ماهي الشاطبية والطيبة والدرة
الشاطبية والطيبة والدرة
الشاطبية والطيبة والدرة هي كتب إسلامية متن تتحدث عن القراءات العشر للأئمة، وتأتي على شكل منظومات شعرية لتسهيل عملية استحضار قواعد هذا الفن لكل طالب.
ما هي متن الشاطبية
متن الشاطبية، المعروف أيضا باسم حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع، هو مجموعة شعرية للإمام القاسم بن وفيرة بن خلف الشاطبي الرعيني. يتألف المتن الشعري الأصلي من ألف ومئة وثلاثة وسبعين بيتا شعريا. صاغ الشاطبي هذه المجموعة الشعرية ليتضمن القراءات السبع المتواترة للأئمة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائ، ولذلك يطلق عليه اسم الشاطبية نسبة لكاتبها، الشاطبي الرعيني.
الشاطبية كانت أيضًا واحدة من أولى القصائد التي تمت كتابتها في علم القراءات. لم تكن الشاطبية أول قصيدة في هذا العلم، وعلى الرغم من أنها تعتمد على القراءات السبع المتواترة، إلا أنها اعتبرت نموذجًا من نماذج الشعر بسبب جمال الألفاظ والأسلوب والتركيب والبناء والمعنى والتوجيه والحكمة والإرشاد التي تضمنتها هذه القصيدة. تحدث العالم ابن الجزري عن الشاطبية بإشادة
من يقف على قصيدته يستدل على قدر المعرفة التي أعطاها الله له في هذا الفن، وخاصة اللامية التي لم يستطع البلغاء بعده مجادلتها، فلا يمكن لأحد أن يدرك قيمتها إلا إذا قام بكتابة قصيدة على نمطها أو قارنها بما كتب بنفس الأسلوب. ولقد حقق هذا الكتاب شهرة وقبولا لا يعرفهما أي كتاب آخر في هذا الفن، وربما يمكنني القول إنه لا يوجد بلد في العالم الإسلامي لا يحتوي على نسخة منه، بل أعتقد أن لا يوجد طالب علم دون أن يكون لديه نسخة منه
لقد تنافس الكثير من الناس على اقتناء النسخ الصحيحة من هذا النص، ووصل البعض إلى درجة الغناء به وإطلاق أحكام عليه، وصار بعضهم يتجاوز حدود المعقول في ذلك إلى درجة أنهم يتجاوزون حدود الواقعية.
لقد حظيت بعض الاختراعات بعناية كبيرة وقبول واسع بين الناس في سائر العصور بسبب أهميتها وسرعة انتشارها وتضمنها الفوائد العظيمة.
الشاطبية هي قصيدة طويلة من بحر الشعر العربي للإمام أبي القاسم بن وفيرة الشاطبي الأندلسي رحمه الله، وتتحدث عن القراءات السبع، وتُعرف بلقب حزر الأماني ووجه التهاني، وتتكون من 173 بيتًا شعريًا، وهي من أهم وأجمل قصائد العربية.
يبدأ متن الشاطبية بالحمد والثناء لله تعالى، وهذه بعض الأبيات الشعرية من هذه المنظومة:
تبارك ربنا رحمانا رحيما ومؤونا، بدأت ببسم الله في النظم الأولى
محمد المهدي رسولا للناس، وأنا أشهد أن الله إلهي وصلى الله على رسوله
فتابعوا الإحسان بالخير وبذلك، وبعدها العترة، ثم الصحابة، ثم المؤمنون
وما ليس مبدأا به أجذم العلم، وثلثت إن الحمد لله مستمر
تجاهد بحبل العداة المتعاظمة… ثم اعتمد على كتاب الله بعدها
شروحات الشاطبية
توجد أكثر من ستين شرحًا مختلفًا لنص الشاطبية المطروح، وتمت مراجعتها واطلاع عليها من قبل علماء القراءات، ومن بين الشروح الأكثر شيوعًا:
- الوافي في شرح الشاطبية للشيخ عبد الفتاح القاضي.
- إرشاد المريد إلى مقصود القصيدة للشيخ علي محمد الضباع.
- يستعرض كتاب (حرز الأماني) للمؤلف عبد الرحمن إسماعيل إبراهيم المعاني المختلفة للحرز.
- الهيئة السنية العلية على أبيات الشاطبية لملا علي قاري.
- سراج القاري المبتديلابن القاصح العذري.
ما هي الطيبة
الطيبة هي منظومة شعرية قديمة من بحر الرجز، ويتضمن تسع مئة وثمانون طريقة مكتوبة للقراءة، وهي مختصرة جدا. وقد ألفها ابن الجزري ونظم فيها الإمام الراحل محمد بن الجذري، وتضم جميع القراءات المتواترة للنبي صلى الله عليه وسلم وتم تسميتها “الرجز” بسبب تقارب أجزائها، وقلة حروفها في القراءات العشر الكبرى.
