ماهي المتلازمة الكلائية
يُعتبر الجهاز البولي بوجه عام وخصوصًا الكليتين أحد أهم أعضاء الجسم التي تُساهم بشكل كبير في تنقية الدم من السموم والمركبات الضارة وتطردها خارج الجسم عبر تجميع البول وطرحه على مدار اليوم ، ولذلك ؛ فإن حدوث أي خلل في وظائف الكلى والإصابة بأي من أمراض الكلى الحادة أو المزمنة ينتج عنه عدد هائل من الاضطرابات الصحية التي يلزم علاجها فورًا ومنها مرض المتلازمة الكلائية .
المتلازمة الكلائية
مرض المتلازمة الكلائية ( وبالإنجليزية : Nephrotic syndrome ) هو عبارة عن أحد الاضطرابات الصحية التي تُصيب الكلى وتؤدي إلى وجود خلل بالنفرونات ، ومن ثَم ؛ يتم طرح كميات كبيرة جدًا من البروتين مع البول ، وهذا يؤدي بالطبع إلى حدث نقص في مستوى البروتينات في الدم مع حدوث ارتفاع في نسبة الكولستيرول والدهون الثلاثية .
أنواع المتلازمة الكلائية
هناك أكثر من نوع من متلازمة الكلى الوعائية التي تحدث بسبب أسباب مختلفة وفقًا لحالة كل مريض وعمره، وتم تقسيمها على النحو التالي:
المتلازمة الكلائية العامة
المقصود بالمتلازمة الكلائية العادية أو العامة هي عبارة عن مجموعة من الأمراض التي تُصيب مختلف أعضاء الجسم بما فيها الكلى مثل مرض الذئبة الحمراء ومرض السكر والالتهابات الكبدية الوبائية والأمراض الخاصة بالأوعية الدموية وبعض الأورام السرطانية والسمنة والداء النشواني أيضًا .
المتلازمة الكلائية الخلقية
المتلازمة الكلائية الجينية أو الخلقية هي ناتجة عن وجود خلل جيني وراثي شائع في العائلة، وقد لا تظهر أعراضها في الجيل الأول، وفي حالة وجودها يمكن اكتشافها بعد الولادة بفترة قصيرة، أو قبل ذلك، وهي دائمًا ما تؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي في الكثير من المرضى .
المتلازمة الكلائية الأوديبية
المتلازمة الكلائية الأوديبية، والمعروفة أيضًا باسمالمتلازمة الكلائية الأولية، هي نوع من المتلازمات التي لا يوجد لها سبب واضح ومحدد لحدوثها، ولا يمكن معرفة طبيعة ومسار تطور المرض أيضًا، ويعتبر هذا النوع الأكثر شيوعًا لدى الأطفال .
أهم أعراض مرض المتلازمة الكلائية
هناك مجموعة من العلامات الشائعة والمصاحبة لإصابة المرضى بمتلازمة الكلاه، وتشمل هذه الأعراض:
–حدوث الوذمة الوعائية والتورم والانتفاخ في الجسم وخصوصًا في القدمين والكاحلين وحول العينين نتيجة احتباس الماء أسفل الجلد .
–يُلاحظ حدوث زيادة في وزن المريض نتيجة احتباس كميات كبيرة من الماء بالجسم .
–يكون بول المريض ذو مظهر رغوي نوعًا ما نظرًا إلى وجود كميات كبيرة من البروتينات به .
–فقدان الشهية والشعور بالضعف العام والتعب والإجهاد .
–الطفح الجلدي .
دلالات الإصابة بالمتلازمة الكلائية
تشير بعض العلامات المرضية إلى إمكانية الإصابة بالمتلازمة الكلائية، ومن أهم هذه العلامات:
إفراز البروتين في البول
يُعتبر وجود نسبة عالية من البروتينات في البول هو أحد أهم علامات المتلازمة الكلائية ؛ حيث أن الوحدات الكلوية (النفرونات) تتكون في الجزء العلوي منها من مجموعة أوعية دموية تعرف باسم الكبيبات مهمتها فلترة السوائل ومنع نزول الجزيئات ذات الأحجام الكبيرة مثل البروتينات وكريات الدم في البول ، وعندما يكون هناك مشكلة في الكلى والكبيبات مثل حالة المتلازمة الكلائية ؛ تفقد تلك الكبيبات قدرتها على منع ترشيح البروتينات ، ومن ثَم ؛ يظهر البروتين بنسبة مرتفعة في البول .
انخفاض نسبة الألبيومين في الدم
الألبيومين هو أحد أهم بروتينات الجسم وهو الموجود بنسبة أعلى في الدم أيضًا ويتم تكوينه في الكبد ، ونظرًا إلى أن الوزن الجزيئي والحجم الخاص به أصغر كثيرًا من باقي أنواع بروتينات الدم الأخرى ؛ فهو الذي يخرج بقدر أعلى مع البول في حالة المتلازمة الكلائية ، وبالتالي ؛ فإن نقص الألبيومين في الدم ؛ قد يكون دليلًا على الإصابة بهذا المرض .
الوذمة الوعائية
انخفاض نسبة الألبيومين في الدم ووجود خلل في الكلى من أدعى أسباب الإصابة بالوذمة الوعائية واحتباس السوائل في الجسم ؛ حيث أنها تبدأ بانتفاخ بسيط في جفون العين ثم تنتشر إلى الأطراف السفلية ثم تجويف البطن وحول الرئتين أيضًا ؛ وتلك الأعراض ربما تُساعد أيضًا في تشخيص الإصابة بالمتلازمة الكلائية .
ارتفاع دهون الدم
يُعرف ارتفاع نسبة الدهون في الدم بفرط شحميات الدم وهو حالة مرضية، ويحدث بسبب زيادة معدل إنتاج الكوليسترول في الكبد وغياب الإنزيمات المسؤولة عن تكسير الدهون في الوقت نفسه .
تكوين الخثرات الدموية
يُعَدّ تكوُّن الجلطات الدموية أحد علامات الإصابة بالمتلازمة الكلوية أيضًا، حيث تفقد الكلية القدرة على ترشيح وتصفية البروتينات، مما يؤدي إلى فقدان كمية كبيرة من البروتينات المسؤولة عن الحفاظ على سيولة الدم، مما يؤدي إلى تكوين بعض الجلطات الدموية .
اختبارات الكشف عن المتلازمة الكلائية
تشمل بعض الاختبارات الطبية التي يستخدمها الطبيب للمساعدة في التشخيص الصحيح للحالة المرضية مثل:
–اختبار البول (24 ساعة) : يهدف هذا الاختبار إلى جمع عينات البول من المريض على مدار اليوم لتحديد كمية البروتينات التي تخرج من الجسم مع البول خلال الـ 24 ساعة، وفي بعض الأحيان يكتفي الطبيب بتحليل البول العادي لتحديد وجود البروتين فيه .
–تحليل الدهون الكاملة : تشمل التحليلات تحليل الكولسترول الكلي والكولسترول الضار والكولستيرول الجيد والدهون الثلاثية .
–تحاليل وظائف الكبد وخصوصًا الألبيومين .
–تحاليل وظائف الكلى .
–فحص خزعة صغيرة يتم الحصول عليها بأنبوب رفيع من نسيج الكلى ثم فحصها باستخدام المجهر .
طريقة علاج المتلازمة الكلائية
توجد عدة خطط علاجية للتعامل مع المتلازمة الكلوية، يحددها الطبيب وفقًا لحالة كل مريض، مثل:
–استخدام العقاقير العلاجية المُدرة للبول للحد من احتباس الماء بالجسم ، وتوجيه المريض إلى ضرورة عدم تناول الأطعمة المملحة .
–الأدوية التي تُساعد على خفض مستوى الضغط الشرياني ؛ حيث يجب أن لا يزيد مستوى ضغط الدم لدى المريض هنا عن 130/ 80 مم زئبق ؛ حتى لا يتعرض إلى أي مُضاعفات صحية .
–الأدوية التي تُساعد على خفض نسبة الكولستيرول في الدم ، ولا سيما أن فرط شحوم الدم قد يؤدي إلى العديد من الاضطرابات الصحية الخطيرة بما فيها زيادة مقاومة الإنسولين .
–استخدام أدوية مضادات التجلط لحماية الجسم من تكوين الجلطات الدموية ، ولكن لا بُد من إجراء اختبارات السيولة أولًا وأهمها اختبار PT واختبار PTT من أجل تحديد مدى حاجة المريض إلى أدوية سيولة الدم .
–استخدام الأدوية المضادة للالتهابات من أجل وقف وتخفيف التفاعلات الالتهابية في الجسم ، مثل أدوية الستيرويدات والأدوية المُثبطة للجهاز المناعي .
–إذا استمرت حالة المتلازمة الكلائية لدى المريض لفترة طويلة ، وكانت استجابة المريض للعلاج بطيئة ؛ فهنا لا بُد من إمداده بالأدوية المحتوية على فيتامين د .
ويُذكر أن نسبة مرتفعة من الأطفال المُصابين بالمتلازمة الكلائية يتماثلون للشفاء بعد اتباع الخطة العلاجية المناسبة بمعدل أعلى من الكبار ؛ حيث أن الغالبية العظمى من الكبار المُصابين بهذا المرض تكون الاستجابة العلاجية لديهم بطيئة جدًا ، وربما يتطور المرض ويكون المريض في حاجة إلى إجراء الغسيل الكلوي أو عملية زرع كلى .