ماهي اجراءات توزيع الميراث
حدد القرآن الكريم أحكام المواريث وتقسيم أموال المتوفي، ولكن قبل تقسيم التركة يجب اتخاذ بعض الإجراءات، مثل إخراج الزكاة عن الميراث إذا لم يتم إخراجها من قبل المتوفي، وغيرها من الإجراءات التي سنناقشها .
إجراءات ما قبل تقسيم الميراث
يجب التأكد قبل التصرف في أي من أموال المتوفى؛ من مديونيته أو عدمها، وفي حالة وجود أي ديون على المتوفى يجب سدادها أولا قبل أي شيء آخر، وكذلك يجب أخذ الزكاة منه إذا لم يكن قد أخرج زكاته في حياته. أما بالنسبة لمتعلقاته وتسديد ديونه فيجب أيضا سدادها قبل البدء في التوزيع، وعلينا أن نأخذ في الاعتبار أن التوزيع يتم بالتراضي بين الورثة أو عن طريق المحكمة .
أنواع الورثة
– الورثة نوعان ، و هما :
أصحاب الفروض
هناك نوع من الورثة الذين يحق لهم بموجب الشريعة حصة محددة في التركة، مثل الثلثين والنصف والثمن وما شابه ذلك .
العصبة أو العصب
يشمل هؤلاء الأشخاص الذين لم يقدر الشرع قدره الحقيقي، وربما اتخذ الواحد منهم كل أموال التركة أو سقطوا من التركة بأكملها ولا يرثون أي شيء .
مثال على تقسيم التركة
– توفي رجل و ترك زوجة و له منها أربع أولاد ذكور و ثلاثة بنات ، فإن قسمة هذه التركة تكن كالتالي ؛ للزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث ، قال تعالي ” فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم” ، و ما بقي يقسم على الأولاد و البنات للذكر ، مثل حظ الانثيين ، قال تعالي “يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين” .
إجراءات تقسيم التركة
– في البداية يتم الطلب من الوارث بعض المستندات ، و هي ؛ صك حصر ورثة المتوفي ، و صك الولاية على الورثة القصر إن وجدوا ، و صكوك الوكالات من الورثة غير الحاضرين ، و صك الوصية إن وجدت ، و صكوك العقارات و كشف حسابات المتوفي في البنوك و شهادات ملكية الأسهم و أوراق ملكية المنقولات .
بعد ذلك، يتم تحديد الميراث من الأموال والعقارات والأسهم والأصول المتحركة من قبل الورثة أو الجهات المختصة، ويتم استبعاد الديون التي لا يمكن استردادها والأملاك التي يوجد نزاع حتى يتم حل النزاع. ثم يتم كتابة ذلك إلى هيئة النظر أو أصحاب الخبرة لتقدير القيمة العادلة للعقارات والأسهم والأصول المتحركة وغيرها عند عدم التوصل لاتفاق بين الورثة .
– يتم تأكيد الديون المستحقة على الشخص المتوفى وتنفيذ الوصية إن وجدت، ويتم فرزهما. ثم يقوم الشيخ بتنظيم دعوى قضائية من أحد الورثة أو من بعضهم، ويشمل التنظيم: وفاة المورث وتحديد ورثته وحصر إرثهم بموجب صك حصر الإرث رقم… وتاريخ… ويشير في التنظيم إلى أن المورث ترك تركة تتكون من كذا وكذا، ويتم كتابة بيان تفصيلي بكل الأملاك والأسهم والأموال المنقولة وغير المنقولة لكل وارث. ثم يتم طلب حكم بتقسيم التركة ومنح كل وارث حصته .
بعد ذلك، يقوم القاضي بضبط إجابة المدعي عليه في دعوى المدعي، ويصادق على وفاة المورث وحصر الورثة وحصر التركة والموافقة على إعطاء كل وريث حصته الشرعية. ثم يتم عرض التقديرات على الطرفين ويعرض عليهم قسمتها، فإذا رضوا بقسمتها، فيمكن لكل وارث أن يأخذ عقارا ويحسب حصته. وإذا كانت حصته زائدة في التركة، يتم دفع الفرق للورثة الآخرين، وإذا كانت أقل من حصته، يستكمل نصيبه من المبلغ النقدي إذا وجد، أو من الورثة الآخرين .
في حالة وجود وريث قاصر بين الورثة، يقوم القاضي بتعيين الأصلح لولاية أمواله، حيث يتم تحديد الأب ثم الجد ثم الأم ثم العم كولي لولاية أمواله، وإذا لم يتفق الورثة على التقسيم أو نشأت خلافات، يتم ترك مجال للصلح أو يتم بيع التركة وتحويل العقارات والأموال إلى نقود تقسم على الورثة وفقا للأنصبة الشرعية التي تنص عليها الشريعة الإسلامية .
آيات المواريث في القرآن الكريم
– يقول الله تعالى في سورة النساء” :
يوصيكم الله في الأبناء الذكور بحظ مماثل لحظة الإناث، فإن كان هناك نساء أكثر من اثنتين، فلهن ثلث ما ترك الأب، وإن كانت واحدة فلها النصف، ولكل أحد من الآباء السدس مما ترك، إن كان له ولد، وإن لم يكن له ولد وورثه أبواه، فللأم الثلث، وإن كان له إخوة، فللأم السدس بعد الوصية التي يوصي بها أو الدين الذي ورثته آباؤكم وأبناؤكم. لا تعلمون أيهم أقرب لكم نفعا. هذا وصية مفروضة من الله. إن الله كان عليما حكيما.” الآية: 1.
ولكم نصف ما ترك أزواجكم، إن لم يكن لهن ولد. وإن كان لهن ولد، فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين. ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد. وإن كان لكم ولد، فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين. وإذا كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت، فلكل واحد منهما السدس. وإن كانوا أكثر من ذلك، فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار. وهذه وصية من الله، والله عليم حليم”، الآية 1.
(( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) . الآية 176.