ماهي الفواسق التي يجب قتلها
أمر رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- بقتل الفواسق الخمس، ولا توجد أي اختلاف في آراء الناس حول ضرورة قتلهم، سواء كان ذلك في الأشهر الحرم أو أثناء الحج والعمرة أو في الأيام العادية طوال العام. فقد جاء الأمر بقتلهم جميعا دون استثناء، وبالمثل، ينطبق نفس الحكم على الكائنات المشابهة لهم في الضرورة للقتل.
الحيوانات التي أمر الإسلام بقتلها
الحيوانات التي أمرنا ديننا الحنيف بضرورة قتلها هي: تشمل الحيوانات الضارة التي تتسبب في الأذى والأضرار البالغة للإنسان، مثل الغراب والفأر والحدأة والعقرب والحية والكلب العقور والسبع، وأنواع أخرى مشابهة من الحيوانات، مثل الذئب والأسد والنمر، بالإضافة إلى الحشرات المؤذية مثل الذباب والبعوض والبراغيث وغيرها.
الحيوانات التي يجوز قتلها في الإسلام
يوجد العديد من الحيوانات التي نهانا الشرع عن قتلها، وهناك البعض الآخر الذي يجوز قتله وأخبرنا عنه رسولنا الكريم في الحديث النبوي الشريف
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «خمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ، يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ»… وعن سعيد بن المسيب عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الحية والغراب الأبقع والفأرة والكلب العقور والحدأة» (سنن ابن ماجه (3087).
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول «اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويسقطان الحبل» قال عبد الله فبينا أنا أطارد حية أقتلها ناداني أبو لبابة لا تقتلها قلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الحيات قال إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهن العوامر» (رواه البخاري ومسلم ورواه مالك وأبو داود والترمذي بألفاظ متقاربة).
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `إن الهوام من الجن، فمن رأى شيئًا غريبًا في بيته فليُحَرِّج عليه ثلاث مرات، فإن عاد فإنه من الشياطان، وإلا فليقتله لأنه شيطان.` وذلك ورد في مصادر مختلفة من الحديث الشريف، بما في ذلك صحيح مسلم والترمذي وأبو داود ومالك.
وفي التفاسير المختلفة ثبت في الحيات عدد من الأحاديث ومنها الأمر بقتلها مطلقًا؛ كما في الصحيحين وغيرهما كما أخبرنا ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب على المنبر يقول: اقتلوا الحيات.. إلى باقي الحديث المشار إليه سلفاً.
تحتوي بعض الأحاديث على توصيات بتحذير الآخرين وتكرار التحذير ثلاث مرات، وفي بعض الأحاديث الأخرى يجب تكرار التحذير لمدة ثلاثة أيام.
فقد جاء في سنن أبي داود عن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن الهوام من الجن؛ فمن رأى في بيته شيئًا فليُحَرِّج عليه ثلاث مرات، فإن عاد فليقتله فإنه شيطان”.
وفي الصحيحين: نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن قتل الحيوانات في المنازل حتى يتم تحذيرهمرتين أو ثلاث مرات.
وفي الحديث أيضًا: إن لهذه البيوت عوامر؛ فإذا رأيتم شيئًا منها فحرجوا عليها ثلاثً، فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر. رواه مسلم.
معنى الفواسق
يجب علينا أن نفهم مفهوم كلمة “الفواسق” التي وصى بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأن تُقتَل، حتى يتثنى لنا فهم أهمية قتلها والحكمة التي وراء هذا الأمر.
الفواسق الخمسة هي: الفأرة والعقرب والكلب العقور والغراب والحدأة، هذه الخمسة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها فواسقة ويسميهن فواسق، وهي تؤدي إلى القتل في المكان المحرم وغيره.
يجوز للإنسان قتل هذه الحشرات الخمسة التي تسمى فواسق إذا كان في الحج أو خارجه أو إذا كان محله في دون ذلك، نظرًا للأذية التي تسببها هذه الحشرات في كثير من الأحيان، ولأنها تشكل خطرًا على الصحة، ويسمح بقتل الحيوانات والحشرات الأخرى التي تشكل خطرًا على الصحة فقط بعد محاولة طردها ثلاث مرات دون جدوى.
