الطبيعةانهار

ماهو مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل

يعتبر نهر الكونغو، أطول نهر بإفريقيا حيث يبلغ طوله 4700 كيلو متر مربع، كما يعتبر ثاني أكبر نهر بالعالم كله بعد نهر النيل والذي يبلغ طوله 6694 كيلو متر مربع، ومن الممكن أن نطلق على الكونغو لقب صاحبة التخمة المائية بسبب ما يرد من النهر من مياه عذبة تصل إلى حوالي ألف مليار متر مكعب من المياه، داخل المحيط الأطلسي.

وكل تلك الكمية هي ليست بحاجة لها ، بل على العكس هي في غنى تام عنها، بسبب أن نصيب الفرد من الماء هناك يصل إلى 35000 متر مكعب في العام الواحد، هذا بالإضافة إلى أن هناك ألف مليار متر مكعب من الماء تصب في المحيط سنويًا، ولذلك فإن الكونغو تصنف من أغنى الشعوب على مستوى العالم ، من حيث مواردها المائية.

فكرة ربط نهر الكونغو بنهر النيل

ظهرت فكرة ربط نهر الكونغو بنهر النيل لحل مشكلة نقص المياه في مصر خلال الخمسين عاما المقبلة، ولقد حظيت هذه الفكرة بتأييد واسع حيث ستوفر حوالي 95 مليار متر مكعب من المياه سنويا لمصر، وذلك بالاستفادة من وفرة المياه في الكونغو.

فائدة المشروع تجاه القطاع الزراعي بمصر

مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل هو مشروع يعود على مصر بالفائدة من جهة الزراعة، حيث يتم استغلال تلك الموارد الكبيرة من الماء في زراعة واستصلاح المزيد الأراضي، وبالتالي سوف يعود بالخير الكبير على مصر، ليس هذا فقط فبعد الاستفادة من كل تلك الكمية الضخمة من المياه يمكن توفير كمية كبيرة من المياه المتبقية وتخزينها، داخل منخفض القطارة.

 – أوضحت الدراسة المتعلقة بالمشروع أن زيادة كمية المياه داخل منخفض القطارة ستؤدي إلى زيادة نسبة التبخر من هذا المنخفض، مما يؤدي إلى سقوط الأمطار في الصحراء الغربية، والتي من المتوقع أن تساهم في زراعة نصف مساحة الصحراء الغربية.

المصالح المتبادلة بين الدولتين

يعد الربط بين البلدين فائدة على الصعيدين وسيتم الاستفادة منه بشكل كبير، حيث سترسل مصر خبراء إلى الكونغو للعمل على تطوير عدة قطاعات هناك، وخاصة في توليد الطاقة الكهربائية من المساقط المائية، مما سيؤدي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء لكل من البلدين وللسودان أيضا.

هذا المشروع سيوفر طاقة كهربائية كافية لثلثي قارة أفريقيا، وتعادل حوالي 18000 ميجاوات، وهذه الكمية أكبر بعشرة أضعاف من طاقة السد العالي. سيكون لهذا تأثيرا هائلا اقتصاديا وماليا، حيث ستصدر الكونغو كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية للعالم بأسره، وهذا سيجعلها واحدة من أكبر دول العالم في تصدير الكهرباء.

لا يوجد ما يمنع تنفيذ المشروع

تستطيع مصر تنفيذ عملية الربط بسهولة تامة، لأنه لا يوجد نص قانوني في القانون الدولي أو في الاتفاقيات التي عقدتها دول حوض النيل يمنع إنجاز هذا المشروع، ما لم يعارضه الطرف الآخر، وهو الكونغو، ولكن لا داعي للقلق بشأن ذلك لأن الكونغو لم تعارض إتمام هذا المشروع.

ومما لابد ذكره في هذا الصدد أن هناك أحد البنود الموجود داخل القانون الدولي، يعطي أي دولة فقيرة مائيًا، الحق في إعلان ذلك عالميا، ويصبح من حقها في هذا الوقت سحب حاجتها من الماء، من أي دولة حدودها قريبة منها، على شرط أن تكون تلك الدولة المأخوذ منها دولة غنية بالمياه، وهذا النص يعطي لمصر كامل الحق في أخذ احتياجاتها من الماء في حين اضطرت لذلك.

الأمور التي يجب دراستها قبل القيام بتنفيذ هذا المشروع الضخم

يجب أن نتعرف على تأثير الفيضانات الشديدة وارتفاع المياه على الأراضي الزراعية وغرقها، وإذا كانت المياه الفائضة ستزيد من طاقة تخزين سدود نهر النيل، كما يجب أن نفهم طبيعة المياه في كل من نهر النيل ونهر الكونغو، وتأثير ذلك على الحياة النهرية، ومعرفة الآثار المترتبة في حالة انخفاض تدفق مياه نهر الكونغو على المخلوقات البحرية وغيرها من المسائل التي يجب دراستها لإتمام هذا المشروع بسلام وتعود بفائدة تامة على الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى