؤثرة، حيث يكون الهدف من القصة تقديم درس أو عبرة للمستمعين. وبالتالي، تركز العلاقة على الأحداث المقدمة والشخصيات مع توضيح الطبقات الاجتماعية الخاصة بهم من خلال تناول الأحداث بشكل مترابط.
مثل غيره من الفنون التعبيرية، يضم الفن النثري التعبيري أيضا عناصر الفن السبعة، والتي تشمل الخط والأبعاد واللون والشكل والقيمة والفراغ والملمس.
تختلف طبيعة هذه السبعة عناصر باختلاف نوع الفن، ولكن عند النظر بعناية إلى الفن المعروض، يمكننا أن نشعرك هذه الخصائص المكملة التي لا يمكن الاستغناء عنها.