التعامل مع الحياة يتطلب الامتثال لتلك الإرشادات التي أخبرنا بها رسولنا الكريم. فقد حذر من قتل الجن الموجودة في البيوت إلا في حالتي الأبتر وذو الطفيتين. لذلك، إذا وجدت حية في منزلك، لا تقم بقتلها إلا إذا كانت غير مكتملة الأطراف أو لها طفيتان.
معني الأبتر
معنى الأبتر هو أن يكون له ذنب قصير، وبالنسبة لذو الطفيتين فهو يشير إلى اثنين من الخطان الأسود على ظهره، وعند رؤيتهما يتم قتلهما فورا، وباقي الأنواع لا يتم قتلها ولكن يتم إحراجها ثلاث مرات، وبالنسبة للطريقة المتبعة، يقول لها: “أحرج عليك أن تكوني في بيتي”، أو يستخدم كلمة أخرى ذات معنى مشابه ليحذرها ويخبرها بأنه لا يسمح لها بالبقاء في منزله، وإذا استمرت بالبقاء بعد هذا التحذير، فهذا يعني أنها ليست من الجن، أو حتى إذا كانت من الجن، فقد انتهكت حرمتها، وفي هذه الحالة يجوز قتلها، لأن قتلها في هذا الوقت يعتبر دفاعا عن النفس.
روت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: `خمسٌ من الدواب كلهن فاسق يقتلن في الحرم: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور`.
وفي لفظ آخر: التعدي على الحرمات محرم شرعاً، وعلى الرغم من أن الخمسة المذكورة في الحديث تمثل استثناءً من ذلك، فإن أي شيء يسبب الأذى والضرر يجوز قتله حتى لو كان في الحرم.
هل الحيوانات التي يجوز قتلها قاصرة على الفواسق
لا تقتصر مشروعية قتل الفاسقين على هذه الخمسة فقط، بل تتمثل في كل ما كان مثلها أو مثيلاتها أو الأكثر ضررًا أو فتكًا منها، وذلك وفقًا للحديث الشريف.
ولكن السؤال: هل القياس في هذه المسألة يترك لاجتهاد كل شخص على حدة؟
يترك الاجتهاد لكل شخص وفقاً لآراء كبار العلماء، ويجب أن يكون الشخص المؤهل للاجتهاد عنده المعرفة الكافية بموارد الشريعة ومصادرها، وعلم العلل والأوصاف التي تحدد الإلحاق والتخلي عنه.
حكم تحنيط الحيوانات التي حرم الإسلام قتلها
يشير التحنيط الحالي إلى إخراج أحشاء الحيوان الداخلية بعد قتله وحشوه بمواد كيميائية لتمنع تعفنه، وذلك لللحفاظ على هيئته، ومن المحرمات إلا في الحالات التي تقتضيها الضرورة، سواء كانت طبية أو علمية، وذلك بسبب قسوتها.
وفيما يتعلق بتعليق هذه الحيوانات المحنطة للتزيين، فإنها تعتبر وسيلة لتعليق الصور للكائنات الحية، وهي ممنوعة صراحة في كثير من الأحاديث الصحيحة، بما في ذلك حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: “قمت بوضع وسادة محشوة بتماثيل تشبه النمور للنبي صلى الله عليه وسلم، فجاء ووقف بين البابين وتغير وجهه، فسألته: ما الأمر يا رسول الله؟ فقال: (ما هذه الوسادة؟)، فقالت: صنعتها لك لتستلقي عليها، فقال: (ألم تعلمي أن الملائكة لا يدخلون بيتا فيه صورة، وأن من صنع الصورة سيعاقب في يوم القيامة ويقال له: أحيوا ما خلقتم) ورد ذلك في صحيح البخاري وحديث ابن عباس، رضي الله عنهما، حيث قال: سمعت أبا طلحة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب، ولا تماثيل).