لم يقتصر ابن الجذري في دراسة طريق القراءات العشر على ما هو موجود في الشاطبية والدرة، بل قام بإضافة العديد من الطرق الأخرى وكانت طريقته في النظم من بين الطرق الأكثر صحة.
بدأ ابن الجزري في الألفية التي تناول فيها مذهب القراءات العشرة بشرح الأصول والفروع، وكانت المقدمة عن مبادئ علم القراءات، وإليك بعض الأبيات منها:
يا صاحب العظمة، ارحمه واستره واغفر له *** قال محمد بن الجزر
من نشر حروف العشرة المنقولة *** الحمد لله على ما تيسر
وتحدث عن الشاطبية قائلاً:
جمعت فيها طرقا عزيزة *** حروف هذه أرجوزة وحكاية
بل قد كملت زهر الأماني***ولا أقول إنها قد فضلت
ضعف ضعفه أثناء التحريرحوت ما يتعلق به مع التيسي
إنها بها طيبة في النشر *** ضمنتها كتاب نشر العشق
وختمها بقوله:
ألفية سعيدة مهذبة***وها هنا نظام الطيبة
ألف ابن الجذري الطيبة من أمهات المصادر الأصيلة في علم القراءات أطلق عليها “طيبة النشر في القراءات العشر” ولقد اقتفى فيها أثر الشاطبي في استخدام مصطلحات الكتاب ليسهل على كلّ طالب استحضار قواعد هذا الفن، وتحصيل مسائله، وهي قليلة الألفاظ كثيرة المعاني، حوت الألفية على نُبْذة من علم التجويد، ونُبْذة من علم الوقف والابتداء، وباب إفراد القراءات وجمعها، فحوت على أصول هذا الفن وقواعده وعلى مسائل وفرائد عزيزة
في عام 2035، ألف ابن الجزري كتابا بعنوان `النشر`، حيث استلهم محتواه من مصادر موثوقة في علم القراءات الإسلامية. وقد تضمن الكتاب قراءات الأئمة العشرة ورواياتهم المشهورة المذكورة في الكتب الشاطبية والدرة. لكن شروحاته تميزت بالتفصيل والتوسع في الأساليب، حيث قام بتفصيلها بشكل مفصل في نشره. وقرر أن ينظم هذا العمل العظيم بشكل منظم ويقتصر فيه على النصوص الصحيحة والأقوال الفصيحة. وقد قام بتأليف نظام سهل ومختصر لهذه القراءات العشر، وأطلق عليه اسم `طيبة النشر في القراءات العشر`. وقد اعتمد على الشاطبية وكتاب التيسير لأبي عمرو الداني، وأضاف إليهما القراءات والروايات والأساليب التي تصل إلى ثمانين طريقة لتحقيق الهدف. لذلك، عدت هذه القراءات من ضمن القراءات المختصرة، على الرغم من تعدد الأساليب التي تم شرحها فيه.
شروحات الطيبة المرئية
- شرح الشيخ حافظ صانع
- شرح الشيخ يسري عوض
- شرح الشيخ إيهاب فكري
- شرح الشيخ أحمد أبو العلا
- شرح الشيخ وفائي عبد الرزاق
- شرح الشيخ مصطفى القصاص
شروحات الطيبة المكتوبة
- شرح ابن الناظم
- شرح النويري
- شرح محمد محيسين الهادي
- شرح محمد بن حسن المنير السمنودي
- شرح محمد محفوظ الترمسي، والمسمى بـ: “غنية الطلبة، بشرح الطيبة”
ما هي متن الدرة
الدرة المضية في شرح الألفية هو كتاب في النحو والصرف، كتبه النحوي ابن الناظم المتوفَّى سنة ستمئة وست وثمانون للهجرة، شرح هذا الكتاب ألفية ابن مالك في مختلف أبواب النحو والصرف وقد فرغ ابن الناظم من شرحه في المحرم من سنة ستمئة وست وسبعون هجري، وضع عليه العلماء الكثير من الحواشي نظراً لأهمية هذا الكتاب، أبرزها حاشية زكريا الأنصاري المسماة “الدرر السنية في شرح الألفية”.
الدرة هي منظومة للإمام الراحل ابن الجذري نظم فيها ثلاث قراءات وهي قراءات الأئمة أبي جعفر ويعقوب وخلف، كانت تعد تكملة للشاطبية بحيث تصبح الشاطبية مع الدرة جامعتين للقراءات العشر أي أنهم متكاملين ببعضهم البعض. المؤلف: شمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (المتوفى: ثمان مئة وثلاث وثلاثون هجري).