امراض القلبصحة

ماهي الدهون الضارة التي تتسبب في تصلب الشرايين ؟

تصلب الشرايين هو ضيق الشرايين الناجم عن تراكم الترسبات، والشرايين هي الأوعية الدموية التي تحمل الأوكسجين والمغذيات من قلبك إلى بقية جسمك. وكلما تتقدم في العمر فإن الدهون والكوليسترول في الدم يمكن أن تتجمع في الشرايين وتشكل لوحة وهذا التراكم من الترسبات يجعل من الصعب على الدم التدفق عبر الشرايين. فقد يحدث هذا التراكم في أي شريان في الجسم ويمكن أن يؤدي إلى نقص في الدم والأوكسجين في الأنسجة المختلفة من جسمك كما يمكن أن تنقطع اللوحة أيضا مما يتسبب في تجلط الدم. كذلك يمكن أن يؤدي تصلب الشرايين إلى النوبات القلبية والسكتة الدماغية وقصور القلب إذا تركت دون علاج. تصلب الشرايين هو مشكلة شائعة مرتبطة بالشيخوخة وهذا الشرط يمكن منعه مع العديد من الخيارات العلاجية الناجحة، ويحدث تصلب الشرايين نتيجة لعدد من الأسباب :

الدهون المرتفعة (الكوليسترول)
الكوليسترول هي مادة شمعية صفراء توجد بشكل طبيعي في الجسم، وأيضاً في بعض الأطعمة التي نتناولها، ويمكن أن تزيد هذه المادة في الدم وتسد الشرايين، الأمر الذي يؤدي إلى تقييد أو تعييق دورة الدم إلى القلب والأعضاء الأخرى.

الدهون
تناول الأطعمة الغنية بالدهون يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تراكم الرواسب.

شيخوخة
مع التقدم في العمر، يعمل قلبك والأوعية الدموية بجد على ضخ واستقبال الدم، ويمكن أن تضعف الشرايين وتصبح أقل مرونة، مما يزيد من احتمالية تراكم الترسبات.
يزيد تناول الوجبات الغذائية الغنية بالدهون المشبعة والدهون غير المشبعة (الدهون السيئة بشكل عام) من تركيز الكوليسترول في الدم، مما يؤدي إلى انسداد الشرايين التي تمنع تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى القلب والدماغ.

ولكن هناك تحذير : فيما يتعلق بالوجبات الغذائية، فإن النظام الغذائي القليل جدا من الدهون – بنسبة 15 أو 34٪ من السعرات الحرارية البالغة 2000 – قد لا يقلل من المركبات التي تؤدي إلى تجلط الشرايين في مجرى الدم لدى الأفراد، ولا يمكن لمعظم الناس الاستمرار على النظام الغذائي المنخفض جدا من الدهون على المدى الطويل. وأشارت جمعية القلب الأمريكية (AHA) إلى أنه من الضروري الحصول على نسبة 20-35٪ من السعرات الحرارية من الدهون، وأغلب الأميركيين يحصلون على نسبة 34٪ أو أكثر.

الأمر المهم هنا هو أن ارتفاع مستويات الكولسترول يمكن أن يسبب تصلب الشرايين، الذي يؤدي إلى انسداد الشرايين، ولكن وجود مستويات معتدلة من الكوليسترول في الجسم يساعد على تقليل احتمالية الإصابة بالمشاكل الناجمة عن انسداد الشرايين، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

فما الذي يجعل الكوليسترول ضار بصحتك؟ وكيف يمكن لعلاج ارتفاع الكوليسترول مساعدتك

الكوليسترول السيئ والجيد وتصلب الشرايين:
الكولسترول هو نوع من الدهون الموجودة في الدم، وتحتاج بعض خلايا وأجهزة الكبد إليها، كما يحصل الجسم على الكولسترول من بعض الأطعمة التي تتناولها. ولكن إذا كانت نسبة الكوليسترول عالية في الدم، فقد يسبب ضررًا خطيرًا في الشرايين، وخاصة إذا كانت كمية الكولسترول الموجودة في الجسم كثيرة جدًا.

