منوعات

ماهو مفهوم الغزو الثقافي ؟

يتم تعريف الغزو الثقافي على أنه عبارة عن كافة الجهود أو الممارسات التي تبذلها أمة ما ، و ذلك بحق أمة أخرى ، و ذلك يكون بهدف الوصول إلى السيطرة أو الاستيلاء عليها بطريقة غير عسكرية أي عن طريق غزوها ، و لكن بشكلاً فكرياً ، حيث يعد الغزو الثقافي أو الفكري أكثر خطورة ، و بشكل عالي من الغزو العسكري ، و ذلك راجعاً إلى انتهاجه لمجموعة من الأساليب ، و الطرق ، و الممارسات السرية ، و الغير معلنة ، و غامضة في بداية تنفيذه ، حيث أنه يعمل في الأساس على إحداث الثغرات ، و الأمراض الفتاكة ، و بشكلاً فكرياً في أجساد الأمم المستهدفة ، و يعمل بكل قوة على إلغاء شخصيتها ، وموروثاتها الثقافية الأصلية بها ، و يهدف الغزو الثقافي إلى احتلال العقول ، و ليس الأراضي أو الحدود الجغرافية لأمة ما كما في الغزو العسكري ، و هو يعتمد على تزيين كل ما هو ضار ، و مدمر ، ووضعه في إطار جميل ، و جذاب بما يتماشى مع أهواء الفرد ليسهل عليه انتهاجه ، و العمل به ، و بالتالي تدمر الأمم ، و تبتعد عن ثقافاتها ، و موروثاتها الحضارية ، و عاداتها ، و التقاليد المميزة لها مما يسهل عملية السيطرة عليها من جانب أعدائها بكل سهولة ، و يسر ، و بالتالي إعادة تشكيلها بما يتناغم مع مصالح أعدائها أو إحداث التدمير العالي لها ، و الانهيار من داخلها ، و كنتيجة لعوامل داخلية خاصة بها ، و دون أي تدخل عسكري قد يترتب عليه وقوع أي  نسبة من الخسائر سواء خسائر بشرية أو مادية هذا علاوة على عدم كفاية التدخل العسكري في كثير من الأحيان لإحداث التدمير العالي ، و القوي الوتيرة لأمة ما من جانب أعدائها .

بدايات الغزو الثقافي :-

ظهر الغزو الثقافي منذ العصور القديمة، وظهر بوضوح في بداية القرن العشرين. وقد شنه الغرب بشكل خاص ضد المسلمين بهدف القضاء على قوتهم، وتشتيتهم وتفريقهم وانهيارهم، وتحويلهم إلى دول ضعيفة يسهل السيطرة عليها واستغلالها لصالح الغرب. كانت هذه الحرب الثقافية غير المسلحة تهدف إلى نزع المسلمين عن دينهم وعاداتهم وتقاليدهم التي تجمعهم، وقام الغرب بإدخال عناصر جديدة تتفق مع شهاداتهم بهدف تدريجي لإبعاد الشريحة المسلمة عن دينها، الذي يعتبر أحد أكبر العوامل الموحدة بينهم .

وسائل ، و طرق ، و أساليب الغزو الثقافي :هناك عدة طرق ووسائل وأساليب تستخدمها الحروب الثقافية لتحقيق أهدافها، من بينها:

أولاً :- يسعى الأفراد القويون والمتميزون إلى السيطرة على عقول فئة الشباب المسلمين تحديدا، وذلك بهدف تعميق المفاهيم الغربية وترسيخها في عقولهم، وإقناعهم داخليا بأن نمط الحياة الغربية هو النمط السليم والمتماشي مع الحياة العصرية، وأنه يفوق بكثير النمط العربي في الحياة .

ثانياً :- يتم زرع الأفكار الغربية في عقول المسلمين من خلال إنشاء مؤسسات تعليمية تستخدم مناهج غربية وتقديم كافة أوجه الرعاية والتربية لهم .

ثالثاً :يتمثل التحول في إستبدال اللغة العربية باللغات الغربية، وجعل اللغات الغربية بشكل عام هي اللغات الرسمية أو الأكثر شيوعا في بلاد العرب والمسلمين .

رابعاً :- إنشاء وتأسيس المدارس التبشيرية وإرسال العديد من الحملات التبشيرية إلى الدول الإسلامية، واستهداف الأطفال بشكل خاص بهدف زرع الأفكار الغربية فيهم وتربيتهم عليها .

خامساً :يسعون للسيطرة على المناهج التعليمية ووضع بعض المناهج التي يرغبون في تعليمها للنشئ، ليحكموا على العقول الناشئة من البداية .

سادساً :- الدعوة إلى تحرر المرأة، وتشجيعها على الاختلاط، والعمل، والاندماج في المجتمع بشكل لا يتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي وعادات وتقاليد المجتمعات الإسلامية الأساسية .

سابعاً :- تأسيس مجموعة من الإذاعات الخاصة التي تهدف إلى دعوة الناس للاعتناق بالمسيحية ونشر أفكارهم ورؤيتهم في مختلف أماكن تواجد المسلمين .

أهم أهداف الغزو الثقافي :- يوجد عددا من الأهداف التي يسعى الغزو الثقافي إلى تحقيقها، ومنها:-

أولاً :التشكيك في العقيدة الإسلامية يمكن أن يحدث داخل العبد المسلم من خلال إثارة الشبهات والشكوك حول الدين الإسلامي، مما يؤدي إلى زعزعة العقيدة الإسلامية لديه .

ثانياً :- السعي بكل قوة للتخلص من اللغة العربية وإبعادها عن الاستخدام .

ثالثاً :- يتم تنفيذ الإيقاع بين المسلمين عن طريق إثارة النعرات بينهم، سواء كانت النعرات القومية أو العرقية أو الدينية .

رابعاً :الدعوة إلى الشهوات والملذات بأنها شيء طبيعي ومطلوب، وغرق الأمة الإسلامية فيها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى