الإشاعات هي ظاهرة اجتماعية واسعة ومنتشرة بشكل كبير في العديد من المجتمعات البشرية، خاصة في العصر الحديث. انتشرت الإشاعات بشكل كبير في الآونة الأخيرة بسبب التطور التكنولوجي ووسائل الاتصال غير المحدودة. تعتبر الإشاعات ظاهرة سلبية بسبب التأثيرات السلبية التي تطال بعض أفراد المجتمع الذين يصدقونها ويضعونها كأحد أولوياتهم الحكومية. تعمل الجهات المختصة على منعها لحماية أمن المجتمع واستقراره وسلامته .
تعريف الإشاعة :- “الإشاعة هي نبأ أو خبر مجهول المصدر، ينتشر بسرعة بين الناس، وغالبا ما يكون استفزازيا ومثيرا للبلبلة والفتنة في المجتمع. وهي عبارة عن معلومة ضالة ومضللة، وقد يكون مصدرها فرد أو جماعة أو هيئة معينة، وتنتشر بين الأفراد والمجتمع ككل. وغالبا ما تكون الإشاعة عبارة عن مجموعة من الأخبار الكاذبة التي تهدف إلى نشر الفوضى في المجتمع، وتدور حول الموضوعات السياسية أو الاقتصادية أو الرياضية أو أي موضوع يحوز على اهتمام الأفراد في المجتمع .
ماهي الأسباب التي تؤدي إلى حدوث انتشار للإشاعة :- يوجد عدد من الأسباب التي تتسبب في حدوث هذا الانتشار العالي للشائعات، ومنها
أولاً :يعود انتشار الأخبار والمعلومات الخاطئة في المجتمع إلى ضعف مستوى التعليم والثقافة لدى الأفراد، الذي يمنعهم من تحليل وتقييم صحة تلك المعلومات وواقعيتها .
ثانياً :- وجود عدم وجود في الأساس للمعلومات الصحيحة أو الشفافة، حيث يعتبر هذا العامل من أكثر العوامل التي تؤدي إلى حدوث الانتشار العالي للشائعات، و ذلك نظرا لضعف العلاقة بين أفراد المجتمع، والمؤسسات الخاصة، والمعلومات عن أفراد المجتمع .
ثالثاً :الفراغ هو ما يعاني منه العديد من الأشخاص ، مما يدفعهم إلى ابتكار الكثير من الأقاويل أو الأخبار الكاذبة ، والتي يمكن أن تنشأ من خيالهم الشخصي .
رابعاً :بعض الأشخاص يعانون من الأفكار غير السوية أو يشعرون بالمشاعر السلبية تجاه المجتمع، ولذلك، عندما ينشرون الإشاعات، يشعرون بسعادة كبيرة عند رؤية مظاهر الفوضى والبلبلة بين أفراد المجتمع .
خامساً :- في بعض الأحيان، يكون إنتاج الإشاعات وترويجها داخل مجتمع أو دولة بهدف إلحاق الضرر الكبير بها أو إثارة الفتنة بين أفرادها يتم عن طريق أجهزة خارجية مثل أجهزة المخابرات الخاصة بالدول المعادية .
أهم الآثار السلبية الخاصة بالشائعات :- – يوجد عدد من الآثار السلبية الناتجة عن انتشار الإشاعات، ومنها
أولاً :الإشاعات تقوم بالقضاء على العديد من العلاقات القائمة حتى بين أقرب الناس، وتجعل منهم أعداء وتسبب في حدوث القطيعة والضرر، وقد يصل ذلك في بعض الأحيان إلى القتل، وهذا بسبب الانتشار العالي للمفاسد داخل المجتمع.
ثانياً :يعمل نشر الشائعات على زيادة الأضرار النفسية للأفراد في المجتمع، ومن الممكن أن يكون الفرد الذي يتعرض للشائعات يعاني بالفعل من ضعف في الإيمان أو قلة صبر أو عدم القدرة على تحمل الأخبار السلبية، مما يجعله يعزل نفسه عن الآخرين ويفقد الأمل في المستقبل، ويتعرض للإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب .
ثالثاً :تلحق الأضرار المادية بالمجتمعات عندما ترتبط بحالة المجتمع واستقراره، كما أن بعض الأنشطة الاقتصادية مثل الاستثمار الخارجي والبورصة يمكن أن تتأثر بشدة بالمعلومات المغلوطة أو الإشاعات الكاذبة .
رابعاً :يمكن جعل المجتمع ضعيفا ومتفككا عن طريق إضعاف العلاقات بين أفراده وجعلها هشة، وفي بعض الأحيان يؤدي هذا إلى نشر الأكاذيب والفتن والصراعات المباشرة بين الأفراد، وهو ما يقوم به بعض أجهزة المخابرات المعادية، وبذلك يتعرض المجتمع للتشقق والضعف، ويصبح من السهل السيطرة عليه أو إضعافه بشكل كبير .
خامساً :- يتمثل الانتصار في المعارك العسكرية في استخدام الإشاعات كسلاح قوي وفتاك في النزاعات والحروب، نظرا لتأثيرها المباشر على حالة المعنوية للجنود وقدرتهم على القتال، ومن ثم يتسنى السيطرة عليهم وهزيمتهم نتيجة ما أحدثته الإشاعات الكاذبة من فقد للروح المعنوية .