يعتقد بعض الناس أن جميع الكوليسترول هو “سيء”، ولكن هناك أنواع مختلفة من الكوليسترول، ومع ذلك، يعتبر الكثير من نوع واحد بالتأكيد سيئًا، وهناك نوع آخر من الكوليسترول المعروف بأنه “جيد” لأنه يساعد على الحفاظ على صحة الجسم.

يطلق على الكوليسترول الضار LDL اسم البروتين الدهني منخفض الكثافة؛ ويمكن لهذا النوع من الكوليسترول أن يسبب ضررا للشرايين التي تنقل الدم من القلب إلى بقية الجسم، حيث يتسبب في إتلاف الشرايين وتشكيل ترسبات دهنية في جدرانها.

ومع نمو تلك الأواح والدهون وتراكمها فإن جسمك يحاول تنظيفها عن طريق خلايا الدم البيضاء وأنواع أخرى من الخلايا التي تمثل جزء من الهجوم الدفاعي في الجسم، لكن مع مرور الوقت تصبح تلك الخلايا والحطام الناتجة جزءا من الألواح التي تسد الشرايين على مدى سنوات، و تنمو تلك التراكمات البسيطة بشكل أكبر وتشكل ما يسمى اللوحة.

ومن الحقائق المعروفة أن الكولسترول “الجيد” HDL، وكذلك البروتين الدهني عالي الكثافة، يتداولان في جميع أنحاء الجسم، حيث يعمل الكولسترول على جمع الكولسترول السيئ ونقله من الشرايين، ويمكن التخلص من الكوليسترول الزائد في الجسم بإما إيصاله إلى الأنسجة مثل الكبد أو استخدامه في إنتاج الهرمونات.

مع نمو اللويحات داخل الشرايين، تبدأ في نهاية المطاف بمنع تدفق الدم، حيث تعمل على انسداد الشرايين الضيقة في نهاية المطاف بما يكفي ليسبب أعراض تتكيف معها الجسم عمومًا، وهذا النوع من الانسداد نادرًا ما يسبب النوبات القلبية.

عندما تتعرض الألواح غير المستقرة لخلايا الدم البيضاء والخلايا الأخرى في الجسم، تطلق الإنزيمات لإزالتها، وتتفاعل هذه الإنزيمات مع الأنسجة الكولاجينية التي تحمل اللوحة، وعندما يحدث ذلك، يمكن أن تتمزق اللوحة وينتج عن ذلك تشكيل جلطات الدم داخل الشريان في بعض الأحيان خلال دقائق قليلة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى حدوث جلطة تسد الدم الذي يذهب إلى القلب أو الدماغ ويسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

كلما زادت نسبة الكوليسترول في الدم ، زادت فرص حدوث المزيد من اللوحات الدموية وتكون علاقة الكوليسترول بالأحداث التي تهدد الحياة الأساسية ، لذا يجب علاج ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم من خلال الأدوية والتغييرات في نمط الحياة لتحسين مستوى الكوليسترول وتقليل مخاطر تصلب الشرايين ، وذلك عن طريق

– يزيد التمرين بغض النظر عن فقدان الوزن من مستويات الكوليسترول العالية الكثافة HDL “المفيدة” ويقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من الألياف ومنخفض في الدهون يمكن أن يقلل من نسبة الكوليسترول الضار LDL
– الأسماك الزيتية وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الدهنية أوميجا 3 يمكن أن ترفع الكولسترول”الجيد” HDL.
يُصفَّ الأدوية المخفضة للكوليسترول كثيرًا لعلاج ارتفاع الكوليسترول في الدم، ويمكنها بشكل كبير تخفيض الكولسترول الضار بنسبة تصل إلى 60٪ أو أكثر، كما يمكنها زيادة HDL.

تشير الدراسات إلى أن الأدوية المخفضة للكوليسترول يمكن أن تقلل من معدلات الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة بسبب تصلب الشرايين، ولكن لتحقيق الفعالية الكاملة، يجب أن تكون الأدوية المخفضة للكوليسترول جزءا من استراتيجية أوسع تخطط لها بالتعاون مع الطبيب وتعتمد على مستوى الخطر الشخصي للإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية، بالإضافة إلى الخيارات الشخصية مثل نمط الحياة.

إذا كنت تعرف أو تعتقد أن لديك مستوى عالٍ من الكوليسترول، يمكنك التحدث مع طبيبك حول الطرق التي يمكنك اتباعها لخفضه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى